اقتصاد
مصر النووية – القاعدة الحضارية الجديدة
الأربعاء 05/ديسمبر/2018 - 04:28 م

طباعة
sada-elarab.com/123793
تخطط مصر لبناء مدن منفصلة استجابة للمواجهات في النواحي الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، وتعتبر المدن الذكية واحدة من أهم الاتجاهات الحديثة التي دخلت في عمليات التخطيط العمراني في السنوات الأخيرة، ومن أبرز دول الشرق الأوسط التي تتمتع باقتصاديات سريعة النمو الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ووفقا لتقرير صدر عن IHS (معهد دراسات الاسكان والتنمية الحضرية) بعنوان "المدن الذكية: نماذج الأعمال والتقنيات والمشاريع القائمة" فإنه بحلول عام 2025 سيكون هناك على الأقل 88 مدينة ذكية حول العالم مقارنة بـ21 مدينة في عام 2013 وفق تعريف IHS للمدن الذكية. وفي الوقت الذي كانت تمثل فيه منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA) مجتمعة في العام الماضي أكبر عدد من المدن الذكية فإن منطقة آسيا والمحيط الهادي سيكون لها الصدارة عام 2025.
وأضاف التقرير أنه لا يمكن لأي مدينة أن تتواجد على الأرض دون طاقة مستدامة منخفضة التكلفة ومستقرة، حيث أنها تعتبر مفتاح التنمية الرئيسي لكل المشاريع الكبيرة والطموحة.
وبنيت هذه المدن الذكية على قاعدة بنية تحتية نووية عن طريق اتباع مفهوم نووي لبرنامج طاقة آمنة ومستدامة وبأسعار معقولة، وتمكنت هذه المدن النووية من الوقوف أمام أكثر المدن الابتكارية والرقمًية في العالم، ولهذا السبب تسعى العديد من الدول العربية إلى بناء مدن نووية بعد أن تنضم الى البرنامج النووي.
وقالت أسماء حنفي المهندسة النووية والباحثة في جامعة الاسكندرية إن المدينة النووية الرقمية هي مدينة التكنولوجيا المستدامة حيث تدار الحياة ببساطة وهو ما يعني المزيد من البيانات وأجهزة الاستشعار.
وتري أن المدينة النووية الرقمية بمثابة الابتكار نحو التغيير"وأحد أهم بلدان الشرق الأوسط التي أولت اهتماما خاصا للبدء في مواجهة التحديات الدراماتيكية للمدن هي مصر، حيث تستعد مصر حاليا لبدء صفحة جديدة في تاريخ المدن الذكية مع إنشاء 13 مدينة جديدة وفقًا لمعايير التكنولوجية العالمية.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تنفيذ الخطط الخاصة بهذة المشاريع في المستقبل القريب.
كانت مصر قد شاركت مؤخرا خططا لنقل "العاصمة الإدارية الجديدة" إلى ساحل مطروح عن طريق بناء نظام بيئي كبير في المنطقة، ومن المخطط أن تكون العاصمة الجديدة مدينة مستدامة تضم الوزارات والبرلمان ومدينة الإنتاج الإعلامي المصرية والقصور الرئاسية والسفارات.
كما تم تكليف 25 شركة إنشاءات عامة وخاصة بالقيام بمشاريع البنية التحتية وبناء الأحياء السكنية في العاصمة الجديدة.
وكان البدء في بناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية في محافظة مطروح واحدة من الخطوات الرئيسية التي اتخذت نحو مستقبل أفضل، وقد اتخذت هذه الخطوة في إطار استراتيجية اجتماعية اقتصادية جديدة من شأنها حل مشكلة زيادة الطلب على الطاقة، وقد كان الاتجاه الأمثل هو التنوع في مصادر الطاقة الذي يتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة والرؤية المصرية 2030.
وأضافت المهندسة النووية أن المهمة الرئيسية للتكنولوجيات النووية تتمثل في قدرتها على تنمية منطقة الضبعة ومحافظة مطروح وبشكل عام كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تقوم بدعم الاستثمارات ليس فقط في مصر ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تسهم التكنولوجيا النووية في حل العديد من القضايا مثل مشكلة تآكل التربة.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا النووية تلعب دورًا هاما في إمدادات الطاقة إضافة إلى أن كونها صديقة للبيئة، والطاقة النووية من أجل السلام – هو اتجاه عالمي لاستخدام التطبيقات النووية لأغراض سلمية في جميع المجالات".
وأكدت أن تطوير المنطقة الحضرية الجديدة بمفهوم الذكاء الرقمي لإدارة البيانات بالتوزيع بين الأنظمة المختلفة سيتيح أنظمة النقل وشبكات إمدادات المياه وإدارة النفايات والمؤسسات التعليمية والقطاعات الصحية وغيرها الكثير، وتتطلب هذه المجالات كمية كبيرة من الطاقة من مصدر رئيسي مستقر.
وتقوم المنصات الرقمية الأساسية مثل المدن النووية بإدارة فعالة للبنية التحتية الحضرية، مما يوفر للسكان الخدمات والفرص الجديدة، هذه المنصات.