طباعة
sada-elarab.com/94928
سيظل ٢٥ إبريل عيد تحرير سيناء يوما لا ينسى فى تاريخ مصر، وشاهدا على عظمة وبطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة الذين قدموا حياتهم فداء للوطن، ويوما محفورا فى ذاكرة وقلوب المصريين.
إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، رقم ١٠٧ لسنة ٢٠١٨، بتشكيل لجنة يرأسها المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، لتتولى طرح أراضى مشروع تنمية شمال سيناء، يعتبر الانطلاقة الحقيقية لتنمية سيناء خلال الفترة المقبلة.
الرئيس أمر القوات المسلحة بإعادة تنمية سيناء بحد أقصى حتى سنة 2022، لتعميرها، وزراعتها بالبشر، على امتداد أفقى، حتى نعيدها إلى بؤرة الاهتمام، خاصة أن قرارًا كذلك الذى صدر فى مارس الماضى، يمكن من خلاله نقل مليون شاب إلى هناك، وتوفير فرص عمل حقيقية، وبناء مجتمع جديد متكامل.
إن تنمية سيناء ليست بُعدًا اقتصاديًا فحسب، لكن البُعد الأهم هو الأمن القومى، ولذلك يجب أن تكون الأولوية لتنمية سيناء، لأن تلك البقعة الغالية من أرض مصر عانت التجاهل لعقود طويلة، وقد آن الأوان لفتح هذا الملف بشكل مختلف، وبرؤية عصرية؛ لأن سيناء هى خط الدفاع الأول عن مصر، وواقعها يحتاج الآن، أكثر من أى وقت مضى، إلى إعادة نظر، بما ينعكس على تدعيم جهود الأمن والاستقرار فى مصر.
تأتى تلك الخطة فى إطار استكمال عملية القوات المسلحة "سيناء "2018 لتصفية الإرهاب وتجفيف منابعه فى تلك المنطقة المهمة والغالية من أرض الوطن، والتى عانت كثيرًا على مدى عقود، من الإهمال أو التجاهل.
إن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى وقت، ولن يتم فى يوم وليلة، ولذلك نعتقد أن الحلول العملية الناجحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتعمير سيناء وتنميتها، كما أن خطط التنمية التى تم وضعها فى السابق لم تتحقق، بسبب غياب الأمن بشكل كبير، أضف إلى ذلك عدم وجود بنية تحتية تحقق التنمية المستدامة.
لقد ظل موضوع تعمير سيناء وتنميتها، على الدوام، حلمًا يداعب عقول المصريين وقلوبهم، وها هو الرئيس السيسى يبدأ الخطوة الأولى والكبيرة التى طال انتظارها لتنمية سيناء.
إن شبه جزيرة سيناء التى تتجاوز 6% من مساحة مصر، تمثل العمق الاستراتيجى للبلاد، بما لها من موقع فريد، وما تحويه من ثروات طبيعية ومزايا اقتصادية وسياحية لا مثيل لها فى العالم، كما أنها تتمتع بمناخ جاذب للاستثمارات، زراعيًا وصناعيًا وسياحيًا، وتمتلك أطول سجل عسكرى على مر العصور، حيث إنها من أكثر بقاع الأرض تعرضا للهجمات العسكرية منذ فجر التاريخ.
إن التنمية فقط، هى الحل السحرى للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، إلى جانب الحلول العسكرية والأمنية الأخرى، لكن التنمية وحدها تظل كفيلة لإنهاء وجود جماعات الظلام، وخلق بُعد اجتماعى واقتصادى وسياسى جديد.
ولعل رؤية الرئيس الثاقبة، هى الحل الأمثل لتطهير سيناء، أرض الفيروز من خفافيش الظلام، الذين لا يعرفون دينًا أو شرفًا.
إننا نواجه حربًا شرسة من الداخل والخارج، وبعون الله بالعزيمة والإرادة والتحدى والجهد المبذول على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، ستكون العملية سيناء ٢٠١٨ نهاية للإرهاب الأسود فى سيناء.
وتحقيق التنمية التى طال انتظارها فى هذه الأرض الطاهرة، لتظل سيناء كما كانت وستظل أرضًا للسلام والمحبة.