طباعة
sada-elarab.com/123521
ننتظر انطلاق فعاليات الحدث الاقتصادى الكبير "الأسبوع الكويتى" الذى تحتضنه مصر بدورته الحادية عشرة، والتى تعقد تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ويشارك خلالها عدد من الوزراء، وأكثر من 80 جهة كويتية ومصرية تمثل القطاعين العام والخاص، فضلا على ممثلى الشركات والبنوك.
الحديث عن هذه الفعالية المهمة فى هذا التوقيت يحمل أبعادا كثيرة، خاصة على خلفية ما حدث خلال الفترة الماضية من تصريحات النائبة الكويتية صفاء الهاشم، التى هاجمت فيها السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، بعد مطالبة الأخيرة بحقوق مواطنة مصرية تم التعدى عليها فى الكويت، وحاول البعض ممن يسعون لتحقيق مكاسب شخصية، افتعال أزمات بين دولتين من كبار العرب بينهما علاقات ود واحترام لا يقدر أحد على المساس بها.
فانعقاد مثل هذه الفعالية فى دورتها الحادية عشرة، يؤكد حرص الجانبين على الاستمرار فى التعاون واستمرار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين التى ولم ولن تتأثر مهما حدث، وتمثل صفعة جديدة على وجه من يواصل محاولات تسلقه الفاشلة لتنفيذ أجندات خارجية مأجورة على حساب دولتين لهما من الأصالة والعراقة تاريخ كبير.
لا شك أن الأسبوع الكويتى فى مصر خلال دوراته العشر السابقة حقق نجاحا كبيرا وشهد له الجميع بذلك، حتى أصبحت الفعالية أشبه بالموعد المتجدد الذى اعتاد عليه مسؤولو الدولتين كفرصة عظيمة لدعم العلاقات المصرية- الكويتية فى كل المجالات وتحديدا فى الاقتصاد والاستثمار.
أهمية هذا الحدث تكمن فى ترسيخ العلاقات الثنائية القوية والعريقة بجميع جوانبها ومجالاتها والتى تربط بين البلدين الشقيقين فى القطاعات المشتركة الحكومية والخاصة، فى ظل وجود توافق تام وشامل فى الرؤى بين البلدين الشقيقين فى مختلف القضايا، بالتزامن مع اجتماع كبار المستثمرين والشركات بالجانب الكويتى، وممثلى مجتمع الأعمال المصرى والكويتى، فى هذا الحدث الاقتصادى الضخم الذى يحرص خلاله الأشقاء فى الكويت، على إلقاء الضوء على الإنجازات الكبيرة فى مختلف المجالات بعد التطور الكبير الذى وصلت إليه المؤسسات والهيئات هناك.
فاختيار الكويت لمصر فى إقامة الفعالية لأكثر من 10 سنوات يعد دليلا قويا على ثقة الأشقاء الكويتيين فى بلدنا الحبيب الذى يفتح ذراعيه لكل الأشقاء فى الخليج الذين يحظون باهتمام رسمى وشعبى فى مصر، وتأكيدا لذلك فإن كبار المستثمرين أكدوا من قبل فى الدورات السابقة، أن اختيار مصر كمحطة ثابتة دائمة لانطلاق أنشطة الأسبوع الكويتى، لم يأتِ من فراغ، فى ظل الاستناد إلى مقومات كثيرة منها موقع مصر الممتاز ودورها الريادى والقيادى والمحورى فى المنطقة وامتلاكها مقومات الاستثمار المتعددة فى مجالات كثيرة منها السياحة، والإعلام، والعقارات، والموانئ، وغيرها.
تأكيدا لعمق العلاقات بين الدولتين وبالنظر فى التاريخ، نجد أنها ممتدة منذ عشرينيات القرن الماضى، تحديدا منذ زيارة الشيخ المصرى محمد رشيد رضا عام 1913، واستقباله بحفاوة بالغة التى تحدث عنها فى مجلته "المنار" عبّر خلالها عن سعادته الغامرة مما شاهده فى الكويت.
وطوال العقود الماضية شهدت العلاقات الكويتية- المصرية محطات مهمة ستبقى حاضرة فى سجلات التاريخ وذاكرة الشعبين لعل أكثرها مكانةً هى اختلاط الدماء المصرية- الكويتية فى الحروب التى شاركت فيها البلدين على رأسها حرب عامى 1967 و1973 وحرب تحرير الكويت عام 1991، وأيضا لن ننسى نحن فى مصر موقف دولة الكويت الجاد تجاه بلدنا أثناء ثورة 30 يونيو ووقوفها مع إرادة الشعب ضد الجماعة الإرهابية، فالكويت تحتضن مئات الآلاف من المصريين العاملين هناك، وأيضا مصر ما زالت تستقبل عشرات الآلاف سنويا من الكويتيين بغرض التعليم.
وكانت الكويت من أوائل الدول العربية الشقيقة التى ساندت مصر خلال السنوات الماضية وتحديدا من الناحية الاقتصادية منذ أحداث يناير وحتى تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، إدارة شؤون البلاد، ولا ننسى تصريح أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد، حينما قال "مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبدا".
من المؤكد أن مصر أيضا لن تتأخر عن الكويت أبدا أو أى من دول الخليج الشقيقة، وأكدها الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة بأن أمن مصر جزء لا يتجزأ لا يتجزأ من أمن الخليج.
فى النهاية نؤكد أن العلاقات المصرية- الكويتية بشكل خاص، وبدول الخليج الشقيقة بشكل عام، ستظل راسخة وقوية لن تستطيع أى قوة أن تفرق بينهم مهما حدث.