فن وثقافة
لعنة «ريا وسكينة» قلبت حياة «سيدتى الجميلة» إلى »جحيم»
السبت 05/سبتمبر/2020 - 04:10 م
طباعة
sada-elarab.com/541595
فى عام 1921، نفذت الشرطة المصرية، فى سجن الحضرة، حكم الإعدام على "ريا وسكينة" تلك العصابة النسائية التى اتخذت من الإسكندرية مقراً لها لتنفيذ جرائمها البشعة، وبعد مرور "17" عاماً، وبالتحديد عام 1938، شهدت الإسكندرية ميلاد أنثى من أجمل نساء الأرض، الفنانة "شويكار"، ولم تكن تعلم تلك الجميلة أن أرواح ريا وسكينة "الشريرة"، ستقودها إلى أكبر مأساة فى حياتها الشخصية.
فى عام 1980، كانت هناك سهرة خاصة تجمع عدداً كبيراً من الفنانين، ولاحظ جميع الحاضرين أن شويكار وسهير البابلى، لم تتوقفا عن الحديث سوياً طيلة السهرة، بحكم صداقتهما العميقة، فقام أحد الفنانين مازحاً بوصفهن بـ"ريا وسكينة"، وهنا قفزت فكرة فى رأس الكاتب المسرحى بهجت قمر، بكتابة مسرحية تجمعهما باسم "ريا وسكينة"، وتحمس المنتج سمير خفاجى للفكرة، ووافق على إنتاج المسرحية بلا تردد.
وغمرت السعادة شويكار وسهير البابلى، بهذه الفكرة.
وفى اليوم التالى شرع بهجت قمر، فى كتابة المسرحية، وسرعان ما أنهى المسرحية ورقياً فى أيام معدودة، واتفق سمير خفاجى مع حسين كمال لإخراج المسرحية، وقبل البدء فى "البروفات" بيوم واحد، حذر الكوميديان العظيم فؤاد المهندس، زوجته شويكار، من المشاركة فى المسرحية، مؤكداً أنها ستواجه فشلاً غير مسبوق فى تاريخ المسرح المصرى، وستكون مأساوية، ولن يتقبل الجمهور الكوميديا من شخصيات تجسد عصابة نسائية تسببت فى مقتل "17 إمرأة".
لم تستطع "شويكار" معارضة رؤية "المهندس" فى المسرحية، فهو الاستاذ صاحب أكبر مدرسة كوميدية، بعد مدرسة الريحانى، وتسرب القلق إلى "شويكار" فقررت الاعتذار خشية "الفشل" الذى تنبأ به "الاستاذ"، وأمام إصرارها على الاعتذار، استعان مخرج المسرحية حسين كمال بالفنان الكبيرة شادية.
وعندما عرضت المسرحية حققت نجاحاً ساحقاً، يفوق كان التوقعات، وهنا شعرت "شويكار" بـ"طعنة فنية" فى قلبها، واعتبرت "المهندس" حرمها من نجاح ساحق كان بين أيديها، بينما كان فؤاد المهندس يقدم فى نفس التوقيت مسرحية "سك على بناتك" واقتصر دور "شويكار" على مكالمة هاتفية.
"المرأة" بطبيعتها ممكن أن تغفر للرجل كل شىء، إلا حرمانها من نجاح محقق، فأصرت على الانفصال عن "المهندس" الذى خابت توقعاته، وهنا درس لابد من الوقوف عنده، أنه مهما وصلت لقمم النجاح فى عملك، لا يشترط أن تكون وجهة نظرك هى الصح دائماً.
وأسدل الستار على أهم علاقة زوجية، فى تاريخ الكوميديا المصرية، بعد أن فشلت كل محاولات "الاستاذ، لإقناع "شويكار" بالبقاء على قيد الحياة الزوجية، فرضخ "المهندس" فى النهاية وقام بتطليقها، والدموع تملأ عينيه كما الأطفال، بينما شويكار لم تغفر له خطيئة توقعه، التى أضاعت عليها فرصة المشاركة فى أحد أهم المسرحيات فى تاريخ السينما المصرية، ولكن مع الأيام أصيبت "شويكار" بعد فترة بحالة من "الهذيان" وبدأت تعانى من أعراض انسحاب "الاستاذ" من حياتها.
وهذه كانت مأساة الراحلة الرائعة السكندرية "شويكار". ونلتقى فى حدوتة سكندرية جديدة العدد القادم.