طباعة
sada-elarab.com/527683
في أعقاب الحرب بين إيران والعراق والتي خلفت أكثر من مليون قتيل ومليون مصاب ومعاق في الجانب الايراني وعلاوه علي ذلك فقد أشارت التقديرات الي انه من ثلاثه الي اربعه ملايين شخصا فقدوا منازلهم وتشردوا، كانت احد القضايا الأساسية التي نوقشت داخل النظام هو مصير استراتيجيته للحفاظ على الجمهورية الإسلامية وقد تمت مناقشة خيارين رئيسيين:
أولا :-التركيز على القضايا الداخلية والمحاولة لحل المشاكل الاجتماعية
الخيار الثاني :- هو ما كان يعرف بنظرية (بسط الهيمنة ) والتي تركز على توسيع نفوذ النظام وضرورة تصدير الثورة .
غير انه في النهاية اختار مسؤولوا النظام الخيار الاخير استراتيجيه لهم .
وعلى هذا الاساس عمد النظام إلى إعادة تنظيم مؤسساته العسكرية وأنشاء قوة القدس الارهابية في عام 1990 ،والتي توصف في دوائر النظام نفسه لانها نواه الجيش الإسلامي الدولي وكانت حصيلة إستنتاجات نظام الملالي من أعمال النظام الارهابيه واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم خلال مرحلة الثمانينيات وتم تنفيذ سياسة تصدير الثورة والإرهاب عبر مراحل مختلفة على مر السنوات ،حيث تطورت من العناصر المتباينة والمفككة نحو التركيز والتعزيز في أقصي حده .
وفي أعقاب الحرب بين إيران والعراق وبعد وفاه خوميني كان المرشد الأعلى الجديد علي خامنئي بحاجة إلى ضرورة الحفاظ على الحرس الثوري بإعتباره قوة عسكرية كبيرة تفوق على الجيش التقليدي وذلك وجد الحل في إعادة تنظيم فرع من الحرس الثوري الإيراني بشكل خاص واصفا إياه بأنه قوة القدس وقام بتعزيز وتوسيع نطاق هذا الفرع ووضع على رأسه بعض القادة المتمرسين وذوي الخبرة من الحرس الثوري لا سيما أولئك الذين قادوا في السابق عمليات خارج الحدود الإقليمية المختلفة للحرس الثوري الايراني واختارهم للجنه قياده قوه القدس التي انشأت وحدات خاصه وقواعد للبلدان ومناطق معينه من اجل تنظيم الأنشطة الارهابيه للنظام في مختلف البلدان .
مع انشاء قوه القدس انتعشت أنشطه النظام الارهابيه في مختلف بلدان الشرق الأوسط والعالم وشهدت ارتفاعا ملموسا .وكما هو واضح من اسمها ان الهدف من هذه القوه هو الوصول الي القدس .
فنجد ان قوه القدس بصفتها الذراع الخارجي للحرس الثوري والعامل خارج الحدود الاقليميه ،فهي التي تسيطر فعليا علي السياسه الخارجيه للنظام من خلال العديد من سفاراته بشكل مباشر مثل سفارات النظام في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن والبحرين وأذربيجان ،وحتي الموظفين في وزاره الخارجيه المكلفين من قبل الوزاره نفسها ينفذون واجباتهم وفقا لطلبات الحرس الثوري وأهدافه .
وفِي بلدان العراق وسوريا وأفغانستان نجد ان سفراء النظام ينتخبون من قاده قوه القدس او من الناس المقربين من الحرس الثوري الايراني ويتم ذلك من اجل تمكينه من تنفيذ أنشطته وأجندته من خلال استعراض الفرص التي تمنحها الحصانه الدبلوماسيه في السفاره وللسفير .
بالاضافه انه في العديد من البعثات الدبلوماسيه يعمل ضابط فيلق القدس تحت غطاء الملحق العسكري لتنفيذ سياسات النظام تحت هذا الغطاء في تلك الدول .
وتوجد لدي قوه القدس وحده استخبارات تعمل بالتوازي مع وزاره المخابرات في النظام ،ففي الأشهر الاخيره قامت بتأسيس محطات استخباراتية في تلك الدول .
وهذا يشير الي وجود سياسه ممنهجه ومدروسه وليس أعمال استخبارية وعسكريه وسياسيه متفرقه وغير متامسكه .
فختاما يمكننا القول أن قوه القدس بميليشياتها وشبكات إرهابها تمثل دوله داخل تلك الدول وخصوصا دولتي العراق وسوريا والتي تتحكم فيها بطريقه واضحه وصريحه وكأنها ضمن أراضيهم الإيرانية ،ولكن ما وسعنا أن نقول كما قال الرئيس صدام حسين سابقا (ستبكون مثل النساء علي وطن لم تحافظون عليه كالرجال ) .