طباعة
sada-elarab.com/545625
إن السر الحقيقى فى تحقيق أى مكاسب من البورصة أو الأسهم هو ألا يقنع المستثمر نفسه بأنه على حق دائما، ولكن يتحقق المكسب بالمرونة جراء الأوضاع المتغيرة والمختلفة، فالأصح هنا أن يخسر المستثمر أقل مبلغ ممكن عندما يكون على خطأ، ويكون على خطأ عندما ينخفض سعر السهم إلى أقل من السعر الذى دفعه فيه، والجميع هنا يعرف قصة شهيرة تحكى عن أن أحد الأولاد الصغار وهو يسير فى الطريق إلى منزله يوميا، يشاهد رجلا عجوزا يحاول أن يمسك بأحد الديوك البرية، وكان لدى الرجل العجوز فخ للديك يتكون من آله بسيطة تتكون من صندوق كبير، والباب متصل بمفصلة فى قمته، ويظل هذا الباب مفتوحا بواسطة قطعة خشبية مربوط بها حبل يصل طوله لعدة أمتار ناحية العجوز، ويقوم العجوز بنثر القليل من الذرة على طول الطريق لتغرى الديوك للدخول إلى الصندوق، وعندما تدخل الديوك الصندوق تجد كثيرا من الذرة، وعندما يتجمع عدد كاف من الديوك داخل الصندوق حسب توقع أو رغبة العجوز، يقوم وقتها بجذب القطعة الخشبية بعنف عن طريق الحبل المربوطة به، ويمسك هو بطرفه الآخر ليدع الباب يسقط ويغلق الصندوق.
وفى يوم ما كان لدى الرجل العجوز 12 ديكا داخل الصندوق، وعندما قرر العجوز شد الحبل لكى يغلق باب الصندوق، خرج أحد الديوك تاركا 11 ديكا بداخل الصندوق، فقال العجوز كنت أتمنى صيد الـ12 ديكا وقرر الانتظار دقيقة أملا فى عودة الديك الذى خرج مرة أخرى، وبينما هو ينتظر عودة الديك رقم 12 فقد خرج اثنان آخران من الصندوق، فقال العجوز لنفسه كان يجب أن أرضى بـ11 ديكا، وقرر الانتظار لعودة ديك إلى الصندوق ليكملهم 10 ديوك، وبينما هو ينتظر فقد خرج أيضا ثلاثة ديوك، ولا يزال ينتظر.
فهو لم يستطع التخلى عن فكرة أن بعض الطيور التى كانت موجودة سوف تعود، وعندما تبقى لديه ديك واحد فى الصندوق، قال لنفسه سوف أنتظر إلى أن يخرج هذا الديك أو يدخل معه ديك آخر إلى الصندوق فأمسك بهما وأذهب إلى المنزل، إلى أن خرج الديك المتبقى أخيرا ليلحق بالآخرين ويعود الرجل إلى منزله خالى اليدين تاركا الصندوق فارغا، وهنا تتشابه نفسية المستثمر العادى مع هذا الرجل العجوز، فالمستثمر دائما يأمل فى عودة المزيد من الديوك داخل الصندوق فى حين تملك مشاعر الخوف منهم من أن يفوتهم الجميع دون جنى أى أرباح.