طباعة
sada-elarab.com/158529
قبل الدخول في الإجابة على هذا السؤال استوقفتني بعض الكلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل إعلان توصيات مؤتمر الشباب السابع الذي عقد في العاصمة الإدارية الجديدة بحضور 1500 شاب وفتاة يمثلون مختلف فئات المجتمع المصري "شباب الجامعات، والأحزاب، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، شباب من المبدعين والمبتكرين، وقطاع كبير من الشباب الذين تم اختيارهم من خلال التسجيل المباشر عبر الموقع الإلكتروني".
"استقر يقينى أننا أمة لن ترضى بغير المجد بديلًا".. كلمات قليلة لكنها تحمل معاني كثيرة مليئة بالأمل والمستقبل العظيم وتظهر المعدن الأصيل للمصريين وتحملهم الشدائد من أجل وطنهم، فالرئيس يدرك جيدًا مدى تحمل المواطنين قسوة الإصلاحات الاقتصادية في سبيل المجد، وأن رهان الرئيس على الشعب كان رابحًا في تحقيق الإنجاز وأن المواطنين وعلى رأسهم الشباب هم الأبطال في معركة البناء وذلك من واقع ثقة الرئيس في عبقرية وعظمة الشعب المصري للوصول إلى الأمل.
فمن شرم الشيخ إلى القاهرة ومنها إلى الإسماعيلية وصولًا إلى أسوان ثم العاصمة الإدارية عقدت مؤتمرات الشباب التي أصبحت آلية ثابتة عند الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواصلة جسر التواصل البناء بين القياة السياسية والشباب، بهدف الوصول إلى رؤية توافقية مشتركة عند تناول الملفات والقضايا من خلال التواصل المباشر مع مسؤولي الدولة.
ورغم النجاحات الكبيرة التي خرجت بها هذه المؤتمرات في دوراتها السابقة، لكن ما زالت هناك أصوات تتساءل عن مدى أهمية وجدوى عقد مثل هذه المؤتمرات؟، ورغم أن الإجابة واضحة ويراها الجميع بأعينهم عبر الشاشات، إلا أنه لم نعتد في عهد أي من الرؤساء السابقين أن يجمع مكان واحد مسؤولي الدولة بدءًا من الرئيس والحكومة وجهًا لوجه مع الشباب ومناقشة كل الملفات في مواجهات تصل إلى حد السخونة وعلى الهواء مباشرة ويجيب الرئيس والحكومة على كل التساؤلات أمام الجميع.
فالمؤتمرات لم تشهد ترويع لأي من الشباب عند مناقشة القضايا، ولنا في الشاب الأسواني مثالًا حينما وقف في المؤتمر الذي عقد في أسوان ليشكو للرئيس تلوث الصرف الصحي في كيما وأبدى تخوفه من إلقاء القبض عليه عقابًا على جرأته في الحديث، فما كان من الرئيس أن ضحك وذهب معه وأمر بحل المشكلة فورًا، وذلك في مشهد يكشف مدى مظاهر إبداء الرأي بكل حرية تامة ودون أي عوائق.
فمؤتمرات الشباب تبرز وعي القيادة السياسية بأهمية خلق حلقة اتصال مباشر بين الحكومة والشباب من خلال ورش عمل تناقش كل ما يهم الدولة، فضلًا عن أنها تمثل متنفسًا يعبر فيه الشباب عن آرائهم في مختلف القضايا والملفات من خلال لقاءات تعظم الاستفادة من قدرات الشباب عبر محاكاة المؤسسات ليكونوا على دراية تامة بمراحل اتخاذ القرار.
وأرى أنه من أهم مميزات عقد مؤتمرات الشباب هي جلسة "اسأل الرئيس" التي يتحدث خلالها الرئيس السيسي ويجيب على كل التساؤلات المطروحة بشكل مباشر مع الشباب سواء في الشأن المحلي أو العالمي، وتعد هذه الجلسة منبرًا ذهبيًا يتيح الفرصة لكافة فئات الشعب بتوجيه الأسئلة إلى الرئيس.
ومن أهم ثمار مؤتمرات الشباب، حرص القيادة السياسية على إقامتها بشكل دوري لإزالة الفجوة التي اتسعت خلال الفترات الماضية بين الحكومة والشباب، واعتماد الحكومة على الشباب في تنظيم فعالياتها بعد إبداعهم في تنظيم مؤتمرات الشباب التي انصهرت فيها كل خبراتهم وخرجت بشكل حمل كل أنواع الجدية.
ندرك تمامًا وبلا شك أن مؤتمرات الشباب عوضت النقص الذي كان موجودًا بين الحكومة والمواطنين عبر المواجهة وبسعة صدر كبيرة في مشهد عظيم يبني جسورًا من الثقة بين صناع القرار والمواطنين، ويرد على أعداء الوطن الذين يروجون الأكاذيب.