فن وثقافة
"الكاريكاتير السياسي" محليًا وعالميًا
الإثنين 25/مارس/2019 - 04:35 م
طباعة
sada-elarab.com/139070
صدر حديثًا عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "الكاريكاتير السياسي.. اللغة والفكاهة والنظرية البراجماتية"، للدكتور أحمد عبد التواب شرف الدين، مدرس اللغة الإنجليزية بآداب المنوفية.
يتناول الكتاب علاقة الكاريكاتير السياسي باللغة، وكيف يستطيع رسام الكاريكاتير توظيف جوانب تواصلية ولغوية في رسومه لينتج مزيجًا فريدًا فائق القدرة على نقد عيوب المجتمع بصورة ساخرة وممتعة تفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانًا لكي تدعو القراء لإحداث التغيير في ثوابت راسخة متجذرة في الواقع.
ولأن الكاريكاتير يستخدم أسلوبًا بسيطًا ومؤثرًا في الوقت نفسه لنقل المعاني، صار له - كما يقول المؤلف - الدور الأبرز في تناول معظم قضايا المجتمع المهمة، بخاصة أنه ينشر بشكل يومي في الصحف والمجلات بأسلوب مشوق وممتع.
ويضيف المؤلف أن الكاريكاتير من أهم الوسائل التي تؤثر على الرأي العام برموز وتلميحات مرئية أو شفهية لتوصيل المعنى، كما تكمن أهمية الكاريكاتير السياسي في القدرة على تبسيط وبلورة الأحداث في الإطار اليومي لتكون مفهومة بسرعة وبطريقة تحقق الهدف المطلوب.
ويرى د.أحمد شرف الدين، من خلال تجربته في التدريس بجامعتين أمريكيتين، أنه إذا كانت اللغة من أشكال التواصل في أي مجتمع، فالرسوم المرئية أيضًا تعد أحد أشكال التواصل التي تحتوي على سمات فريدة تجعلها أكثر إقناعًا من اللغة المكتوبة. وهناك أشكال من الكاريكاتير، مثل السياسي والاجتماعي والفكاهي، ولكل نوع وظائف عديدة كتسليط الضوء على بعض سلبيات المجتمع، ونقدها بشكل ساخر، مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى أن الكاريكاتير السياسي يمنح الصحف والمجلات شكلًا أفضل يعفي القارئ من الملل.
وعبر فصول الكتاب يحاول المؤلف لفت الأنظار إلى الكاريكاتير من المنظور اللغوي، والأدوات اللغوية المستخدمة فيه، ليتضح أن الكاريكاتير يمكن استخدامه لمواجهة بعض المفاهيم الخطأ في الحياة اليومية، حيث يستخدم رموزًا عالمية لمساعدة القارئ وتبسيط المعنى الضمني له.
وعبر الكتاب، يحاول الدكتور أحمد شرف الدين استكشاف الفجوة بين المعنيين الظاهري والضمني، وتحديد ما يقال وما لا يقال، ويرى أيضًا أن الاهتمام بالكاريكاتير من الناحية اللغوية كان ولا يزال مفتقرًا للكثير من الدراسات.