طباعة
sada-elarab.com/752600
الذي يعرف الأستاذ حسن سلمان كمال المبدع الشاعر والإذاعي والأستاذ والإنسان يدرك أن ما يكتبه ويخطه قلمه يتسم بغير المألوف ويفاجئ الجميع بسفر جديد في مضمونه والحرص على ثقافة المجتمع البحريني بكل ما فيه من مواقف وأحياء وفرجان وشخوص، وعلاقات وثيقة بين أفراده في لحمة وطنية تتناغم فيه العطاءات الوطنية في المدن والقرى، والتخصصات والمهن والحرف والمواقف التي يشهد لها الجميع بالتميز...
مجموعة أحلام جاءته في المنام وعبّر عنها بلغة شفافة واختزال غير مخل، هي مواقف ولحظات فرح وأحيانًا حزن، رغم أن المؤلف بوخالد تعودنا منه الابتسامة وتسهيل الصعب والانسجام مع المجتمع وأفراده سواء كان في المهنة كإذاعي قدير ومثقف تولي إدارة الثقافة فكان ولايزال نصيرًا للأدباء، والشعراء والفنانين التشكيليين، يشجعهم ويأخذ بأيديهم ويتابع إنتاجهم ويرعى الاحتفال بإقامة معارضهم وإن كان أحيانًا يتضايق من اختيار يوم الخميس لافتتاح الفعاليات والأنشطة الفنية والتشكيلية لأن الموعد يتعارض مع رغبته وهوايته في الخروج إلى البحر مع أعز أصدقائه لصيد السمك وربما لقضاء أوقات جميلة في البحر الذي عشقه منذ الصغر يوم كان فريج الفاضل بالمنامة قريبًا من البحر؛ فقد عشق البحر منذ نعومة أظفاره وأصبح ملازمًا لهذا البحر الذي هو مصدر رزق الأجداد والآباء.
كتاب «أحلام المنام» لمؤلفه الأستاذ حسن سلمان كمال الصادر عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بالمحرق وقدم للكتاب الدكتور فواز الشروقي الذي جمع سفر أحلام المنام على فترات طويلة متسائلًا:
«هل نحن أمام جنس أدبي جديد؟».
ويمضي الدكتور فواز الشروقي: «لقد كان الأستاذ حسن كمال يشير دائمًا في لقاءاتنا الودية به إلى أحلامه التي كان يدونها كل يوم بعد استيقاظه من نومه صباحًا، أو بعد القيلولة، وكان محتارًا ما الذي يفعل بها.
وذات مرة أخرج من مكتبه ملفين ضخمين يكادان ينفجران من الورق الذي بداخلهما، وقال لي: «هذه أحلامي التي استطعت تدوينها» وشرعت في قراءة بعضها، وهي مكتوبة بخط يده الجميل، وذهلت من جمالها وسحرها وروعة أحداثها، فقلت له: «بوخالد» أنا سأتولى ترتيبها وصفها على الكمبيوتر» وخرجت من بيته حاملًا بيديّ الملفين الكبيرين وكأني أحمل كنزًا.
ويضيف الدكتور فواز الشروقي: «وأثناء، ترتيبي للأحلام وصفها؛ عرفت أن الأستاذ حسن كمال لم يكن مبالغًا في اهتمامه بطباعة أحلامه أكثر من اهتمامه بطباعة شعره. إن شعر حسن كمال جميل، ولكن أحلامه مذهلة مذهلة جدًا من السهولة أن تعثر على دواوين شعر، ولكن من الصعوبة أن تعثر على تدوين للأحلام بهذا الجمال والسحر والإثارة».
إذًا نحن أمام مؤلف غير عادي لمؤلف آثر أن يكون ابن هذا الوطن مع إيمانه بالزملاء والأصدقاء، في كثير من بلداننا العربية من خلال أسفاره أو من خلال زيارتهم لمملكة البحرين في تخصصاتهم المختلفة...
الأستاذ حسن سلمان كمال وفيًا للكثير من الشخوص التي ذكرها في كتابه «أحلام المنام» وقد تعجب وليس في الأمر عجب إذا أدركت أن الله سبحانه وتعالى أودع في ذاكرة أبي خالد موهبة حفظ الشخوص كبيرها وصغيرها وامتلك ناصية اللغة السهلة البليغة، يخاطب القارئ المثقف كما يخاطب الإنسان البسيط؛ شخوص كثيرة بعضها تعرف عليها أيام طفولته المبكرة وأيام الدراسة والحي والأسفار والعمل والجميل إنه دون تلك الشخوص من خلال أحلام المنام وأحلام اليقظة..
فحسن كمال ابن البحرين وبحكم مهنته وموهبته تعرف على الكثير من الشخوص الرجالية والنسائية من مملكة البحرين أو خارجها، وكان لأحلامه النصيب لأهل بيته وأقربائه وجيرانه ومن تعامل معهم أيام العطاء الإذاعي المتميز وأيام الثقافة وأيام الأنشطة الثقافية المتعددة إلى الأنشطة السنوية كمعرض الفنون التشكيلية السنوي الذي كان يُقام تحت رعاية المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء طيب الله ثراه، أو المعارض الزائرة والأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية.
يظل كتاب الأستاذ حسن سلمان كمال «أحلام المنام» إضافة في غاية الأهمية للمكتبة البحرينية وللثقافة البحرينية وفي الخاتمة الموفقة يقول المؤلف «ختامًا فهذا الكتاب هو حلم من أحلام اليقظة، راودني كثيرًا، ولكنه تحقق بفضل جهد الدكتور فواز الشروقي الذي عمل على ترتيبه ومراجعته وإخراجه، وبفضل توجيهات معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وتشجيعها لإخراجه بهذه الصورة التي تعبر عن العمل الثقافي الحقيقي غير المفتعل، والذي يجيء ليضيف للثقافة في البحرين رافدًا جديدًا، يمدها باستمرار تطورها ودخولها في شتى المجالات الفكرية والعلمية التي برز منها القليل للمكتبات العربية في مثل هذا الموضوع.
كما أشكر الفنانة دلال عبدالعزيز لمساهمتها الفنية الجميلة في رسم لوحة الغلاف والرسومات الداخلية للكتاب وأشكر كذلك رفيقة دربي زوجتي الإعلامية عائشة عبداللطيف لمراجعتها الكتاب وتزويدي بمجموعة من الملاحظات القيمة والدكتور يوسف محمد والآنسة أمينة القصاب. أكرر الشكر والتقدير والثناء، وأرجو أن يستمتع القارئ بما ورد فيه، وستظل أحلامنا بلا نهاية».
إن الإبداع ثمرة جهد وحرص على التميز وموهبة تصقل بالميران والمثابرة.. وكما قال المؤلف:
«وأطرقُ باب النّوم للحُلّم فيكُمُ
لعلّ دواعي الحُلْم يمنحُني ردًّا».
وعلى الخير والمحبة نلتقي..