رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
تنفيذ 65 قرار غلق وتشميع لمنشآت تجارية ومحال مخالفة بالعبور العربية لحقوق الإنسان تطلق فاعليات اليوم الثاني للحلقة النقاشية الإقليمية "دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان" جهاز العاشر من رمضان يستقبل طلاب مدرستين للتعرف على المشروعات الحيوية بالمدينة وزير الإسكان يلتقي مسئولى "النساجون الشرقيون" الصناعية لمناقشة سبل التعاون وتذليل التحديات في مذكرة عاجلة.. "مواطنون ضد الغلاء" تطالب رئيس الوزراء بتشكيل لجنة محايدة لدراسة تكلفة شركات الاتصالات وزير الإسكان: استكمال رفع كفاءة البينة التحتية والطرق بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان 8 ديسمبر.. بدء تسليم قطع أراضى بيت الوطن بقنا الجديدة مفتي داغستان يستقبل الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لبحث سبل التعاون الديني رياح وأتربة اليوم ببعض المناطق.. والأرصاد لمرضى الجيوب الأنفية: ارتدوا الكمامات ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

ورحـــل الســفــيــر بــن حــلــي

الأربعاء 19/يوليو/2017 - 01:48 م
طباعة

عندما تفقد رجلاً، فإنك تفقد خصالاً ميَّزت هذا الرجل، وتستذكر دائمًا مواقف الرجال في أكثر من موقع وحدث وتنشد من خلال ذلك العظة والعبرة وكيف يتسنى لك أن تستفيد من تلك الخبرة في معالجة المواقف ربما المتشابهة والتي هي أيضا مختلفة سهلة أو صعبة، لأن انعكاس تلك القضايا قد يكون كبيرا وعظيما وربما فادحا، ولتجنب ذلك فإنك تستحضر في الذاكرة مواقف الرجال المؤثرة، «فعند الشدائد تعرف الرجال».

كان السفير أحمد بن حلي الجزائري المولد بولاية تلمسان عام 1940م المواطن الذي عشق بلاده وتفانى في خدمة بلد المليون شهيد كدبلوماسي ومثالاً للمواطن الجزائري الصالح، وجاءت به مقادير خدمة أمته بأن يلتحق بجامعة الدول العربية بالقاهرة في عام 1994 موظفًا سياسيًا ومستشارًا للأمين العام للجامعة الى أن أصبح أمينًا عامًا مساعدًا رئيسًا لقطاع الشؤون السياسية وما لبث أن يكون مواجها لآمال وتطلعات أمته العربية التي رسمها ميثاق الجامعة وأسسها رجال عرفوا بحبهم وتعلقهم بأمتهم وبمواقفهم العروبية الصلبة، وليكون موظفًا في مؤسسة قومية لها مكانتها وأهميتها في معايشة قضايا أمتها وليحمل أمانة أن يكون مواطنًا عربيًا، يفرح لإنجاز أمته، ويحزن لأي مكروه أصابها ويتطلع من خلال خبرته ومعايشته وأمله في إيجاد الحلول وتسهيل اتخاذ التوصيات والقرارات التي تتبناها الدول العربية الأعضاء من خلال أصحاب السعادة المندوبين الدائمين ومن خلال أصحاب السمو والسعادة أعضاء المجلس الوزاري بالجامعة والمشكل من وزراء الخارجية العرب، تمهيدًا لرفعها إلى قادة الأمة حكامها وأمرائها ورؤسائها في القمم العربية المتعاقبة.

ويظل السفير بن حلي مع كوكبة من المسؤولين بالجامعة وعلى رأسهم معالي الأمين العام للجامعة بمتابعة تنفيذ القرارات على المستوى العربي، والاقليمي والدولي.

عايش السفير بن حلي عددًا من الأمناء لهذه الجامعة العريقة وكان صديقًا ملازمًا لهم ناصحًا أمينًا وقيمًا على تنفيذ ما يرتأونه من قرارات وتوجيهات لوضعها في إطارها القانوني والتشريعي والسياسي في خلية نحل لا تهدأ منذ انطلاق قمة إلى فترة ترقب لقمة مقبلة في تواصل أيضا مع اجتماعات متعددة وعلى مستويات مختلفة وقضايا سياسية، واقتصادية واجتماعية، وثقافية، ومجتمع مدني ومؤسسات وهيئات ومنظمات عربية منضوية تحت لواء الجامعة العربية في أقطار الدول الأعضاء للجامعة، ومكاتب خارجية للجامعة في معظم دول العالم...

المغفور له بإذن الله تعالى السفير أحمد بن حلي في آخر منصب تولاه وهو نائب الأمين العام كان حتى آخر قمة انعقدت بالمملكة الأردنية الهاشمية الحريص على إنجاح القمم ومن بينها قمة البحر الميت، وكان يؤلمه أن لا يكون متواجدًا في هذه القمة لأن المرض الذي ألم به كان يشكل حائلاً دون أن يواصل هذا العطاء رغم أنه كان عقلاً وفكرًا وشعورًا ووجدانًا مع الجامعة وجهودها في إنجاح هذه القمة مع الدولة المستضيفة للقمة الثامنة والعشرين مارس 2017م.

