رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

القمة العربية والحد الأدني من آمال الشعوب

الجمعة 10/مارس/2017 - 09:17 م
طباعة


ونحن نقترب من القمة العربية التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان، لا أجد سوي سرد بعض عناوين صحف الأسبوع الماضي المتعلقة بأزماتنا العربية، واعتقد أننا بمجرد قراءة هذه العناوين سنعرف بلا جدال الي أي منزلق نعيش فيه نحن العرب، لن أقول كقادة ولكن كشعوب.. لماذا الشعوب وليس القادة؟، هذا لأنني اعتقد أننا نحنالشعوب العربية- نفكر بمفردنا في حلول لأزماتنا الراهنة، وربما يكون القادة لديهم هموم أخري، ربما تكون محلية، وربما تكون همومهم مرتبطة بشعوبهم فقط، وإذا كان هذا حق فهو واجب علي القادة..ولكن في النهاية، ما أراه لازما في وقتنا الراهن، هو ضرورة أن نستيقظ في أقرب فرصة لنجد أخبارنا في الصحف المحلية والعربية والعالمية، تسرنا وتكدر نفوس الأعداء بدلا مما نقرأه حاليا، أخبار تغمنا وتصيبنا باكتئاب وتسر الأعداء.

 

ومن عناوين الأخبار التي اخترتها بصورة عشوائية ولكنها كلها تخص سوريا والعراق واليمن وليبيا، ونبدأ  بسوريا" أنقرة تلوح لواشنطن بتعاون مع موسكو في الرقة وتصاعد خلافاتها مع أمريكا..وانتهاء مفاوضات جنيف بتصريحات متناقضة للروس".."لواء أمريكي متقاعد يرجح مشاركة ممثلين من إدارة ترامب في كازاخستان..والمعارضة تتهم موسكو باستثمار الوقت في الوقت الضائع بإعادة الآستانة بعد فشلها"، و" الخارجية الروسية تتهم المعارضة بتخريب المفاوضات".."فرقاطة روسية تعبر البوسفور في طريقها الي سوريا".."خطة البنتاجون لتحرير الرقة تتجاهل التحفظات التركية".."نيتانياهو في موسكو لبحث موقع إسرائيل في التسوية السورية".

 

ثم العراق "صد هجوم مضاد لداعش في غرب الموصل..والجوع والخوف والصدمة تهيمن علي نازحي الموصل".."معركة الموصل تتحول الي حرب أزقة".

 

ونمر باليمن "سقوط 12 شخصا في 20 غارة أمريكية علي مواقع القاعدة باليمن". ونختتم بليبيا "تجدد الاشتباكات في ليبيا..والغويل يتحدي سيطرة السراج علي طرابلس"و"موسكو تستقبل السراج وترفض حلول جاهزة علي الليبيين".."استمرار اقتتال الليبيين يشعل أسعار الأسلحة في طرابلس".

 

قبل أن أعرج الي فكرتي، أقول أن عناوين الأخبار لا ولن تنتهي، وكلها كما تشير في معناها ومضمونها، أن أزماتنا في سوريا والعراق وليبيا واليمن أصبحت مرهونة بأيدي خارجية، ولعل من قبيل الأخبار التي تصيبنا بهم وغم واكتئاب، العنوان الخاص بـ"نيتانياهو في موسكو لبحث موقع إسرائيل في التسوية السورية"، الي هذا الحد بلغ حالنا العربي، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث موقع إسرائيل في أي تسوية مستقبلية بشأن سوريا، ويبحثها مع من؟ مع روسيا! فزمام الأمور لم يعد بأيدينا حيث انتقل الي قوي أخري تري نفسها الأحق بمناقشة مستقبل المنطقة.

 

كفي ذلك عن حالنا اليوم ولا داعي للمزيد من صب الزيت علي النار، فالشعوب العربية تنكوي بنار هذه الأزمات ومتابعاتها وردود فعلها، ويكفي ما نقل عن مستشارة المانيا الغربية أنجيلا ميركل قولها :" أعلم أن للمسلمين قبلة يؤمونها كل عام ولكنها لم تستقبل اللاجئين السوريين، ولكننا نحن الذين استقبلناهم".

 

أعود لموضوعنا اليوم وهو ما نريده نحن من القمة العربية المقبلة، لن نقول إننا نريد من القادة العرب الاتفاق علي تحويل منطقتنا العربية والإسلامية الي قطعة أوروبية أو أمريكية، أو حل جميع أزماتنا الراهنة مع القضية الفلسطينية التي أضحت قضية ثانوية حاليا وتراجع حالها مثل حالنا، ولكننا مع الحد الأدني من الحلول، فكلنا يعلم أن الأزمات صعبة حقا ولن تنتهي بين عشية وضحاها، ولكننا ما ذنبنا نحن، ننام ونستيقظ علي هذه النكبات، بل تزداد وتتفاقم مع كل صباح، فبعد أن كان الفاعل أمريكيا فقط في السابق، تضاعف عدد الفاعلين، حيث انضمت روسيا وإيران وتركيا، والآن تريد إسرائيل الانضمام هي الأخري الي جملة الفاعلين في الأزمات العربية بعد أن كانت فاعلا فقط في القضية الفلسطينية.

