طباعة
sada-elarab.com/541508
الأديبة نوجة إدريس و سؤال المفكر الموسوعي العالمي الدكتور العبقري محمد حسن كامل و فن الإتيكيت..
سؤال و أثار انتباهي.. فقررت الإبحار في ثوان معدودة.. و ليكن من بحره نقطة واحدة على كف يدي.. و الباقي لكم ..
إن بحثنا في كلمة "الإتيكيت" نجد أنها تعود بجذورها إلى معناها الفرنسي "تيكيت" و الذي يعني بطاقة الدخول. و هي "دعوة الحضور" إلى مجتمع الطبقة الراقية. وهذا التفسير يعطينا مدلول كلمة "الإتيكيت" خصوصا أن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر كان شديد الحرص على جعل بلاطه الملكي قدوة لجميع بلاطات أوروبا و مجتمعاتها الراقية .
و نشير إلى أن التعامل مع الآخر في فرنسا له طقوسه و تحكمه مجموعة قيود من الأدب و الأناقة و اللياقة و اللباقة و حميد الخصال . و تبدأ من المصافحة عند مقابلة الآخر وتحيته لتكون أكثر أشكال السلام شيوعاً.
بحيث يحيي الأصدقاء أو العائلة بعضهم البعض عن طريق التقبيل بخفة على الخدين مرة واحدة قبلة على الخد الأيسر و تليها قبلة على الخد الأيمن. كما أنه لا ينادي الأشخاص بعضهم بعضاً بأسمائهم الأولى في فرنسا إلا إذا كانوا من العائلة أو من الأصدقاء المقربين
و كذلك يجب أن تنتظر حتى تتم دعوتك قبل استخدام الإسم الأول لشخص ما و إلا ستُعتبر نوع من وقاحة.
دون أن ننسى أنه حين تقابل أحدهم يجب استقباله بالتحية و تقول "بونجور أو بونسوار “ صباح الخير أو مساء الخير” و مناداته باللقب الشرفي " سيدي أو سيدتي". هذا هو فن الإتيكيت و فن التعامل مع الآخرين..
كذلك من الأدب و اللياقة استعمال عبارات عند التعامل اليومي مثل " من فضلك" و "شكرا" و "عفوا " التي تستعمل كثيرا في أوروبا.. خصوصا في فرنسا و بلجيكا..
و نعود لنوضح أن فن التعامل و الإتيكيت ارتبط بالجمال والأناقة والشياكة.. و ليست في الأزياء فقط وإنما في كافة التعاملات الحياتية.. حيث احتفظ برقي الوعي و أدب اللباقة و اللياقة و الأناقة في الزمن الجميل..
و لاكتساب فن التعامل والإتيكيت يجب أن يبدأ من الطفولة.. حيث نختار المدرسة المناسبة و كذلك نهتم بتلقين الطفل دروس اختيار الهندام المناسب.. و تعليمه المشى بخطى ثابتة و آداب الطعام و كيفية التعامل مع الأخرين ليكتسب خبرات كثيرة في فنون الإتيكيت وأدب الحديث و الحوار.. و الرقي في المشي و الجلوس.. أما الجمال و التعامل فيكون بإحترام الآخرين.
و أن نتعلم كيف نعيش حياتنا بطبيعتنا دون تصنع و تقليد.. لأنه ليس كل ما يناسب غيرك يناسبك.
.والإنسان عامة رجلا كان أم امرأة قد يمتاز بروعة الشياكة و الجمال و هو يتعامل مع غيره برقي و احترام.
أن يكون جميل الشكل ليس بارتفاع التكلفة و إنما أن يصل لمعرفة شكله و عيوبه ليتعلم كيف يختار ما يناسبه و ما يخفي عيوبه في كل مرحلة من حياته و كيف يختار الألوان المتناسقة و المناسبة لشخصيتك ليحظى بشخصية جذابة و محترمة..و الأهم من كل هذا هو أن تكون خلوقا مؤدبا.. جميل الروح.. نقي النفس.. صاحب ابتسامة تلقائية صادقة. و عندما تخاطب غيرك فليكن باحترام و صوت منخفض خصوصا الأنثى.. فالصوت العالي قد يسرق منك أنوثتك و المرأة أنوثة.. و الأنوثة سر الجمال و الحضور سيدتي ..
بقلم الأديبة نوجة إدريس أحمد
رئيس المؤسسة الدولية الأسبانية للثقافة والفنون
مديرة اتحاد الكتاب و المثقفين العرب في أسبانيا