طباعة
sada-elarab.com/120933
انتهت فعاليات منتدى شباب العالم الذى انطلق بمدينة السلام شرم الشيخ، فى نسخته الثانية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومشاركة أكثر من 5 آلاف شاب وفتاة من مختلف دول العالم، رغبة منهم فى حضور المنتدى الذى يعد الحدث الشبابى الأكبر.
شباب العالم حضروا إلى مصر، بعد أن نبعت الفكرة من الشباب المصرى بتطوير مؤتمرات الشباب الدورية التى يعقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتكون حدثا عالميا يصل إلى شباب العالم، وبالفعل تقدموا بالمقترح إلى القيادة السياسية خلال فعاليات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، إبريل 2017، فى انتظار الموافقة أو الرفض على المقترح، إلا أنهم تفاجأوا خلال فعاليات المؤتمر ليس فقط بموافقة الرئيس السيسى على الفكرة بل ضم صوته للشباب المصرى ووجه الدعوة لشباب العالم لحضور مؤتمر عالمى تحت مسمى «منتدى شباب العالم»، وبالفعل انعقدت النسخة الأولى منه، نوفمبر 2017، وجاء من ضمن توصياته انعقاد المنتدى فى نوفمبر من كل عام.
لا شك أن نجاح النسخة الأولى من منتدى شباب العالم، الذى حضره 3 آلاف شاب وفتاة، دفع الشباب على مستوى العالم للمشاركة فى النسخة الثانية التى انتهت فعالياتها منذ أيام، بحضور أكثر من 5 آلاف شاب وفتاة بعد استجابتهم للدعوات التى أطلقها الشباب المصرى.
بطبيعة الحال لن تجد كل الفئات مؤيدة لحدث ما، وعند الحديث عن منتدى شباب العالم، تجد منتقدين يتحدثون عن الأهمية والفوائد العائدة من تنظيمه.. يا سادة إن كنت أتفق معكم فى أننا نعيش ظروفا صعبة لا ينكرها أحد، لكن بلا شك هناك فوائد عديدة لمثل هذه الفعالية تعود بالنفع على الجميع، خاصة أن المنتدى تطرق إلى عدة أمور مهمة على مختلف الأصعدة، وخرج برسائل عديدة تتعلق بنشر السلام فى زمن يحتاج فيه الملايين إلى المعيشة فى استقرار بعيدا عن التطرف والتعصب والإرهاب والنزاعات، وآليات بناء المجتمعات بعد الحروب والمجتمعات، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى على المجتمعات.
بالطبع مناقشة مثل هذه الأمور بحضور شباب العالم، على أرض مصر كأولى الدول التى اهتمت بتنظيم مثل هذه المنتديات الشبابية العالمية، ستمكن هؤلاء الشباب من تدارك المخاطر المحيطة بالمجتمعات، فضلا على الخبرات التى اكتسبوها من هنا فى مصر والعودة بها إلى دولهم بوجهة نظر تجاه كل يحدث فى العالم، ليتحول شباب هذه الدول إلى سفراء لنشر السلام فى مجتمعاتهم، برعاية مصرية.
نتطرق إلى أهمية وجود شباب العالم على أرض مصر وبالتحديد شرم الشيخ من الناحية الاقتصادية، وعندما نتحدث عن هذه المدينة «السياحية»، لا بد أن نضع تحتها ألف خط، فوجود هؤلاء الشباب يحمل دلالات كبيرة على مستوى الأمن الذى تحقق خلال الفترة الأخيرة، ويكشف لهم زيف ما يتحدث عنه الإعلام الخارجى المضاد للدولة المصرية الذى يبث سمومه عبر منابره لتحقيق أغراضه، وها هو دليل واضح أمام شباب العالم بمستوى الأمن حاليا، لمسوه فعليا.
وجود شباب العالم فى مدينة السلام، يعد بمثابة دعاية سياحية كبيرة لبلد عانى الكثير من تدهور هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، وأتأكد تماما أن هؤلاء الشباب سيحرصون على زيارة شرم الشيخ ليس بمفردهم ولكن بعائلاتهم، ما يساهم بشكل كبير فى رواج السياحة التى تعد مصدرا مهما للعملة الصعبة، وبالتالى حدوث انتعاشة فى الاقتصاد المصرى.
دعونا نعود بالذاكرة 3 سنوات ماضية بالتحديد عام 2015، فجميعنا نملك حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن المؤكد أنه صادفك فى يوم من الأيام وأنت تتصفح حسابك مشاركات لصور من المدينة السياحية التى أصابها الشلل، فالشواطئ خالية والمحال فى ركود والعمالة تهرب إلى مجالات أخرى، وأصبح السكون أشبه بالدماء التى كادت أن تجف فى عروق المدينة.
مع تنظيم أول منتدى لشباب العالم، نوفمبر 2017، لاحظنا عودة الحياة مجددا فى شرايين شرم الشيخ، وبدأت عودة السياحة ببطء فى صورة أشبه بالخروج من غرفة العمليات إلى العناية، لكن منتدى الشباب الأخير وإن كنت عزيزى القارئ متابعا لفعالياته ستلاحظ إحساس الأمن الذى ظهر على وجوه المشاركين، وبالتالى حدوث انتعاشة فى حركة السياحة التى لم تصل فعليا إلى قمة عهدها السابق.
لكن فى النهاية، من المؤكد أن الوضع الحالى أفضل بكثير، وسيشهد طفرة خلال السنوات المقبلة بمشاركات وتواجد شباب العالم بشرم الشيخ، فى ظل توافر العنصر الأهم وهو الأمن.