طباعة
sada-elarab.com/518863
كل يوم الشمس تطلع
تملا بالنور الوجود
كل لحظة خير يعدي في القلوب ولا الورود
هي نور الإنسانية اللي بيعدي الحدود
أنت أقوى أنت أبقى
سر أسرار الحياة
مد إديك فوق وصلي للمحبة والإله
غني للحب الكبير للأمل
تحيا الحياة
كلمات الشاعر والسيناريست / مدحت العدل
لماذا نفترض أن هذا الوضع غير طبيعي؟ فقبل التفشي لفيروس الكورونا، كان التواجد كثيرا في المكاتب والتواصل مع الأصدقاء والعائلة ايضاً عبر الهاتف والإنترنت ، وكان ايضاً التسوق احياناً عبر الإنترنت ،هل كلمة الحجر جديدة ؟
بالتأكيد لا، لأن منذ فترة طويلة اصبح الحجر للعقول والأشخاص متواجد ومنتشر فالأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي باعدت بيننا وبين معارفنا وأصدقائنا على مدى سنوات وجعلت لنا حجر طبيعي للعقول والأشخاص .
وهناك السؤال المتردد في اذهان الكتير : متى ستعود الحياة إلى طبيعتها؟ وكيف سيكون شكل "الحياة الطبيعية" بعد الأزمة؟ ربما يري البعض أن الحياة قد لا تعود كسابق عهدها على أية حال، لكننا قد نضع معايير جديدة للاعتياد على الحياة الطبيعية بعد الأزمة، حتى لو كانت مختلفة عما تعودنا عليه في السابق .
فقد كانت أنظمة الرعاية الصحية والحكومات، في الأوضاع الطبيعية القديمة، غير مستعدة للتعامل مع الأزمات مثل أزمة وباء كورونا المستجد، لكنها الآن أصبحت أكثر استعدادا للتعامل مع الأوبئة العالمية، وسيكون هذا هو المعتاد بعد الأزمة.
القصد هنا بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد انحسار وباء كورونا المستجد، أن يعود معظمنا إلى أنشطته المعتادة ، وهل مجتمعاتنا ستتغير إلى الأفضل وستساعد هذه التغيرات على حماية مجتمعاتنا من الزوال ، هل ستعود الأشخاص الي سابق عهدها في ممارسة العادات اليومية بدون الوقاية والاحتياطات الصحية الآمنة وعدم القلق كما كان قبل "كورونا " ، وهل سيعود الاقتصاد كما كان عليه ؟؟!
إذا، نحن نريد أن تعود الحياة كسابق عهدها، لكننا نريدها في الوقت نفسه أن تختلف قليلا عما كانت عليه، جميعنا مدرك في قرارة نفسه أننا لن نعود إلى الصورة القديمة للحياة الطبيعية.
في أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى، أدركت "لوارن هاردينغ " أن الأمريكيين لا يحتاجون لأعمال بطولية، بل كل ما يحتاجونه هو عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل أن تصيب الحرب حياتهم اليومية بالشلل.
وفطن "هاردينغ "،إلى أن الشعب ينشد العودة بالزمن إلى الوراء حيث الأمان لمواجهة مخاوفهم، وقد يفترض البعض عند تعريف الوضع الطبيعي بأن نفكر في البداية في كل ما هو مطابق للمألوف، ليصبح معيارا نعرّف بناء عليه كل ما هو غير سويّ أو مخالف للمعتاد. لكن ماذا لو عكسنا الآية، وبدأنا بالتفكير في الأمور غير المألوفة التي تثير القلق والمخاوف، وبعدها نهدئ مخاوفنا بالتفكير في الوقت الذي كنا فيه بلا هموم قبل أن تنتابنا المخاوف.
بحيث يصبح هذا الوقت هو الملجأ الذي نعود إليه هربا من المخاوف.
وبعد بضعة أشهر من الآن ستعود الحياة إلى طبيعتها، وهناك البعض سيجد صعوبة في العودة إلى حياته الطبيعية، إذ أن بعض الشركات ستغلق أبوابها للأبد وبعضها سيفتح أبوابه مجددا. وبعضهم سيجد صعوبة في شراء الطعام الذي يكفيه أو سداد الإيجار.
