طباعة
sada-elarab.com/540135
هناك مثل شعبي شهير يقول ، التاجر لما يفلس بيدور في دفاتره القديمه ، وها هو « إردوغان » يسير على نفس المبدأ ، فبعد فشله الذريع في سرقة النفط الليبي وفشله الأكبر في التنقيب والبحث عن نصف قدم غاز واحده في المتوسط ، خرج علينا وأعلن عن إكتشاف حقل غاز في " البحر الأسود " ، بإحتياطي 320 مليار متر مكعب من الغاز أو 11 تريليون قدم مكعب حسب تصريحاته المتناقضه ، وأشار إلى أن تلك الإحتياطيات من الغاز تم إكتشافها في بئر « تونا » قبالة الساحل الغربي لتركيا علي البحر الأسود ، وأضاف « إردوغان » إلي أنه هناك إحتمال كبير لوجود حقول أخري في نفس المنطقه ، وهو ما يزيد الطين بله ، ويزيد الشكوك حول مصداقية الخبر .
فهناك شكوك كبيره حول هذا الإكتشاف وأرقامه الفلكيه ، فجميع الشركات التي قامت بالبحث والتنقيب لسنوات عديده في نفس المنطقه ، مئات العمليات من البحث والإستكشاف والمسح لم يعثروا على شيء ، فكيف لسفينة الفاتح بأمر الله التركيه أن تكتشف حقل الغاز فجأه ويتم الإعلان المفاجئ عنه ! وبدون مقدمات بالتوازي مع ما يدور من أحداث في المنطقه ، وإخفاقات « إردوغان » المتتاليه في كل مجال وفي كل إتجاه ، مثل وقف إطلاق النار في ليبيا ، وفشله في التنقيب شرق المتوسط ، وفشله وهزيمته وإستسلامه في ليبيا وعدم إستطاعته تجاوز الخط الأحمر الذي حددته له مصر بإعتبار سرت الجفره خطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه ، ورضوخه للإراده المصريه التي إنتصرت وحققت وفرضت رأيها ، بالإضافه إلى الضربه القاضيه التي تلقاها من خلال توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحريه بين مصر واليونان ، حتي فشله في إدارة أزمة كورونا في ظل سعيه وراء أحلامه الإستعماريه في سوريا وليبيا .
ويزيد الشكوك أكثر هو تضارب الأنباء حول حجم الحقل والكميه المستخرجه ، ولو بحثنا وتأملنا في تصريحات " إردوغان " نجدها مجرد أوهام يصدرها للشعب التركي ، والشعب التركي ذاته غير مقتنع بهذا الإكتشاف المفاجئ وأن هذا الإكتشاف مجرد تغطيه علي فشل " إردوغان " داخلياً وخارجياً ، وتدهور الليره التركيه وتراجعها وإنهيار سعرها أمام الدولار ، وإنهيار سمعته دولياً ، وإنهيار نفوذه داخلياً وتراجع شعبيته إلي حد كبير ، وأصبحت الدوله منهاره إقتصادياً ، وأصبح متقوقع وخسر أغلب أصدقائه وحلفائه الغربيين ، وإنتظاره لعقوبات أوروبيه لا محاله ، فما يثبت كذب « إردوغان » ويؤكد أنها أوهام هو أولاً أن الخبر قديم ويعود إلى 28 يناير عام 2011 ، وثانياً إعادة إعلان الخبر في هذا التوقيت هو لرفع قيمة الليره التركيه المنهاره ، ولتهدئة الشارع التركي الذي يعاني من أزمات إقتصاديه طاحنه . ولو إفترضنا أن هذا الإكتشاف صحيح وخبر مؤكد ده مجرد إفتراض ، فإن تركيا لا تتحمل فالأمور تأخذ وقتاً طويلاً ومجهودات كبيره ، وتحتاج إلى نفقات ضخمه جداً ، إضافة إلى المصداقيه والثقه والإستقرار وهو ما لم يتوفر في تركيا الآن ، فتركيا لم تقوم بترسيم حدودها البحريه في البحر الأسود مع أي دوله أخري من الدول المتشاطئه في البحر ، ثانياً غير منضمه للإتفاقيات الدوليه الخاصه بالبحار والتي علي أساسها يتم تقسيم الحدود البحريه ، ثالثاً عدم الجدوي الإقتصاديه لإستخراج الغاز من البحر الأسود ، لأن التكاليف ستكون أكبر من الأرباح ، رابعاً هناك قلق حقيقي للإستثمار في تركيا مع زيادة العداء الأوروبي لها ، مع محاولتها البلطجه في المتوسط وهو ما يقلق رؤوس المال الأوروبيه المسيطره علي أسواق إستخراج الغاز ، فلن يبقي أمام « إردوغان » سوي الإستعانه بشركات الغاز الروسيه ، وهو إختيار غير عملي لأن روسيا لن ولم تخسر صفقات بيع الغاز لتركيا مقابل إستخراجه لها .
ولكي يقنع « إردوغان » شعبه بأي طريقه وأي وسيله ولكي يقنع من يسبحون بحمده ، خرجت الجزيره الكذوبه المضلله وأبواق الإخوان الإرهابيه وكتائبهم الإلكترونيه ووسائلهم المختلفه ، يهللون لخليفتهم وكأنه ضرب بعصاه البحر فانفلق نصفين ، مدعين بأن حجم إحتياطي الغاز الذي تم إكتشافه في البحر الأسود = 35 ضعف حجم الإحتياطي في حقل ظهر المصري ، مع إن حقل ظهر المصري يساوي 30 تريليون قدم مكعب ، أي ثلاث أضعاف الحقل التركي المزعوم أو الفنكوش ، وهذا ما يثبت جهلهم وكذبهم ونفاقهم ويؤكد الشكوك حول مصداقية ما تم إعلانه من قبل إردوغان ، فلقد استخدم نفس الكذبه " أكذوبة حقل الغاز " قبل إنتخابات عام 2019 ، والآن يعلن التشغيل والإنتاج في عام 2023 ، أي العام المقرر فيه إجراء الإنتخابات الرئاسيه في تركيا ، أصبح الكذب واللعب علي الإنتخابات وسيله إخوانيه قذره ، يتمسك بها ويتشدق بها كل من يؤمنون بفكر حسن البنا ، حتي حولوا الكذب من عاده إلي عباده للتغطيه علي فشلهم ويغلفوه بالشعارات الدينيه الزائفه .