نعم هي البحرين الحريصة دوما على أن تبدأ بكل إنجاز يحقق لها السبق والريادة، كثيرة هي الأولويات والمبادرات التي تبنتها الدولة وتبناها القائمون على تلك البدايات، سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا... نفاخر بما أنجزناه وبدأنا به يدعونا أيضا للمحافظة عليه وتطويره وتنميته والإضافة عليه..
أمة ذات تاريخ، وشعب تشرب بعشق تراب الأرض،
وخبر طعم النجاح وحقق إنجازات على مدى تاريخه القديم والحديث والمعاصر، رجال أخلصوا
لوطنهم، نقلوا تجاربهم، تفانوا في حب بلادهم، جعلوا مجالسهم مدارسهم تبادلوا الرأي
فيها والمشورة، جمعوا حولهم آراء مواطنيهم، جعلوا أطفالهم، أبناءهم أو أحفادهم يغشون
مجالسهم ليستقوا منهم تجارب الحياة، وتجارب الماضيين لينقلوا لهم آمالهم وتطلعاتهم
لغد أفضل.
نفخر عندما يذكر اسم البحرين في محافلنا
العربية والإقليمية والدولية مقرونا بطيبة شعبها ودماثة خلقه وإنجازاته الوطنية فلا
نملك إلا الدعاء إلى الله جلت قدرته ألا يغير علينا وأن نحافظ على تلك السمعة التي
حصلنا عليها عبر السنين ومن خلال رجال أخلصوا لبلادهم وضعوا اسم الوطن أمامهم، اقتربوا
من أمتهم، احترموا الجميع طالما كان الإحترام سائدا وبارزا بينهم، فكان التوفيق حليفهم
وكان الله ناصرهم وموفقهم إلى الخير دائما.
كان ولا يزال صاحب السمو الملكي الأمير
خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه يؤكد على هذه الريادة
ويتمنى لشعبه ولوطنه أن يكون «متبوعا لا تابعا» وأن يكون الأسبق في الإنجاز على مختلف
الأصعدة، كيف لا وهو الذي تخرج من مجلس والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان
بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها الذي عرف كيف يقود البلاد في
ظروف بالغة الحساسية وبمحيط متلاطم الأمواج، بقدرات ذاتية وإمكانيات طبيعية محدودة،
ولكن العزم والتصميم والإرادة والطموح كان أكبر وأعظم من أن تقف في الطريق عقبات أو
تحديات، فكان الشعب ملتفا حول تحقيق شيء يذكره التاريخ للبحرين قيادة وشعبا في مواجهة
الأعاصير والسير بالسفينة إلى بر الأمان.
والبدايات لم تكن سهلة، ولكنها تبقى ببريقها
واشراقاتها منيرة ومضيئة لبحرين المستقبل.
تقلد سموه مناصب متعددة هي كلها لصيقة بالوطن
التراب والشعب، وظل المواطن هو الهدف، كان الحريص على زيارة مواقع العمل والتحدث إلى
كل إنسان يعمل بغض النظر عن مركزه في مواقع العمل، الحريص على أن يتم الإنجاز ويحتفل
بما تم تحقيقه...سنويا في ذكرى العيد الوطني تحتفل مملكة البحرين بإنجازاتها صناعيا
وإقتصاديا وتجاريا وإسكانيا ومشاريع بنية أساسية وتنمية بشرية فيكون عرسا وطنيا.
وقد أصبح ذلك تقليدا بارزا في عهد المغفور
له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل أسكنه الله
فسيح جناته واستمر ذلك الغرس الطيب إلى العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد
بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه صاحب المشروع الإصلاحي الرائد
ومرسى الحياة الديمقراطية التي عرفتها البحرين سلوكا عمليا وتجربة حياة وأبواب مفتوحة
ومجالس ودواوين يؤمها أبناء البحرين فيلقون كل الحب والترحيب والاستماع إلى آمالهم
وتطلعاتهم، وكنا ومازلنا مثالا يحتذى في وصول المواطن لأي مسؤول نذر نفسه لأن يكون
في مقدمة مقدمي الخدمة لمن يطلبها من المواطنين.
نعم نستغرب الأبواب الموصدة، فالمجتمع بأكمله
وبكل فئاته عرف على مدى تاريخه الأبواب المفتوحة.
احتفلنا في يوم الأربعاء 19 أبريل 2017م
بمدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية وفي مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
«بيت العرب» بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء
حفظه الله ورعاه من قبل الجامعة العربية وأمينها العام بتسليم سموه درع الجامعة العربية
لريادة العمل التنموي العربي، واستلمه نيابة عنه نجله الكريم سمو الشيخ علي بن خليفة
بن سلمان آل خليفة نائب رئيس الوزراء.