هنا بالتأكيد بعضهم سيؤيدون وبعضهم يعارضون، وفي النهاية ستبقى الكثير من الأمور على ما كانت عليه، وسنواجه جميعا تحديات جسيمة لسنا مستعدين لمواجهتها.
فقد شهد كوكب الأرض على مدى 500 عام، خمس حوادث انقراض جماعي، ويعتقد الكثير من العلماء أننا نمرّ حاليا بالانقراض الجماعي السادس. وفي مرحلة ما في المستقبل، لن يعد الجنس البشري آخر محطات التطور وذروته، فقد تتخطاه أشكال أخرى للحياة.
بما ان العالم متجه أنظاره الي اتجاة الحركة والحياة في دولة الصين بعد الانتهاء تقريبا من موجهة تفشي فيروس كورونا نجد انها عادت الي الحياة تدريجيا بعد أكثر من شهرين، نجد مثلا مترو الأنفاق كان مزدحما بالركاب في أول يوم عمل، وكان الجميع يرتدون الأقنعة. لكن بخلاف ذلك، كل شيء بدا معتادا، إذ كان معظم الناس يحدقون في هواتفهم، وكأن شيئا لم يكن. لكن المشهد الاقتصادي طرأت عليه تغيرات كبيرة.
وان هناك العديد من المتاجر الشهيرة التي تراجعت أرباحها تحت وطأة الركود ، ولا تملك الكثير من الشركات المال الكافي لدفع الإيجار، وبعضها أغلق أبوابه.
ولا تزال الشركات تمارس أنشطتها بحذر خشية المساهمة في تفشي العدوى مجددا. وتُغلق المطاعم في ووهان عند الساعة التاسعة مساء، ونادرا ما تجد أناسا يتجولون في المنطقة بعد التاسعة .
وهنا يأتي السؤال الأهم وهو،هل فيروس كورونا المستجد، أحدث حالة شلل في اقتصاد العالم ؟!، بالطبع احدث شلل اقتصادي حاد بعدما اضطرت الحكومات إلى تعطيل أغلب الأنشطة، لأجل كبح انتشار الوباء الذي أصاب في المجمل ما يزيد عن مليون ونصف المليون فيما أودى بحياة 89 ألفا حتي الآن .
وهنا يأتي سؤال اخر من خبراء الاقتصاد وأصحاب المصانع والشركات حول الموعد المحتمل لعودة الأمور إلى طبيعتها، لاسيما مرت الدول بأوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة،وخاصة الدول النامية والأشد فقرا، وإزاء هذا السيناريو القاتم، تبدو الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومات محدودة جدا، لأن الإجراءات المتخذة تراهن على أن يتعافى الاقتصاد بشكل كبير بحلول الصيف المقبل.!!!!
وفي حال لم تتحسن الأوضاع بحلول يوليو، وهو أمر يستبعده كثيرون حتى الآن، فان هذا التباطؤ الاقتصادي سيؤثر على السوق العالمية بالفعل ومن المرتقب أن يتراجع إلى مستوى أقل مما توقعه مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) في حدود اثنين في المئة.
وإذا كانت الولايات المتحدة، وهي الاقتصاد الأكبر في العالم، تقف على أعتاب هذه التحديات الكبرى، فإن الوضع في بلدان أخرى كثيرة ستعتمد على نجاحها أو إخفاقها في التصدي للوباء والقدرة على إعادة الحياة إلى طبيعتها وهذا الامر سيكون شاق جدا واشد صعوبة وخاصة علي الدولة النامية والفقيرة .
هنا لا نستطيع ان نقول سوا ،، اننا نأمل في انتهاء هذا الفيروس الوبائي في القريب العاجل والعودة الي الحياة وإعادة الهرم المقلوب الي وضعيته الصحيحة ، والخروج من الأزمة بأقل ما يمكن من الخسائر ، النفسية ًوالبشرية والاقتصادية .