حوارات
نقيب الفلاحين: غياب الزراعة التعاقدية ودور الإرشاد الزراعى أدى إلى تدهور حال الفلاح المصرى
السبت 27/أكتوبر/2018 - 02:15 م
طباعة
sada-elarab.com/118869
مشكلة الفقر المائى لابد من مواجهتها بشكل مؤسسى
استيراد التقاوى عملية خطيرة جدا يترتب على ضررها صحة الإنسان والحيوان
الفلاح المصرى تم تركه منذ زمن بعيد بسبب لأسعار المحاصيل
من المؤكد أن الله منح الأرض كلها من خيرات باختلاف أنواعها وعدالة الله فى أرضه أن جعلها مختلفة حتى يكون كل منا محتاج للآخر حتى يحدث التعارف والتضافر والتناغم بين الشعوب، فالكثير من الدول تستغل مواردها من المعادن والبعض من الذهب والآخر من البترول، فكل دولة تبحث عن الموارد الطبيعية أو غير الطبيعية حسب ما تعزز به ولكن المصرى القديم لم يعتمد على الذهب فصنع منه التماثيل والمعتقدات الخاصة إيمانا منه بالبعث والخلود ولم يهتم بالبترول والمعادن والتنقيب عليها بل رأى أن أهم مورد هو أن الله وهب مصر تربة خصبة ونهر من أنهار الجنة وشمس دافئة طوال العام ليستغل المصرى عبر مختلف العصور التربة هى منجمه الحقيقى لإخراج الذهب الأبيض والذهب الأصفر والذهب الأخضر ليصل بالمصرى أنه أثمرت أقطانه ومنسوجاته وحبوبه التى خرجت من منجمه تطوف العالم. لا سيما الذهب الأصفر الذى كان سببا فى إنقاذ مصر من المجاعة فى فترة السنين العجاف على يد سيدنا يوسف فى أرضه عليه السلام فمنجم مصر فى تربتها علم من علم وجهل من جهل.
عندما نصل إلى زراعة 2 مليون فدان سيتربع القطن المصرى على العرش من جديد
■ ما هى أهم المشكلات التى تواجه الفلاح؟
- أهم المشكلات التى تواجه الفلاح هى قلة المياه ومصر تعانى من مشكلة الفقر المائى منفذ طويل ولكن تفاقمت المشكلة فى الآونة الأخيرة بسبب دول حوض النيل وإقامة السدود فمن المعلوم أن نصيب الفرد من المياه 1000 متر مكعب فى العام يصل نصيب الفرد فى مصر إلى 600 متر مكعب فى العام وهذه المشكلة ممكن مواجهتها بالأساليب العلمية.
■ كيف يمكن حل مشكلة الفقر المائى؟
- مشكلة الفقر المائى مشكلة قوية لابد من مواجهتها بشكل منظومة وبشكل مؤسسى وتبدأ باستغلال الموارد بالشكل الأمثل فى الحفاظ على المياه الجوفية وتركيب عدادات لماكينات الرى التى تصل على المياه الجوفية واستخدام أساليب الرى الحديث مثل الرى بالرش والرى بالتنقيظ العمل على تحلية مياه البحر رغم تكلفتها العالية ولكن لابديل عن ذلك والاهتمام باستخدام السلالات قليلة استخدام المياه والسلالات التى تنضج فى فترات أقل من ذويها واستخدام مياه الأمطار التى لا يهتم بها أحد وكل الكلام عن استخدامها لا أساس له من الصحة والاهتمام بتطهير الترع والمصارف وتبليطها وتفطيتها إن أمكن.
■ أين الدعم للفلاح المصرى؟
- الفلاح المصرى تم تركه منذ زمن بعيد لأن العرض والطلب بالنسبة لأسعار المحاصيل وهذا ما يجعل الفلاح بين أن يرتفع أو يكون على أبواب الجن بسبب غياب الزراعة التعاقدية والأكثر من ذلك أنه تم إغفال دور الإرشاد الزراعى وهو بمثابة البوصلة للفلاح، فأصبح الفلاح مرشد جهلة حت يوصل إلى مستوى متدنى مع ارتفاع مستلزمات الإنتاج من أسمدة الذى زادت أسعارها أضعاف مضاعفة خلال أعوام بسيطة ورفع الدعم عن الزيت والسولار الذى أثر بدوره فى أسعار الرى والحرث وارتفاع الأيدى العاملة وارتفاع أسعار التقاوى فأصبح الفلاح يفكر فى ترك الزراعة التى لا ربح بها وغياب المصانع التى تحول المنتج إلى صناعة مثل غياب مصانع الصلصة والعصائر ومصانع التعبئة والتغليف وعدم الاهتمام بمصانع الغزل والنسيج والسعات التخزينية للمنتجات مثل القمح الذى يتسع إلى 4 مليون طن علما بأن مصر تنتج 9 مليون طن، وبيع الشون الخاصة باستلام وتخزين الأقطان وهناك الأكثر من الفلاحين لهم أرض بمساحات كبيرة وضد يد طالبنا بتقنينها مرارا وتكرارا.