كلمات معبرة وصادقة وأمينة في حق شعب البحرين
ومملكة البحرين وقيادتها وأميرها المحتفى به بوعلي الخير والعطاء والوفاء من قبل معالي
الأمين العام أحمد أبو الغيط، ومن معالي السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية
الأسبق، ودولة رئيس وزراء الأردن الأسبق ورئيس مجلس الأعيان الأردني السابق الدكتور
عبدالرؤوف الروابدة وسعادة السيد محمد إبراهيم المطوع وزير شؤون مجلس الوزراء هؤلاء
الرجال عرفوا صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر عن قرب
بحكم وظيفتهم، وبحكم العلاقة الوثيقة التي ربطتهم بسموه وزياراتهم المتكررة على البحرين
والالتقاء بسموه في مناسبات متعددة وفي أوقات مختلفة.
كلمة صدق قالها معالي أحمد أبو الغيط «الأمير
خليفة بن سلمان صاحب رؤية تنموية وتحديثية متكاملة» ومعرفة برجل المواقف قالها معالي
عمرو موسى «سموه عنده من الحزم ما يضع كل خطوة وكل سياسة في مكانها السليم» وبخبرة
السياسي المفوه والإداري البارع قالها دولة عبدالرؤوف الروابدة «سموه إداري حازم خبر
كل المواقع.. والتنمية والإبداع والتطوير ديدنه» وبمصاحبة طيبة كريمة وبخبرة تنم عن
واقع معاش قالها سعادة السيد محمد إبراهيم المطوع «التكريم هو الأعلى والأقرب إلى قلب
سموه كونه يأتي من»بيت العرب«كان هذا هو شعور كل بحريني أفرحه وأسعده هذا التكريم الذي
أصبحت البحرين فيه رائدة كون أميرها ورئيس وزرائها وقائدها العربي الأصيل سليل المجد
والرفعة والسؤدد هو أول قائد عربي يحصل على جائزة جامعة الدول العربية في ريادة العمل
التنموي العربي» وهي لعمري تنم عن موقف مملكة البحرين من جامعة الدول العربية منذ انضمامها
إلى عضوية الجامعة العربية في سبتمبر عام 1971م وهي المؤيدة والمناصرة والساعية لتدعيم
الجامعة في عملها العربي المشترك، والحريصة على أن تقوم الجامعة العربية بدورها الرائد
الذي رسمه الأوائل المؤسسون لهذا الكيان العربي.
وقد عبر سمو نائب رئيس الوزراء الشيخ علي
بن خليفة آل خليفة وهو يتسلم درع الجامعة العربية وأثناء مقابلة سموه لمعالي الأمين
العام للجامعة عن دعم البحرين ملكا وحكومة وشعبا للجامعة العربية ودورها وارتباط البحرين
بكل ما يجمع شمل الأمة ويوحد كلمتها ويعزز من مواقفها وهي مبادئ ثابتة وراسخة تتبناها
مملكة البحرين في كل المواقف التي تتطلب وقوف العرب تجاه قضاياهم المصيرية وبما يحفظ
كيانهم وعزتهم ومنعتهم.
تكريم صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان
آل خليفة في الجامعة العربية يضاف إلى تكريمات دولية وإقليمية وقارية كان سموه في كل
هذه الإنجازات حاضرا بكل عزة وشرف وإباء فالمرء يذكر بإنجازاته ليس فقط على مستوى وطنه
الأم وإنما ما يضيفه على إنجازات أمته ويرسي السلام والأمن والإستقرار والنماء والبناء
في المجتمع الإنساني بشكل عام.
ومملكة البحرين ولله الحمد ساعية دوما لأن
يكون لها الدور الإنساني الرفيع، فهي بتاريخها ورجالها المخلصين لا تدخر وسعا من أجل
الإنسان ومن أجل أن يبقى المواطن مرفوع الرأس فاعلا ومتفاعلا ومضيفا الإنجاز تلو الإنجاز.
هنيئا لك يا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة
بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظك الله ورعاك هذا الإنجاز والريادة في العمل
التنموي العربي، وهنيئا لك يا شعب البحرين الأبي هذه السمعة الطيبة والإجماع العربي
بأن البحرين تستحق أن تكون الرائدة دوما في المشاريع التي تبنى الإنسان وتعلى شأن الأوطان
وترسخ الأمن والأمان، وتتعاون مع الجميع من أجل خير الإنسانية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي