طباعة
sada-elarab.com/254493
ونحن نحتفي بدخول العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وما يصاحبه من تطور هائل في التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا الاتصالات، وإشكاليات إطلاق شبكات الجيل الخامس (5G) نجد أن مملكة البحرين لم تتمكن حتى الآن من توحيد أبراج الاتصالات بين الشركات الثلاثة العاملة فيها.
فقد أعلن الشيخ ناصر بن محمد آل خليفة القائم بأعمال المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات أن الهيئة وجهت شركات الاتصالات بزيادة نسبة المشاركة في أبراج الاتصالات للتقليل من عدد الأبراج المتقاربة في البحرين، وهو ما يدعو للحيرة والتساؤل.. هل مساحة مملكة البحرين تحتاج لأبراج اتصالات متعددة ولكل شركة على حدى؟ ولماذا ترك الأمر لكل شركة بأن تقيم أبراجها المنفردة دون اتخاذ إجراء من الهيئة حيال هذه الغابة الإلكترونية فوق أدمغة الناس؟.
لقد حذرت عدة مؤسسات علمية وصحية عالمية من مخاطر شبكة الجيل الخامس، ومازالت التحذيرات تنطلق دون التوصل لدراسة وافية تؤكد أو تنفي مخاطر تلك الشبكة، بينما تركنا لكل شركة اتصالات حرية إنشاء تلك الأبراج قي أي موقع تراه مناسب لها ودون حذر من عواقبها.
وأشار الشيخ ناصر بن حمد في تصريحه إلى أن التوجيه الذي أصدرته العيئة منذ عامين. قد التزمت به الشركات وتمت المشاركة فيما بينها في الأبراج التي أنشئت منذ عام 2018، وهو ما نشكر جهود الشركات عليه، لكننا ننتظر أن تبلغ المشاركة ما سلف من أبراج وأن يتم التخلي عن المتكرر في المناطق السكنية.
فالرقم المعلن عن نسبة المشاركة في الأبراج -وهو 19%-يعتبر ضئيلًا جدًا، ويحتاج إلى زيادة في تلك النسبة، وعلى المجلس التشريعي أن ينظر للأمر بصورة حاسمة، خاصة وأننا ما زلنا لا نعلم أسباب الكثير من الأمراض التي تظهر بين فترة وأخرى، وتحوم الشبهات بشأن أسبابها حول ما يحيط بنا من مجالات كهرومغناطيسية متنامية يوما بعد آخر.
ولقد أعلنت هيئة الاتصالات عن تعاقدها مع شركة استشارية لفحص ومعالجة طلبات الأبراج الجديدة وتصحيح القائم منها لتتماشى مع متطلبات الأمن والسلامة والمنظر الجمالي المنصوص عليها في اللوائح التنظيمية المتعلقه بإنشاء الأبراج، لكننا في حاجة لشركة استشارية تبحث في مدى خطورة اقتراب تلك الأبراج من رؤوس أبنائنا. المؤسسات العالمية المختصة مثل ITU، و3GPPk اتخذت مجموعو من المعايير الخاصة بالإشارات بحيث لا تتعدى قوتها حدود معينة، وذلك لضمان سلامة الإنسان من الموجات الكهرومغناطيسية، لكن تلك المعايير تعتمد على ما توفر حتى اليوم من أبحاث علمية حول تأثير الموجات، وهو ما يدعو أيضا لإجراء أبحاث اكثر تخصصا في تأثيرات الإشارات الخاصة بالجيل الخامس ومداها في المناطق المأهولة.
ولقد أجرت الحكومة الأمريكية دراسة أساسية طويلة الأمد على الفئران التي تم تعريضها لموجات الاتصالات، قد أصيبت بالسرطان، بالمقارنة مع الذين لم يتعرضوا للإشارات، وكان هناك نوعان أساسيان من السرطان أحدهما في المخ والآخر في القلب، لكن الطريف في الدراسة أن إناث الفئران لم تصب بالسرطان مثل الذكور، ول يعرف السبب الحقيقي لذلك، فهل سيقضي التطور التكنولوجي على الرجل وتنجو من أخطاره المرأة؟.
أعود وأكرر وأؤكد أن البحرين ليست بالدولة التي تحتاج لهذا الكم الكبير من أبراج الاتصالات، ولابد أن يكون هناك سياسة إلزامية بتوحيد تلك الأبراج، فما نواجهه اليوم من أخطار ستتضاعف في مستقبل متسارع مع التكنولوجيا.