عربي وعالمي
ريم بنت الهاشمي: اليوم العالمى للعمل الإنساني يذكرنا بأهمية تعزيز قيم التسامح الداعمة لتعايش السلمي
الأربعاء 19/أغسطس/2020 - 09:04 م
طباعة
sada-elarab.com/539164
يحتفل العالم في التاسع عشر من شهر أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي مناسبة هامة لاستذكار جهود وتضحيات العاملين في المجال الإنساني، وخصوصاً أولئك الذين ضحوا بأرواحهم وهم يقومون بأداء واجبهم الإنساني، إضافة إلى أنه مناسبة لإعادة التأكيد والتذكير بأهمية تعزيز الحماية والدعم لهؤلاء الجنود الإنسانيين، ممن يعملون على إنقاذ الأرواح وإيصال المساعدات، في ظل ظروف صعبة واستثنائية.
وما أحوجنا في هذا اليوم إلى التذكير بأهمية تعزيز قيم التسامح الداعمة لعوامل الاستقرار والتعايش السلمي بعيداً عن الصراعات، التي لا ينتج عنها إلا مزيد من الضحايا والدمار. والتضامن الإنساني والتعاون الدوليين في مواجهة مختلف التحديات كانتشار الأوبئة والأمراض والكوارث الطبيعية لا يقل أهمية في عالمنا الذي بات قرية صغيرة تحتضن الإنسانية.
ونستذكر هنا شهداء العمل الإنساني الإماراتي، ومنهم الذين استشهدوا في الاعتداء الإرهابي الغاشم بمدينة قندهار في جمهورية أفغانستان الإسلامية، أثناء قيامهم بمهمة إنسانية لدعم الشعب الأفغاني الصديق، كما نستذكر شهيد العمل الإنساني لفريق هيئةالهلال الأحمر الإماراتي، وكذلك موظفَيْ الهلال الأحمر الإماراتي الذين تعرضوا لعملية قتل بشعة في مدينة عدن باليمن. حيث ان هذه الأعمال الإرهابية الجبانة تعد خرقاً للمعاهدات الدولية التي توفر الحماية لعمال الإغاثة.
وهذه التضحيات الإماراتية لم تزدنا إلا عزماً على مواصلة العمل الإنساني تماشياً مع القيم التي تقوم عليها بلادنا. وما أصدق شهادة على ذلك إلا كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي قال: "إن قوى الشر، التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي الجبان، تتمنى ألا يشق قطار البناء والتنمية والخير طريقه في أفغانستان، ولا يسرها أن ترى الفرح والابتسامة والحياة المشرقة في وجوه الشعب الأفغاني، لكن بعون الله وتوفيقه مستمرون في تقديم المشروعات الخيرية والإنسانية والتنموية، وعازمون على نشر الأمل والتفاؤل والخير أينما وُجدنا، وهو نهجنا الثابت، وإيماننا الراسخ الذي لن نحيد عنه أبداً".
إن "اليوم العالمي للعمل الإنساني" يحل علينا -هذا العام- في ظل ظروف عالمية استثنائية، نتيجة انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19)، هذا الوباء الذي خلف ضحايا في كل أرجاء العالم وعطّل كثير من المصالح وسبل العيش، بسبب الإجراءات الاحترازية. وانعكس ذلك بقسوة على المجتمعات التي لا تزال تعاني بالأساس من الأزمات والصراعات، وغير القادرة على الوصول للخدمات الصحية والتي يمكن أن تضمن الحد الأدنى من الرعاية الصحية لمواجهة هذا الوباء.
ويحق لنا في دولة الإمارات أن نفخر بموقفنا الإنساني في ظل هذا الظرف العالمي، من حيث تحقيق التضامن الانساني والتعاون الدولي، والذي تتطلبه مثل هذه الأزمات، من خلال المبادرة بتقديم الدعم للدول والمجتمعات الشقيقة والصديقة لإعانتها على مواجهة هذا الوباء، وهو ما يجسّد النهج الإنساني الإماراتي، والذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وحكام دولة الإمارات حفظهم الله.
حيث قدمت دولة الإمارات حتى الآن قرابة 1300 طناً من المساعدات الطبية المتعلقة بمواجهة وباء "كوفيد-19"، والتي تم تقديمها إلى 108دولة، مما ساهم في دعم أكثر من مليون شخص من العاملين بمجال الرعاية الطبية في التصدي لانتشار الفيروس. فضلاً عن تقديم التسهيلات اللوجستية للمنظمات الإنسانية الدولية التي تهدف إلىتسريع عملية الاستجابة لمواجهة جائحة "كوفيد-19" عبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي.
وأظهر حجم وسرعة انتشار وباء فيروس كورونا "كوفيد-19" بأن العالم بحاجة إلى المزيد من التعاون لمواجهة مختلف التحديات والتي تتطلب تعاوناً عملياً في مختلف المجالات، وأدركت دولة الإمارات ومنذ مدة مبكرة أن التقدم العلمي هو القاطرة لأي مسيرة تنموية، ولذا عملت على توسيع علاقاتها الدولية وخصوصاً في مجال التقدم التكنولوجي.
وأن لشعوب العالم أن تعي أنها بحاجة إلى التعايش السلمي ونبذ الخلافات، وهذا يمكن أن يتحقق إذا تم التركيز على خلق الشراكات الدولية لتبني المشاريع التي تسهم في خدمة البشرية جمعاء. حيث ساعدت الشراكات الدولية لدولة الإمارات في وضع مسارات لحل العديد من التحديات التي تواجه منطقتنا والعالم، كانتشار الأوبئة والتغير المناخي. ولا يمكن لأي تعاون دولي أن ينجح ما لم تسمو الدول والمجتمعات عن أية نزاعات أو صراعات، خصوصاً تلك القائمة على أفكار أيديولوجية تغذيها تيارات إرهابية متطرفة.
تحت شعار "دعم يصون الأنفس"، يحتفي العالم بالعاملين في المجال الإنساني والطبي ممن هك في خط الدفاع الأول لمواجهة هذا الوباء، والذين أثبتوا أنهم الأبطال الحقيقيين في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً وأن هذا الوباء يعد أكبر تحدي صحي يواجه العالم منذ عقود. فتحية في هذا اليوم إلى أبطال العمل الإنساني حول العالموالشكر والعرفان لهم جميعاً على ما قدموه من تضحيات، وأخص بالذكر موظفي المؤسسات الإغاثية الإماراتية الذين يعملون في الخطوط الأمامية لحماية المجتمع......ننحني لكم تقديراً وعرفاناً.