طباعة
sada-elarab.com/118900
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرا، زيارة إلى روسيا، واحتفل البلدان بمرور 75 عاما على تدشين علاقات الصداقة والتعاون، فى مشهد يكشف اتجاه العلاقات المصرية الروسية نحو المزيد من التطور على مستوى التعاون الثنائى فى كافة المجالات لتعزيز المصالح بين الدولتين.
شهدت الزيارة، التى جاءت بدعوة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عقد قمة بين الرئيسين فى سوتشى، قدم خلالها الرئيس السيسى شكره لـ"صديقه العزيز بوتين"، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وتناولت مناقشة عدد من الملفات كان من أهمها الملف الاقتصادى متمثلا فى التبادل التجارى والاستثمار والقطاع السياحى فضلا عن توطين الصناعة، بجانب عدد من الملفات الأخرى التى تتعلق بشئون المنطقة.
مناقشة هذا الملف جاءت فى إطار الجهود المصرية الروسية المشتركة التى عززت أواصر علاقات الصداقة بين البلدين، وتكللت بالإنجازات التى تحققت فى مختلف المجالات، وعلى رأسها المشروع الضخم بين البلدين المتمثل فى اتفاقية إنشاء المحطة النووية بالضبعة، الذى يعد بدون شك عنوانا لنقلة نوعية فى مستوى التعاون بين البلدين الصديقين، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع والذي سيفضي إلى طفرة حقيقية في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.
للتأكيد على عمق العلاقات، تحدث أيضا الرئيس الروسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش القمة الثنائية بين الزعيمين، عن قوة ومتانة العلاقات بين البلدين من الناحية الاقتصادية، قائلا إن هناك زيادة في التبادل التجاري بين مصر وروسيا والتي شهدت زيادة هذا العام بنسبة 20%، وإنشاء منطقة صناعية روسية في مصر تشمل عددًا من الصناعات الهندسية، فضلا عن بحث عودة حركة الطيران بين البلدين لمواقع منها الغردقة وشرم الشيخ، وكذلك السعي إلى استئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت قريب، وانتهت القمة بتوجيه الرئيس الروسي بوتين الشكر للرئيس السيسي والأصدقاء المصريين على المباحثات الفعالة.
وصف الرئيس السيسي لنظيره الروسي، بـ"الصديق الزعيم"، يحمل دلالات كثيرة خاصة بعد تكرار هذا الوصف أكثر من مرة خلال كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي، ومن هذه الدلالات، قوة العلاقة الشخصية بينهما التي تكشف مدى الود والتقارب على المستوى الشخصي بعيدا عن مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وظهرت قوة هذه العلاقة منذ اللقاء الأول عام 2014، ما يؤكد أن التناغم بين الزعيمين حالة فريدة ليست موجودة من قبل فى ظل أن العلاقات بين الدول تتسم غالبيتها بالطابع الرسمي أكثر من الطابع الودى.
بالنظر فى تاريخ العلاقات بين البلدين بشكل عام، نجد أنها شهدت تقدما ملحوظا خلال الفترة الأخيرة حتى وصل التعاون بين البلدين إلى مرحلة متقدمة بعد أن أصبحت الدولتان شريكتين على الصعيد الثنائي والدولي، فعمر العلاقات بين البلدين يبلغ 74 عاما، وشهدت تاريخا حافلا من الناحية الاقتصادية بدأت في أغسطس عام 1948 حيث تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، فضلا عن المشاركة في تشييد السد العالي عقب ثورة 1952.
وعلى مستوى التبادل التجاري، وفقا لما أعلنته الهيئة العامة للاستعلامات، فإن حجم التبادل التجاري بلغ 6.5 مليار دولار خلال العام الماضي معظمها صادرات روسية لمصر فيما تبلغ صادرات مصر إلى روسيا أكثر قليلاً من 500 مليون دولار، فضلا عن الاستثمارات وتحديدا في شرق بورسعيد التي ستوفر ما يقرب من ٣٥ ألف فرصة عمل.
وأكثر ما يؤكد الصداقة بين الزعيمين، فإن زيارة الرئيس الأخيرة إلى روسيا، تمثل اللقاء التاسع بين الرئيسين، حيث سبقه لقاء عام 2014 كان حينها الرئيس السيسي، وزيرا للدفاع، و6 لقاءات قمة، ثلاثة منها في روسيا، ورابع في القاهرة، واثنين في الصين خلال مشاركة الرئيس السيسي، في قمة مجموعة العشرين، ومجموعة بريكس. هذه الصداقة استطاع أن يبنيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الـ5 سنوات، بعد أن شهدت فترة خمول خلال الفترات التي سبقت توليه إدارة شئون البلاد، واستطاع أن يعيد بلادنا لمجدها كما كانت عليه، وأدركت روسيا حجم مصر فى المنطقة لكونها تمثل محورا مهما في منطقة الشرق الأوسط.