طباعة
sada-elarab.com/316979
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت...تلك كلمات نبي المحبة والسلام خير المتكلمين وخير المقررين الصمت عندما يكون خيرا..تلك كلمات سيدنا محمد نبي الإسلام الذي أحب الأنبياء والمرسلين جميعا وحث أمته بألا يفرقوا بين أحد من أنبياء الله ورسله ، والقرآن الكريم جاء مؤكدا على هذا الخلق الكريم«لا نفرق بين أحد من رسله»....
القول والصمت في كلمات الرسول الكريم كلاهما خير.. عندما يتخير الإنسان أحدهما ويترك الآخر..فإن معيار الاختيار يكون من أجل الخير..من أجل البناء لا الهدم..للسلام والأمان وليس للشر والعدوان..
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت..
كل منا عندما ينظر إلى تلك الكلمات من رسول الإنسانية يجد فيها ما يقود العقول بإرادة قوية إلى بلوغ أعلى مستويات المقدرة على اتخاذ قرار .. حتى ولو كان ذلك القرار هو الصمت..
ولا نرى في ذلك ما يستحق أن يجعل أحدا يظن أن في ذلك الفهم دعوة للسلبية أو القلق من التكلم..
الصمت عندما يكون قرار أحدنا في ضوء تقدير مقاييس و معايير أضرار الكلام..الصمت يكون عنئذ قراراحكيما ..
وفي حياتنا المعاصرة التي تتطلب أكثر مما سبق أن نقدر جيدا قبل القول كلماتنا....
الصمت الحكيم اختيار الأقوياء ولا يقل عن أقوال الحكماء وعمالقة الاقتصاد والساسة الأقوياء ..
القول الخير.. والصمت الخير ...هما جناحا السلام الإنساني.. في وقتنا الراهن...
وينبغي ألا نغفل مساندة الخالق العظيم لمن يختارون الصمت الحكيم هدفا للبناء وحماية الأوطان والإنسانية التي كرمها الله وحمل أصحابها في البر والبحر والجو...
عصر اليوم لا يتحمل عصبية رجل كعمرو ابن كلثوم ذلك الشاعر الجاهلي القديم:
(ألا لا يجهلن أحد علينا..
فنجهل فوق جهل الجاهلينا !)
ولقد يكون الصمت أقوى من القول غير المحسوبة عواقبه..
وفي حياتنا الأسرية كم سكتت حواء عن هفوات آدم وكان الصمت الحكيم حصنا للبيت فعبرت سفينة الحياة لبر الأمان..
وكذلك آدم كم يتخير الصمت قرارا في البيت والعمل متضمنا بين طياته رسائل الخير وإشارات التحفيز على حماية الاستقرار والسلام والسعادة والأمان.