طباعة
sada-elarab.com/153420
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا زيارة إلى بيلاروسيا، هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى منذ استقلالها عام 1991 والتى سبقها وجود بيلاروسى فى القاهرة عام 2017، أعطت دفعة قوية لدعم العلاقات الثنائية خاصة فى المجالات الواعدة وهى الصناعة والتعاون العلمى والتكنولوجى والزراعة والتعليم والتدريب والأمن.
زيارة الرئيس الأخيرة إلى بيلاروسيا ضمن جولة أوروبية شملت رومانيا، هى امتداد لسلسلة الزيارات التى أجراها الرئيس خلال الأعوام الماضية، لبحث مجمل العلاقات الثنائية وسبل توطيدها على مختلف المجالات، تعد الزيارة مهمة فى إطار سياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى لفتح الملفات التى أغلقت وأهملت على المستوى الرئاسى واستطاع الرئيس السيسى عودتها مجددا إلى مجدها وتحديدا فى الملفات العربية والإفريقية، فلم يبق سوى ملف الاتحاد السوفيتى القديم والدول الدائرة فى فلكه "دول شرق أوروبا" التى كانت فى عقد الخمسينيات حتى السيتنيات تحتل 65% من صادراتنا حتى تراجعت إلى أقل من 9% وانتهت بفقدان سوق التصدير بسبب تجميد الدول علاقاتها معنا بعد اتخاذ مسيرة السلام.
كان لزيارة الرئيس إلى بيلاروسيا نصيب كبير فى تحسين العلاقات بالمجالات كافة خاصة السياحية والاقتصادية والتجارية خلال الفترة المقبلة، حيث أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مباحثات موسعة مع رئيس وزراء بيلاروسيا سيرجى روماس، وأكد خلالها الرئيس أن الاستثمارات والصناعات البيلاروسية لديها فرصة كبيرة للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة التى أنشأت مؤخرًا والاستفادة منها إلى الأسواق الإفريقية خاصة فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى واتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية.
بيلاروسيا دولة متوسطة الحجم ويبلغ عدد سكانها 10 ملايين لكنها تعد واحدة من أغنى الدول فى شرق أوروبا وكان من الملفات المهمة التى فتحت ملف السياحة، وذكر أن هناك قرابة 150 ألف سائح من بيلاروسيا يأتون إلى مصر سنويًا ويجرى العمل على زيادة الأعداد خلال الفترة المقبلة لدعم قطاع السياحة المصرى الذى يوفر العمل لأبنائنا.
وشهدت العلاقات بين البلدين تعاونا كبيرا بلغت ذروته خلال العامين الماضيين على المستويات الاقتصادية والصناعية وأعداد السائحين البيلاروس التى ارتفعت إلى 4 أضعاف مع وصول حجم التجارة إلى 200% خلال عامين تقريبًا، فضلًا عن التعاون فى المناطق الحرة وإمكانية أن تنتج بيلاروسيا فى مصر منتجات تصدر إلى أسواق أخرى.
بيلاروسيا تولى اهتماما كبيرا بتعزيز علاقات الصداقة مع مصر وتعتبرها أهم شريك لها فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، فتاريخ العلاقات بين البلدين حافل وبدأت حسب تقرير للسفارة البيلاروسية فى مصر، فى أول فبراير عام 1992 فور حصول بيلاروسيا على الاستقلال وفتحت سفارتها بالقاهرة فى أغسطس عام 1997، بعدها أجرى الرئيس البيلاروسى زيارتين رسميتين لمصر، يونيو 1998 ويناير 2017، وعلى مستوى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وقعت مصر مع بيلاروسيا 45 معاهدة دولية واتفاقيات ومذكرات تفاهم من بينها اتفاقيات الحماية المتبادلة للاستثمارات والعلاقات التجارية وتجنب الازدواج الضريبى وتسليم المجرمين والتعاون الاقتصادى والعلمى، وبالنسبة للتبادل التجارى بين البلدين تضاعف من 57.8 مليون دولار عام 2017 إلى 108.7 مليون دولار عام 2018، بينما بلغت التجارة الثنائية من يناير إلى مارس عام 2019 32.65 مليون دولار بزيادة تقدر بـ 171.3% بالمقارنة عن نفس الفترة من عام 2018.
بشكل عام فإن الزيارة الأخيرة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى بيلاروسيا تكشف حجم العمل الكبير الذى يبذله الرئيس فى الملف الخارجى وتوطيد العلاقات بين مصر ودول العالم كافة، وتبرز حرص الرئيس على خلق طرق ووسائل جديدة للاستثمار والتعاون الاقتصادى والسياسى مع العالم وإظهار حجم مصر الحقيقى كدولة لها ثقل فى المنطقة.