وما كان يدور في خلدنا أبدًا أن تكون هذه الرحلة لأحمد بن حلي هي آخر مرحلة في عطائه الخير لأمته وأنه سيودعنا محملاً الجميع أمانة هي في غاية الأهمية والمسؤولية الوطنية والقومية، لينضم الراحل إلى كوكبة من الرجال الذين أسهموا في مسيرة جامعة الدول العربية من مختلف أقطارنا العربية على امتداد هذه الأمة التي قدر لها أن تواجه التحدي بتحدي أكبر منه.

الراحل أحمد بن حلي كما وصفه معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبوالغيط «قامة دبلوماسية كبيرة ومخلصًا ووفيًا في عمله وفي ولائه للجامعة ورعاية مصالحها ومصالح الدول الأعضاء» فالراحل موسوعي صاحب خبرة وتجربة واسعة، مخلصًا متفانيًا صديقًا للجميع وهو خسارة كبيرة يتم تعويضها من خلال تلاميذ ورفاق عملوا معه طوال اسهاماته في خدمة الجامعة وأمته العربية.

كما قال فيه وزراء الخارجية العرب والوزراء الذين يجتمعون في الجامعة العربية من مختلف الوزارات والمؤسسات فكان الإجماع على خصال هذا الرجل كمهني ومحترف وسياسي محنك، وإنسان بكل معنى الكلمة...

عرفت هذا الرجل السفير أحمد بن حلي منذ العام 2004م، وأدركت مثل غيري إخلاص هذا الرجل في وضع المشاركين في صورة الأوضاع العربية وكان على رأس هذه المواضيع قضية العرب الأولى قضية فلسطين وكانت المذكرات الشارحة لكل قضية وموقف وقرار وتوصيات شاملة وتجد فيها الحرص على دقة المعلومات وشموليتها وكان هو والعاملون عليها يتسمون بالدقة والإحاطة والشمولية، بحيث تكون مرجعًا مهمًا تبنى عليها القرارات، وكان يرحمه الله على استعداد دائم لشرح أدق التفاصيل إدراكًا منه أن توفير المعلومات وخلفياتها وملابساتها جدير بأن يكون القرار المتخذ مبني على رؤية شمولية تتسم بالعمق التاريخي والتطورات المستجدة، ولذلك فقدكان دائم التواصل مع أجهزة الإعلام المختلفة.

هذا على المستوى المهني السياسي والدبلوماسي والعمل العربي المشترك في معالجة قضايا الأمة والظروف التي تمر بها. وعلى الصعيد الإنساني فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الحريص على صداقة ومزاملة العاملين معه ومن المشاركين في الاجتماعات الدورية والاستثنائية من الوزراء والسفراء والمندوبين الدائمين وكان الحريص على إيضاح الصورة لمتخذي القرار في مرجعية لا تترك شاردة ولا واردة، من عمل معه يدرك إخلاص هذا الرجل لمهنته، وحرصه على تقييم الرجال الذين يتعاملون معه وكسب صداقتهم وودهم إيمانا منه بأن العمل الجماعي يحتاج إلى تكاتف الجهود وتبادل الخبرات والتجارب، والسعي إلى الاتقان والتجويد، وأن تكون هناك الروح الإيجابية في الأخذ والعطاء.

السفير أحمد بن حلي ترأس الكثير من وفود المقدمة من الجامعة العربية للتمهيد للقمم العربية التي كانت تعقد في العواصم العربية إعدادًا جيدًا وضمانًا لنجاحها بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين في الدولة المستضيفة، بحيث شعر من عقدت القمم عندهم مقدار الجهد الذي كان يبذل في الإعداد والتمهيد لكل الأمور اللوجستية والسياسية والإدارية..

كان يرحمه الله يتحمل الكثير في ابتسامة تحس من خلالها مقدار ما يتحمله هذا الرجل من مسؤولية.

تظل الجامعة العربية مدرسة بل وصفها البعض بالجامعة التي يتخرج منها أولئك الدبلوماسيون أصحاب التجارب العملية بحيث يستفاد منهم في أوطانهم، فالخبرات العربية التي احتضنتها الجامعة على مدى سنواتها أكسبت الكثير الخبرة والمعلومات الضرورية للعمل العربي المشترك.

وستظل الجامعة بيت العرب الذي من خلاله يلتقي الجميع على الحوار وتبادل الرأي، وتظل الأجيال المتعاقبة تذكر الكثير من مواقف الرجال الذين مروا بتاريخ هذه الجامعة ومن بينهم من يعز علينا فراقهم.

رحم الله السفير أحمد بن حلي وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأمته جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون..

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads