العلاقات الدولية الحميمة لا تأتى من فراغ.. هذا كان لسان حال القمة التاريخية التى جمعت الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب، أثناء زيارة الرئيس السيسى لأمريكا الأسبوع الماضى، التى جاءت لتتصدر عناوين الصحف العالمية والعربية، ولتؤكد بالفعل أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب تسعى لفتح صفحة جديدة مع مصر، وإن دل ذلك إنما يدل على إدراك الإدارة الأمريكية لمكانة مصر ولدورها الحيوى والفاعل على المستويين العربى والعالمى.
وجاء هذا الاهتمام الدولى باللقاء الذى جمع الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى ترامب ليشيد بمدى العلاقات الحميمة والقوية بين القاهرة وواشنطن بعد فترة كانت تلك العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام بسبب (سوء المعاملة) من الإدارة الأمريكية السابقة، لكن الإدارة الجديدة لأمريكا وعلى رأسها ترامب غيرت تماما تلك العلاقات (الباردة)، بدليل حفاوة الاستقبال وتعهد الرئيس الأمريكى بمساندة مصر والتعاون معها فى مكافحة الإرهاب إضافة إلى إشادة ترامب بدور مصر القوى فى محاربة الإرهاب وأهميتها كدولة حليفة فى الشرق الأوسط.
ما يؤكد قوة العلاقات أيضا أن هذه الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى لأمريكا منذ أكثر من سبع سنوات ظلت خلالها العلاقات باردة وجافة بسبب سياسة الإدارة الأمريكية السابقة تجاه مصر.
الرئيس الأمريكى ترامب أعرب عن تقديره لمصر ورئيسها، وأكد أنه يقف مع مصر وشعبها، وقال إن لديه صديقا وحليفا عظيما هو الرئيس السيسى، هذه التصريحات وتلك الحفاوة التى استقبل بها الرئيس السيسى والجالية المصرية جاءت كالصاعقة فى نفوس البعض ممن يحاربون مصر ويقفون أمام طريقها دائما، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، لأن مصر دائما بشعبها وجيشها ورئيسها، كلنا نقف جنبا إلى جنب ضد الإرهاب وضد الكراهية والعنف ولا نبغى إلا السلام والإصلاح، وظهر ذلك واضحا من خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى عبر من خلالها عن إعجابه بموقف الرئيس الأمريكى ترامب فى مواجهة ومحاربة الإرهاب، وقال الرئيس السيسى إن هناك معركة لمكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الشيطانى الذى أزهق أرواح الأبرياء ويدمر الشعوب ويروع الآمنين.
من هذه الزيارة العظيمة والقمة التاريخية يتأكد للجميع أن هناك صفحة جديدة شهدتها الأيام الأخيرة بين مصر وأمريكا، تلك الصفحة أزالت كل العقبات وأنهت كل التحديات وسيكون لها مردود فعال وقوى فى الأيام القادمة التى ستشهد تغيرا كبيرا فى السياسيات الدولية والعربية على حد سواء.
قوة الرئيس السيسى فى مواجهة الإرهاب هى التى جعلت السياسة الأمريكية تتغير وتتحسن تجاه مصر عما كانت عليه إضافة إلى سياسة الإصلاح السياسى والاقتصادى التى انتهجها السيسى منذ توليه حكم مصر وهو ما جعل قادة أمريكا يستقبلون الرئيس السيسى ومرافقيه بحفاوة بالغة أذهلت العالم وسلطت الضوء على الجهود المصرية العظمية فى محاربة الفكر المتطرف بخطاب دينى معتدل. زيارة الرئيس السيسى لأمريكا (ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد) فمنها عادت العلاقات المصرية- الأمريكية قوية وفاعلة كما كانت عليه فى وقت من الأوقات بل وأكثر ومنها دافع قوى لإنعاش الاقتصاد المصرى وتقدمه خطوات جادة عالميا ومنها جذب وعودة قوية للاستثمارات الأمريكية التى ستكون إضافة قوية للاقتصاد الوطنى المصرى ومنها أيضا أنها ستكون دفعة للكثيرين فى إعادة ترتيب أوراقهم عالميا، ومنها أن يدرك العالم ويتأكد أن هناك دولة بحجم مصر تقف على أرض صلبة لا يهزها ريح ولا تنال منها عاصفة هوجاء ولا يقهرها عزم جاحد، فقد ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز فى قوله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).