طباعة
sada-elarab.com/543384
لا يمكن أن يمر قرار الحكومة الموقرة بمملكة البحرين، بإعفاء المواطنين من فواتير الكهرباء والماء لثلاثة أشهر إضافية، والطلب من البنوك بتأجيل قروض المتضررين من كورونا، دون أن يحظى بالإشادة والتقدير والعرفان.
فعلى الرغم من الموقف الاقتصادي المحلي والعالمي، وما تكابده كافة دول العالم جراء الجائحة المتواصلة تداعياتها لأكثر من 7 أشهر حتى اليوم، إلا أن البحرين تتميز وتتفوق دون عشرات دول العالم في تلمس تطلعات المواطن وظروفه حيال الأزمة الطاحنة، وتعمل على الموازنة بين إيرادات الدولة التي انخفضت بسبب أسعار النفط وكوفيد 19، وبين مصروفات تتزايد يوما بعد آخر لتضغط على ميزانية الدولة بقوة.
لكنها المسؤولية التي تعودناها من قيادتنا الكريمة والحكيمة، والتي جمعت بين الكرم والحكمة ومزجت معهما المسؤولية المجتمعية تجاه أبناء هذا الوطن، بل وامتدت إلى المقيمين فيه طوال الأشهر الماضية.
وليس هذا بغريب على آل خليفة الكرام، فمنذ القدم ونحن ندعوهم بالكرام، ونتعلم منهم الكرم والعطاء والحب والوفاء للوطن والتمسك بتلك الهوية التي تضع البحرين في مكانة مرموقة بين كافة الدول، وهو ما يعترف به أبناء المنطقة ويذكرونه دوما.
ولما كان مجتمعنا يستمد كرمه وعطاءه من قادته، فكان لزاما على مؤسسات هذا المجتمع أن تقوم بدورها أيضا في مساندة الدولة والمواطنين والتحلي بالمسؤولية حيال أزمة لا تفرق بين غني وفقير وبين الصغير والكبير.
وأتساءل كجميع المواطنين اليوم.. أين المؤسسات الاقتصادية من مثل هذه المبادرات؟.. وأين من أخذوا الملايين في مشروعات سابقة ونهلوا من خيرات البحرين ثم اختفوا وسط الزحام.. بل واعتبروا أنفسهم من بين المتضررين.
أعرف أصحاب مؤسسات اقتصادية مازالت تعمل وتربح وتتربح أيضا من جائحة كورونا، وحين تظهر مكرمة حكومية لدعم المواطنين، تجدهم في الصفوف الأولى لاستلام المعونة.
أعرف أيضا أصحاب مشروعات عقارية كبيرة يستنزفون المواطنين بمضاعفة المطالبات المالية – دون وجه حق – ولا يراعون الله فيما رزقهم، وبدلا من أن يقفوا مع أخوانهم في الوطن، تجدهم يستغلون الأزمة للحصول على مكاسب مالية مضاعفة وبطرق ملتويه.
هؤلاء قد نصنفهم من فصيلة "أغنياء الحروب" أو مصاصي الدماء الذي ينبشون القبور بحثا عن خاتم ذهب في إصبع قتيل، أو من يشعلون الأزمات بين
يا إخوة الوطن.. انتظروا قليلا.. فأرباحكم لن تتأثر كثيرا.. أوقفوا ماكينة عد النقود لشهر او شهرين فقط مراعاة للحالة الاقتصادية والمجتمعية .. راعوا الله في إخوانكم فربما تدور الدوائر ولن تجدوا من يذكركم إلا بسوء.
المواقف الحسنة والسيئة لا تنسى، وتبقى في خزينة ذاكرة المجتمع، ولكن المواقف الحسنة تكتب بماء الذهب، فاتخذوا من إدارة وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة حفظه الله ورعاة مثالا.