الشارع السياسي
المفتي: الإسلام وضع أصحاب الاحتياجات الخاصة في القمة من اهتمامات المجتمع
الخميس 05/أبريل/2018 - 02:31 م
![صدى العرب](/upload/photo/news/9/0/600x338o/992.jpg?q=3)
طباعة
sada-elarab.com/90992
شدد مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام على ضرورة وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في القمة من اهتمامات المجتمع المصري، كما علَّمنا ديننا الحنيف، ومن تجاربنا الرائدة في مجال العمل الخيري والاجتماعي، مبينا إن الإسلام الحنيف دين الرحمة جاء مهتمًّا بالبشرية كلها الصغير قبل الكبير، والمريض قبل الصحيح المعافى، والفقير قبل الغني، والمرأة والرجل على السواء.
وأضاف المفتي - في كلمته التي ألقاها اليوم /الخميس/ أمام فعاليات "اليوم القومي الثاني لأطفال التشوهات الخلقية"- أن الإسلام اهتم بالإنسان في جميع أحواله منذ صغره، ومنذ أن كان طفلًا صغيرًا لا يعي من أموره شيئًا ولا يهتم بأمور دنياه، لكن الدين الإسلامي نظر إليه نظرة مرموقة تشوفًا إلى مكانته المستقبلية المشرقة، جاء الإسلام ليرسخ في قلوب العالمين واجبات الرعاية والاهتمام الضروري بهم، وتمثل ذلك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح المفتي أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل، كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسى الكثيرَ من التعاليم النبوية الرحيمة التي تحض على بناء الطفل ورعايته والاهتمام به وبصحته وبمستقبله، فكان صلى الله عليه وسلم ينادي الأطفال بما يليق بتكريمهم ويحملهم على عاتقه وعلى دابته ويعلِّمهم آداب الاستئذان والشجاعة، ويصحح بالحكمة مفاهيمهم ويربي عقولهم ويخفف عنهم أي مشقة تلحق بهم مراعاةً لطاقاتهم، ويثبِّت حقهم في طلب العلم وغير ذلك من أمور الدين والدنيا، حتى عند وفاتهم كان من رحمته صلى الله عليه وسلم معهم يبكي عليهم ويخصهم بالدعاء.
وأكَّد المفتي أن الإسلام لم يفرِّق بين طفل وآخر سواء على المستوى الديني أو الإنساني، فالأطفال كلهم سواء في نظر القلوب الرحيمة، من وُلِدَ كامل الخلقة مُستقيم البنية أو من ابتلي ببعض دواعي الأمراض أو ببعض نقص فيما يبدو لنا في الخلقة، وإلا فكل خلق الله مهما كان في الظاهر يعتريه النقص، إلا أنه في الحقيقة مخلوق على وجه الكمال والتمام كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم وهذا على عمومه لا استثناء فيه أبدًا.
وقال المفتي "في الحقيقة هذا لا يُعد نقصًا وإنما هو كمال للبشرية كي يتعاون بعضها مع بعض على البر والتقوى وفعل الخير، وتتآزر كي تدمج أصحاب تلك الظروف في المجتمع بشكل عام، وهذا الدمج يُعدُّ تكاملًا للمجتمع وإشعارًا لجميع أفراده وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم مؤهلون لكل شيء، وأنهم أعضاء فاعلون في هذا المجتمع".
وتابع "وهذا يعد من التطبيق الفعلي لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من الاستقواء بالضعفاء عند الشدائد، وهي نظرة تنتج لدينا مفهومًا مغايرًا لما عليه المفاهيم المعروفة الخاطئة لقضية أصحاب الظروف الخاصة، فهي تنظر إليهم على أنهم أعضاء مستهلكون وليسوا أعضاء فاعلين منتجين، بل إن النظرة الصحيحة تجعلنا نضع لهم مناهج محددة تختص بتدريبهم وتثقيفهم واستثمار ما لديهم من قدرات ومواهب ليشاركوا في تنمية المجتمع في جميع المجالات".
وأضاف "إن المجتمعات المتحضرة لا سيما المجتمعات التي تتمسك بدينها لهي أجدر وأقدر المجتمعات على دمج تلك الفئات أصحاب الظروف الخاصة في مجتمعاتهم بشكل فاعلٍ بنَّاءٍ، وإن تعاليم الأديان السمحة إسلامية كانت أو مسيحية لتحضنا على الرحمة والتكافل والتكاتف والتعاون على البر والتقوى، وتوفير المناخ الصالح لرعاية هؤلاء الرعاية الخاصة طبيةً كانت أو نفسيةً، وكذا إعادة تأهيلهم لكي يصبحوا ذويي تأثير وفاعلية ونفع لأنفسهم ولأوطانهم وللبشرية عامة".
وقال "إن ما نَصْبُو إليه لهو جانب عظيم من جوانب الدين يتمثل في رحمة الناس بعضهم ببعض أيًّا كانت ظروفهم، والتعامل مع أصحاب هذه الحالات الخاصة بنفس طيبة راضية لا فرق بينهم وبين غيرهم البتة، لهم ما لهم من الحقوق العادية التي يستحقها كل إنسان بل لهم حقوق زائدة على تلك الحقوق العادية؛ نظرًا لتميزهم عن غيرهم.