■ هل عاد الذهب الأبيض ليتربع على عرشه؟
- استطيع القول بعودة الذهب الأبيض لتربعه على عرشه بل هو فى طريقه للتربع على عرشه، فالدولة المصرية والقيادة السياسية تتجه بالقطن المصرى كى يعود من جديد والخطوات المشبعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية تؤكد ذلك فقد وصلت زراعة القطن المصرى إلى 336 ألف فدان قطن الإكثار وهو المسئول عن إنتاج التقاوى للقطن وهذه المساحة تكفى لزراعة 600 ألف فدان فى العام المقبل.
■ ومتى يستطيع القطن المصرى التربع على عرشه من جديد؟
- عندما تصل المساحة المنزرعة من القطن إلى 2 مليون فدان كما كانت فى فترة الخمسينيات بل من المفترض زيادة المساحة أكثر من ذلك عن طريق الدولة بإغراء الفلاح وجذبه لزراعة القطن عن طريق زيادة سعر القنطار وعودة الدورة الزراعية لا سيما أن إنتاجية القطن أصبحت عالية والفضل فى هذا يرجع إلى مركز البحوث.
■ هل الدولة قادرة على استيعاب زراعة 2 مليون فدان من القطن لا سيما بعد بيع الشون وأماكن التخزين وإهمال المحالج فى الفترات السابقة؟
- لابد من العمل على منظومة فلا يحق للدولة التراجع عن بدايتها لاسترجاع هذه السلعة الاستراتيجية العامة ولابد من التنسيق والتناغم بين جميع الأجهزة المنوط بها العمل على عودة هذه السلعة فمن ناحية قام مركز البحوث بتطوير السلالات حتى وصلت إنتاجية إلى 8 قنطار رغم كانت فى الماضى لا يتجاوز إنتاجها 5 قنطار فلابد من الاهتمام بالشون والبدء فى صيانة وإحلال وتجديد المحالج المعطلة وبدء العمل لتعود مصر دولة رائدة فى زراعة القطن.
■ كيف ترى جهود الوزارة فى رفع الحضر عن الصادرات المصرية؟
- الوزارة قامت بدور كبير فى عملية رفع الحظر عن الصادرات المصرية لكثير من الدول وهذا أعاد سمعة المنتجات الزراعية المصرية وأعاد الأمل للفلاح المصرى والمصدرين بعدما تلطخ أعداء هذا الوطن ألسنتهم وزيدهم عن الصادرات المصرية التى أقحموها فى التوجهات السياسية وعملية التسويق فى الخارج والصادرات بتدخل فيها القوى السياسية فلابد من مساندة الوزارة عن طريق الدبلوماسية المصرية.
■ كيف ترى دور مركز البحوث الزراعية؟
- دور مركز البحوث الزراعية جيد جدا حسب الإمكانيات المتاحة له والحديث عن مركز البحوث يطول فهو يعمل فى ضوء الإمكانيات المتاحة بل عمله فى ظل هذه الإمكانيات فهو يعمل بدرجة امتياز ولابد من الاهتمام بالمركز من الناحية المادية والرواتب والإنفاق على الأبحاث الزراعية، فالتطوير لا تنتجه الآله بل لابد من الاهتمام بالعنصر البشرى وإعطائه ما يستحق حتى يستطيع العمل والإنتاج.
■ كيف ترى خطوة الوزارة بتقليص الزراعات الشرهة للمياه؟
- هذه خطوة قوية تأتى فى وقتها الصحيح ولكن لابد من دراسة أى قرار قبل تنفيذه فهناك بعض المناطق لا تصلح إلا لزراعات معينة والوزارة تمنع فلابد من وضع خطة لتنفيذ القرارات، وقرار تقليص زراعة الأرز والبرسيم والموز وكل الزراعات صاحبة الاستهلاك العالى من المياه لابد من منعها أو استنباط سلالات تستهلك مياه أقل ولكن علينا توفير البديل.
■ لماذا لم تهتم الوزارة بزراعة بنجر السكر فى ظل توجه الدولة لمنع الزراعات الشرهة للمياه؟
- الفلاح هو أداة فى يد الوزارة عندما توجه الوزارة لإنتاج محصول معين دون رفع السعر لا أحد من الفلاحين يستجيب ولكن عند توفير التقاوى وتحديد سعر مغرى ومناسب وعملية إرشادية للمنتج المطلوب ينصاع الفلاح للوزارة، الفلاح بدوره مسئول عن أسرة بها طلاب فى المدارس وأم وأطفال رضع وكبار فلابد من البحث عن الربح لا سيما أن البنجر يتناسب مع الأرض الصحراوية فلابد من وضع سعر يتناسب مع المنتج حتى يبحث الفلاح عن زراعته.
■ ما هى نوعية الفساد الإدارى الموجود داخل الوزارة حسب تصريحاتك السابقة؟
- هناك من يتقلد أكثر من ثلاث مناصب كل منهم بدرجة مدير عام وعدد هؤلاء الأشخاص كثير وكل منهم داخل قطاع لا يستطيع أحد من هؤلاء القيام بأدواره الثلاثة وكل هذا على حساب المصلحة العامة وكل منصب من هؤلاء له راتب يتجاوز أربع رواتب حملة الماجستير.
■ إلى أين وصل دور بنك التنمية والائتمان الزراعى وبنك التسليف سابقا؟
- بنك التسليف سابقا أصبح عبأ على الفلاح المصرى لدرجة أنه صار خانقا للفلاح رغم أنه من أموال الفلاحين ويتعامل مع الفلاح كما لو كان مستثمر وإذا كان الفلاح متعثر لابد من جدولة ديونه نجد أن البنك يضع عليه فائدة مركبة وتصل نسبة الفائدة إلى 22٪.
■ كيف يستقبل الفلاح أهم السلع الاستراتيجية وهو القمح؟
- يستقبل الفلاح موسم وهو أهم السلع الاستراتيجية بالكثير من الصعوبات التى تعرقل عملية زراعته مرة أخرى بسبب كثيرة الصعوبات وعلى رأسها السعر غير المناسب فى ظل الأسعار المتدنية وارتفاع جميع مستلزمات الإنتاج عدم وجود سعة تخزينية تتناسب مع المحاصيل السعة التخزينية للصوامع 4 مليون طن ومصر تنتج 9 مليون طن عدم فتح كل الشون هذا يزيد من عناء الفلاح الذى يصل انتظاره أمام الشون من 7 أيام إلى 12 يوم وكل هذا يكلف أجرة المواصلات وانتظارها على السيارات.
■ تتعبر الخريطة الزراعية حسب النمط الذى يعمل به الرئيس المصرى على اختلاف العصور فكيف كان تأثير الرئيس السيسى على الخريطة الزراعية فى مصر؟
- الخريطة الزراعية تغيرت 180 درجة للأفضل بعد توجيه الرئيس السيسى اتجاه الزراعة والبدء بمشروع استصلاح مليون ونصف فدان كمرحلة أولى من إ}مالى 4 مليون فدان توقيع اتفاقيات لإنتاج الآلات الزراعية بين وزارة الزراعة ووزارة الإنتاج الحربى إنشاء 100 ألف صوبة إنشاء طرق ساعدت على وصول المنتجات الزراعية توجيه السيسى فى عيد الفلاح لإنشاء صندوق تكافل وتأمين صحى للفلاح والتوجيه للبدء بالعمل بالزراعات التعاقدية ووضع قوانين التى أنهت عمليات التعدى على الأراضى الزراعية.
■ العملية الشاملة سيناء 2018 هل هى مجرد عملية عسكرية أم عملية تنموية اقتصادية شاملة؟
- العملية الشاملة سيناء عملية الحرب على الفقر واتجاه نحو التنمية فى نفس الوقت الذى تقوم به رجال الجيش المصرى تطهير بؤر الإرهاب والإجرام المدعوم دوليا وإقليميا من بعض أعداء الوطن نجد الأنفاق التى تربطنا بسيناء الحبيبة من أجل اقتصاد سيناء وزراعة أرض الفيروز التى أهملت لعقود، فكل المشروعات المتواجدة فى المنطقة والتى بدأت فور بدء الرئيس فترة رئاسته الأولى كل هذه المشروعات تدل على إعمار سيناء والتوجه نحو استغلال مواردنا وهى ليست عملية عسكرية فقط بل هى عملية تنموية شاملة.
■ أين دور الإرشاد الزراعى؟
- الإرشاد الزراعى مات منذ عقود طويلة حتى صار أصغر مرشد زراعى عمره 65 عام وعدم تعيينات جعل الفلاح مرشد لنفسه وهو لا يستطيع القراءة وأصبحت الزراعة لا يرثا لها بعد غياب دور المرشد الزراعى والفلاح أصبح مضر لنفسه وغير المزروعات للحيوانات والأغنام لأنه يستخدم المبيدات الزراعية بكميات بدون معرفة أو إرشاد وغياب الإرشاد مع وقف البرامج التليفزيونية مثل مسلسل سر الأرض الذى كان مساعدا رئيسيا فى الإرشاد الزراعى عبر الإعلام كل هذا يحدث فى توقيت واحد لينتهى دور الإرشاد ويكون مرشد الفلاح هو جهله.
■ ماذا عن استيراد التقاوى وخطرها على الأمن الغذائى وصحة الإنسان؟
- عملية استيراد التقاوى هى عملية خطيرة جدا يترتب على ضررها صحة الإنسان والحيوان والبنات والحروب ليست فقط حروب عسكرية بل حروب اقتصادية فكل الأمراض المستعصية دخلت أجسادنا عن طريق الهرمونات الخاصة بالخضار والفواكه والدواجن المستوردة مثل الفشل الكلوى والعجز الجنسى وعملية استيراد التقاوى بها خطر على صحة الإنسان فلابد من إنتاج التقاوى عن طريق مركز البحوث الزراعية والمبيدات تتدخل بأسماء دول تنتجها ولكن الدول المنتجة الحقيقية للمنتج غير معلومة ومن الممكن أن تكون دول معادية وهو المعرقل لعودة الدورة الزراعية من جديد هو موضوع السهل الممتنع لعودتها فوائد كثيرة للفلاح وللدولة تستطيع الدولة من خلال الدورة الزراعية تحديد المحاصيل التى تريدها الدولة وحجم المنتج عن طريق تطبيق الدورة الزراعية تستطيع عمل حصر للمزروعات على مستوى الدولة بدلا من التلاعب فى الحصر عن طريق الحصر فى الحقل من أجل الأسمدة ومن ضمن فوائدها تحديد أنواع المزروعات والأسعار حتى لا يقع الفلاح والوزارة فريسة العرض والطلب والسوق السوداء.
وتستطيع الدولة توجيه الزراعة حسب الصالح العام مع الحفاظ على الفلاح فى حقه فى هامش الربح والممتنع هو العيب الوحيد بأن يشعر الفلاح أنه مجبر على زراعة معينة رغم أنها أرضه يتم زراعتها عن طريق الوزارة وليست بإرادته ولكن من الممكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق التوعية وحملة إعلامية وبدء تتطبيقه جزئيا حتى لا يشعر الفلاح أنه مجبر.
■ أين وصلت النقابة المهنية للفلاحين وما هو العائد على الفلاح المصرى من وجودها؟
- النقابة المهنية للفلاحين هى الدرع والسيف بالنسبة للفلاح والزراعة المصرية فى المطالبة بحقوقهم عبر القنوات المشروعة وبصفتها الرسمية التى ستكون ممثلة فى جميع الجهات الرسمية المسئولةعن الزراعة، وصل قانون النقابة المهنية بعد موافقة الحكومة عليه إلى مجلس الدولة للصياغة والمراجعة لعرضه على مجلس النواب وعن طريقه سوف يتم توحيد الجهود المبذولة من النقابات المشتقة الموجودة وعند توحيد الجهود وسوف تكون نقابة الفلاحين أكبر نقابة فى مصر وحتى لا تتزايد النقابات المستقلة كل منها لها جهده وحتى نطالب بصفة رسمية.
■ ما هى نوعية العضوية داخل نقابة الفلاحين؟
- أنواع العضوية أربع أنواع عضوية عاملة وعضوية غير عاملة وعضوية منتسبة وعضوية شرفية، العضوية العاملة هى للفلاح الذى لديه حيازة وله حق الوصول لأى منصب داخل نقابة الفلاحين حتى منصب النقيب، عضوية غير عاملة وهى للفلاح الذى ليس لديه حيازة وإن كان يعمل بالأجر ولكن يعمل بالزراعة له جميع الحقوق وعليه بعض القيود داخل اللائحة، عضوية منتسبة أى أن يكون لديه نشاط زراعى مثل مزرعة دواجن أو أسماك وغيرها من النشاطات أو دكتور جامعى فى مجال الزراعة وليس له حق الترشح للمنصب عضوية فخرية وهى تعطى للمناصب القيادية مثل وزير أو رئيس جمهورية كمنصب شرفى.
■ هل يوجد شروط وقيود للترشح على منصب النقيب وكم مدة الفترة؟
- الشروط موجودة وبعد الموافقة على القانون وإقرار سوف تتضح ومدة الفترة 4 سنوات ولا يحق للنقيب إلا بالتجديد لفترة ثانية وبعد إقرار القانون سوف يدير النقابة حيث الانتخابات 8 أفراد ليس لهم حق الترشح خلال الفترة الأولى للمنصب وسوف تتم الانتخابات بإشراف قضائى..