طباعة
sada-elarab.com/164505
سلسلة من الزيارات الخارجية أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه إدارة شؤون البلاد عام 2014، قادت مصرنا إلى الوجود القوى على الساحتين الإقليمية والدولية، بعد أن كانت فى وضع لا تحسد عليه سهّل التدخل فى الشؤون الداخلية للبلاد.
مؤخرًا أجرى الرئيس السيسى، جولة خارجية شملت عددًا من الدول بدأت بفرنسا لحضور قمة مجموعة السبع، بدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ثم اليابان شارك الرئيس خلالها فى القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولى للتنمية فى إفريقيا «تيكاد»، نهاية بزيارة الكويت.
دعوة مصر للمشاركة فى قمة السبع تحمل أبعادًا كبيرة، تعكس الأهمية الكبيرة للبلاد، بالطبع هى نابعة من تقارير كشفت مدى النجاح الكبير الذى حققته مصر من برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى نال شهادات إشادة عالمية، الأمر الذى يحقق مكاسب عديدة للاقتصاد الوطنى من خلال جذب فرص استثمارية جديدة، خاصة أن مصر أصبحت الآن من أهم الواجهات الاستثمارية بما غرسته من قوانين استثمارية وبنى تحتية حديثة، تجعل بلادنا أمام فرص عظيمة لاستقطاب المزيد من المشروعات التنموية الكبرى.
وفيما يخص الشأن الإفريقى، كثيرًا ما نادى الرئيس السيسى بأهمية التنمية فى القارة السوداء، منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، والتشديد على أهمية إتاحة الفرصة أمام دول العالم الثالث لنظام اقتصادى عالمى أكثر استقرارًا يمكنها من تحقيق التنمية لمواجهة المخاطر التى تحيط بها وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وبالنسبة لمؤتمر «التيكاد»، ترجع أهمية وجود مصر فى هذا المؤتمر لأسباب عدة تعكس دورها المحورى فى منطقة الشرق الأوسط، كونها دولة كبيرة لها ثقلها فى المنطقة وتأثيرها الكبير فى المحيط العربى والإفريقى، وبلا شك فإن مشاركة مصر فى هذا الحدث الكبير، جاءت لتشكل نقلة نوعية فى دفع التعاون بين دول الاتحاد الإفريقى واليابان بتطوير الموارد البشرية بما يتسق مع الواقع الإفريقى والوضع فى الحسبان الشباب الإفريقى الذى يشكل 65% تقريبًا من سكان القارة السوداء، وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسى خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر من خلال 3 محاور مهمة.
هذه المحاور تمثلت فى تحويل إفريقيا للشريك الاقتصادى؛ بتطوير البنية التحتية الإفريقية وتنفيذ سلسلة من المشروعات، وأهمية تفعيل كافة المراحل التنفيذية لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، بما يساهم فى تخفيض أسعار الكثير من السلع، بجانب أهمية السعى لتوفير فرص عمل عديدة بالنسبة للشباب، ما يتطلب حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال. وبالطبع فإن المشاركة المصرية تعود بالنفع أيضا على البلاد، بالتزامن مع تعزيز آليات التعاون بين مصر واليابان فى العديد من المجالات المختلفة، وعلى رأسها العلوم والتكنولوجيا وخوض التجربة اليابانية والاستفادة من خبراتها فى إنشاء مدينة العلوم والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفيما يتعلق بزيارة الكويت، جاءت لاستكمال التاريخ الحافل من العلاقات الأخوية بين البلدين والتى تجسد مدى العمق فى التعاون الثنائى فى مختلف الأصعدة، خاصة أن علاقات الصداقة والاتفاق فى الرؤى والأهداف التى تجمع مصر والكويت الشقيقة، تعززها الزيارات وتعمل على تدعيمها وتؤكد أهميتها خلال الفترة الحالية.
المحادثات بين الرئيس السيسى والشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، تطرقت إلى مناقشة الأوضاع الراهنة فى المنطقة العربية وعلى رأسها قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية والتأكيد على التمسك بثوابتها كذلك تقديم كافة أوجه الدعم للسلطة الفلسطينية، فضلًا على الأوضاع فى اليمن وسوريا وليبيا والتهديدات الإيرانية لأمن الخليج.
فى النهاية، نقول بكل ثقة إن الزيارات الخارجية للرئيس السيسى كتبت عصرًا جديدًا عنوانه الازدهار بفضل القرارات الحكيمة للقيادة السياسية التى أعادت مصر إلى أزهى عصورها والتى حظيت بثقة زعماء وقادة دول العالم، بعد زرع الأمن والاستقرار فى أنحاء البلاد كافة.