 

واعتقد أنه علي القادة العرب و هم يهمون بالمشاركة في قمة عمان المقبلة مراجعة ما قاله سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا أمام مؤتمر الأمن العالمي في اجتماعه الثالث والخمسين الذي استضافته برلين في منتصف فبراير الماضي، عندما أعرب عن أمله أن يتحمل  القادة الغربيون المسؤولية لإنشاء نظام دولي عادل..وهذا النظام يكون نظام ما بعد العالم الغربي. وبالمناسبة، كان لافروف وهو يخاطب نظراءه من الدول الغربية في المؤتمر المشار إليه، يقصد بهذا النظام الذي يراه أنه في طور التشكيل حاليا، نظاما يضم روسيا والصين، ليكون هو النظام المهيمن علي العالم بعد قرنين تقريبا عاشتهم الكرة الأرضية رهينة للقوي الغربية التي فرضت نفسها علي شعوب الأرض بقوة السلاح وسطوة الاستعمار. ما نفهمه ما كلام لافروف، أنه يتحدث عن نظام عالمي جديد تقوده روسيا أو علي الأقل تكون الشريك الأكبر فيه، فهي بالاضافة مؤسسه، فهي أيضا ستكون مكونه الرئيسي ومعها الصين.

 

لم يتحدث لافروف عن العرب نهائيا، فهم بعيدون عن ذهنه علي ما اعتقد، وكل ما يراه أنهم خارج اللعبة الجديدة تماما، ومن هنا تكون رسالتنا للقادة العرب ونحن علي أعتاب قمة جديدة، إنه يجب أن نوجه رسالة مهمة للغرب وروسيا والعالم أجمع، رسالة تكون بدايتها "نحن هنا"،  ونحن الذين سنقود منطقتنا من منطلق مصالحنا المشتركة، فما بيننا كعرب يقوينا ولا يضعفنا، هذا بغض النظر عما نمر به حاليا..رسالتنا نحن العرب للشرق والغرب، هي أننا قوة لا يستهان بها، ويجب أن نظل قوة فاعلة وليست غير ذلك. ولكن تكون رسالتنا حقيقية، اعتقد أن القمة العربية المقبلة ستبعث برسائل مهمة للعالم أجمع، علي رأسها أننا مسؤولين عن حل أزماتنا داخل جدراننا فقط وليس في الآستانة أو جنيف، هذا ما يتعلق بسوريا..وفيما يتعلق باليمن سيكون هناك مبعوثا عربيا تعينه الجامعة العربية بناء علي قرارات قمة عمان المقبلة، وكذلك العراق وليبيا، رغم أن ثمة مبعوثا عربيا لليبيا ولكن لن تتضح معالم مهمته  بعد.

 

نعلم جميعا أنه عشية انعقاد كل قمة عربية، يتحدث الدبلوماسيون العرب عن أهمية هذه القمة المقبلة نظرا لجسامة وضخامة التحديات التي تواجه الامة العربية ، ويشدد هؤلاء على ضرورة أن تخرج القمة بقرارات مهمة تصب في  صالح  التضامن العربي نظرا لكثرة التحديات التي تواجهها الأمة، حيث الظروف الإستثنائية والدقيقة التي تمر بها المنطقة، ثم أهمية الخروج بقرارات تخدم قضايا الأمة العربية وتعمل على تفعيل وتعزيز العمل العربى المشترك.

 

ولعلي اتذكر هنا ما ذكره قادة عرب عشية قمة 2006 حيث كان الوضع في العراق متأزما جدا، وشدد هؤلاء علي ضرورة قيام الدول العربية بدعم العملية السياسية ومساندة كل الجهود الرامية الى إعادة الهدوء والاستقرار الى العراق للحيلولة دون نجاح المخططات الهادفة الى زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي. وتعهد عمرو موسي أمين عام الجامعة آنذاك بعقد مؤتمرفي بغداد يجمع القيادات السياسية العراقية كافة بهدف تحقيق التوافق بين جميع فئات الشعب العراقي.. اعتقد لا داعي لسرد الحالة العراقية حاليا بعد مرورا نحو 11 عاما من تعهد عمرو موسي.

 

ولكن إذا كانت هذه هي نظرتنا للقمم العربية الماضية، فاعتقد حاليا أنها ستتغير بوجود الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، فهو دبلوماسي قدير يعي مهمته الصعبة، وقد قرأ بدقة شديدة ما تشهده المنطقة والدول العربية من أحداث صنعها أصحاب الأجندات الخاصة بنشر الفوضى والنوايا الشريرة للأمة العربية والإسلامية. كما يعي أبو الغيط أهمية تطوير العمل العربي المشترك من خلال الإرادة المشتركة للتنفيذ والتحرك، وضرورة مواجهة الصعاب مبكرا.. وفي النهاية ليس أمامنا سوي أن نقول :"إن غدا لناظره قريب". 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر