طباعة
sada-elarab.com/77086
الثروة السمكية في أوطاننا العربية زاخرة ومتنوعة في آسيا، وأفريقيا وهما القارتان اللتان يُتوزع عليهما وطننا العربي، والمعروف أن الأسماك بالإضافة إلى فوائدها الجمة، فهي ثروة وطنية يُستفاد منها استهلاكاً محلياً، وتصديراً للخارج إن أحسنا الاستفادة منها، وطوّرناها بما يعود على الاقتصاد الوطني بالخير.
كانت مصائد الأسماك في مملكة البحرين معروفة، ومتنوعة بشكل يؤكد على غنى البحر وكنوزه المخبوءة من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض المعطاء.
في مثل هذا الموسم، وإن كان بعض المهتمين بالتغيير البيئي والمناخي قد وجدوا تغيراً كبيراً في المناخ، نتيجة ما تعرضت له طبقة الأوزون وما حدث من تغير على المستوى الدولي، وفي ذلك عندهم نظريات ومقاييس ومعايير دولية عرفوها واستوعبها ودرسوها.
غير أننا كمتابعين للمواسم فمعروف أنه في أوقات معينة تزداد كمية بعض الأسماك كما تكون في موسم أطيب حالاً من مواسم أخرى، ومن المعروف أن «الحوامر» وهو على شكل «سمك موسى» في بعض بلداننا العربية يكثر في بحر الحد، كما تشتهر الحد في هذا الوقت بكثرة «القباقب» والتي يسميها الأخوة المصريون «كابوريا»، والقباقب عموماً منتشرة في مناطق بحر المملكة وتمتاز بغناها، فالذكر منها يمتاز باكتناز اللحم، بينما الأنثى تمتاز باكتنازها للبيض.
وعندما تتجه جنوباً فهناك أنواع شتى من الأسماك الصغيرة والكبيرة الحجم من بحر سترة فعسكر، وجو والدور إلى بحر جزر حوار ما بين الشعري والهامور والكنعد والصافي، وشمالاً أسماك معروفة في بحر الدير والسماهيج وجزر أمواج وقلالي.
أما الساحل الغربي فهناك أسماك متميزة على طول الساحل وصولاً إلى البديع غرباً حيث شهرة «الصافي» و«الشعري»، بينما تمتاز الجسرة «بالسبيطي» و«الوحر» و«البدح»، وأنواع من «المصلغ» و«القرقفان»، إلى ساحل المالكية إلى الزلاق حيث التنوع السمكي الذي يحار المرء في اختيار ما يناسبه.
وفي موسم السماح بصيد الربيان، فالخير ولله الحمد وفير خاصة في مناطق بحر شرق مملكة البحرين.
والمعروف أن بعض أسماك الخليج العربي تهاجر من منطقة إلى أخرى بينما تستقر أنواع منها في مراعيها الأصلية.
إن الخير الذي أفاءه الله علينا يستحق منا جميعاً الحمد والثناء.
تتوزع أسواق الأسماك في بلادنا على امتداد المملكة، فهناك أسواق اتخذت من الساحل سوقاً، وهناك السوق المركزي بالمنامة وهو الأكبر وسوق المحرق المركزي، وسوق ستره ودكاكين في البديع، وسوق جدحفص وسوق الرفاع، إضافة إلى الباعة الجائلين الذين يطوفون في الحواري والفرجان حاملين معهم ثلاجات بها أنواع من الأسماك.
قد نحتاج يوماً أن ننشئ سوقاً أسبوعياً لصيادي السمك أسوة بسوق المزارعين في البديع الذي نال شهرة وسمعة طيبة في فترة قصيرة، وإنه حان الأوان للتفكير في سوق للسمك يتم فيه عرض أنواع من الأسماك التي تشتهر بها مناطق البحرين، وفي ذلك فائدة للصيادين، وتعريف للمواطنين والمقيمين والزائرين بثروتنا السمكية المتنوعة والغنية.
صحيح أن سعر بعض أنواع السمك يزداد أو يُغالى في سعره لكن ذلك يعتمد على الندرة والعرض والطلب، ولكن عموماً البحرينيون يقبلون على السمك في وجباتهم أكثر من التعويل على اللحوم بأنواعها.
عندما أسافر إلى بلدان أخرى تستهويني زيارة أسواق السمك في تلك البلدان فهناك أنواع وأحجام من الأسماك لا نراها في بلادنا، فاتساع البحر وعمقه تعيش فيه أنواع من الأسماك بخلاف البحار المغلقة أو المتوسطة العمق أو الضحلة.
ومن البلدان العربية التي شدتني بكثرة الصيادين وأنواع شتى من الأسماك وأحجام كبيرة جداً مدينة نواكشوط عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ففي هذه البلاد خيرات كثيرة وثروة وطنية سمكية تستحقها الشقيقة موريتانيا.
تتوزع خيرات الله من ثمار البحر على بلداننا العربية، وقد نحتاج إلى التفكير على مستوى رجال الأعمال والمستثمرين والصناديق الاستثمارية والإنمائية العربية إلى الاستثمار في خيرات البحر على المستوى العربي والدولي، نسأل الله الأمن والأمان والاستقرار لبلداننا.
كما إن الاستزراع السمكي الذي لجأت إليه بعض بلداننا العربية أتى بنتائج طيبة ومشجعة ومحفزة وهو استثمار وطني في محله ومن تلك البلدان جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن تعميم الفكرة على كثير من البلدان العربية التي قد يشح فيها السمك، وهناك طلب متزايد عليها.
إن التنوع البيئي في وطننا العربي يجعل من الثروة السمكية وغيرها مجالات للاستثمار وتنويع مصادر الدخل.
والتنوع البيئي جعل أسماك الأنهار ميزة لا تتوفر في بعض البلدان التي تخلو من أنهار، وهناك أنواع امتازت بها دول عن سواها «فالمسقوف» في العراق تتميز به مطاعم العراق، وكذلك سمك «الزبيدي» الذي تتميز به دولة الكويت، ويعتبر من بين أجود أنواع السمك في خليجنا العربي.
إن خيرات البر والبحر تستوجب علينا تنميتها والاستفادة منها، وعندما نضمن غذاءنا ونأمن على معيشتنا، فإننا نضمن مستقبلنا ومستقبل أجيال تأتي بعدنا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي