رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

ابننا يوسف في ذمّة الله

الأربعاء 27/نوفمبر/2024 - 09:40 ص
طباعة
«إنا لله وإنا إليه راجعون».. بوفاة ابن الوطن البار الدكتور يوسف محمد إسماعيل تطوى صفحة من نماذج وطنية مخلصة كان فيها يرحمه الله حريصًا على أداء واجبه الإنساني والوطني تجاه وطنه وأبناء وطنه في كل المحافل التي قيض الله له أن يكون مسؤولًا عنها، ولم يكتف بذلك، بل إنه آمن بأن العطاء الإنساني للقادرين عليه لا يقف عند حدود، فقد شعر يومًا أن من واجبه أن يشحذ همم شبابنا الرياضي، فتصدى لأغنية «ما تغلبونه»، مؤكدًا على أن البحريني يأبى إلا أن يكون في المقدمة وأن مجال الرياضة مجال خصب، وجاء لي يومًا وهو يحمل هذا الأمل بابتسامة التفاؤل والفرح كعادته باكتشاف شيء جديد، فنالت أغنيته شهرة تغنى بها أهل الوطن بمختلف أعمارهم، وكان على حق، فإن من واجبنا أن نشحذ الهمم، ونتفاءل بكل ما يجعل هذا الوطن في المقدمة، وجاءني يومًا وهو أيضًا يحمل أمل إحياء بعض مكونات التراث الذي يحتفل به أهل البحرين في منتصف شهر رمضان، ليخرج علينا بفكرة إحياء «ليلة القرقاعون» بمشاركة أطفال البحرين الذين شاركهم في الغناء والترديد، ونالت هذه الأغنية شهرة طيبة أحسب أن ترديدها كل عام سيلقى كل اهتمام، تطورت طموحات بومحمد عندما تقلد مناصب رفيعة بوزارة الإعلام، وجاء وهو كله أمل في تقديم برامج وثائقية تسجيلية تؤرخ لرجال مملكة البحرين ونسائها وأدوارهم المشهودة لهم بالتميز، فكان له ما أراد وأبدع من خلال برنامج «عزوتي وناسي» بإلقاء الضوء على رجال ونساء الوطن الأوفياء، وتجاوب المشاهدون مع ذلك وطالبوه بالمزيد، فهو ابن البحرين الذي يعرف ويقرأ جيدًا التاريخ، ويدرك أن رسالة التلفزيون والإذاعة لا تقل عن رسالة الإعلام المقروء، أو الندوات والمحاضرات المباشرة والالتقاء مع الجمهور، حتى إذا جاءت ذكرى إنشاء التلفزيون تصدى من خلال البرنامج التلفزيوني لتسجيل هذه الصفحات المشرقة من الأداء الإعلامي التلفزيوني لأبناء الوطن، ليكون لمكتبة التلفزيون الأرشيف الوطني الذي يضاف إلى الأرشيفات المتعددة التي تصدى لها التلفزيون منذ نشأته الأولى، مع إيمانه بدور الإذاعة فتعاون مع المسؤولين عنها وفي عدة برامج إلى المساهمة في تسجيل الذكريات التي تؤرخ لثقافة وتراث هذا الوطن العزيز، حتى تقلد مهمة إدارة المطبوعات والمطبعة الحكومية، فوجد نفسه أمام واجب دعم وتشجيع أبناء البحرين ومؤسساتها الوطنية لطباعة كتب تتصدى لها المطبعة الحكومية بالدعم والمؤازرة من قبل وزارة الإعلام، واتصل بي عارضًا على طبعة إصداري الأول «وعلى الخير والمحبة نلتقي» في العام 2019م ليبقى تذكارًا لمقالات متعددة، خشية الضياع، فكان مرحبًا ومؤازرًا ومؤيدًا، وحينها كتبت في مقدمة الكتاب كلمة شكر واجبة قلت فيها: «كثيرون يستحقون الشكر والثناء على ما بذلوه من جهود ليرى هذا الكتاب النور أخص سعادة السيد علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين والأخ يوسف محمد إسماعيل مدير إدارة وسائل الإعلام والمرحوم السيد محمد عبدالقيوم اللقماني جامع الكثير من مقالاتي، ولقرائي الأعزاء الذين يحرصون على المتابعة ويحثوني على طباعة وجمع هذه المقالات في كتاب، ولصحيفة الأيام البحرينية وكادرها الوطني الذين احتضنوا كتاباتي على مدى سنوات منذ صدورها في عددها الأول، ولموظفي وعمال المطبعة الحكومية بالبحرين، ولكل من شجعني ووقف إلى جانبي من الأهل والأصدقاء، وأرجو من الله أن يحقق هذا الكتاب رغبة المعرفة لديهم». للمرحوم يوسف الفضل في إخراج هذا الكتاب والدعم الفني وكانت بصماته واضحة جلية، ولما نفدت الطبعة الأولى سعى لطباعة الكتاب مرة أخرى، وكان الحريص على أن يتواصل مع المؤلفين البحرينيين المؤرخين والأدباء والشعراء لطباعة كتبهم، وأحسب أنه من الضروري أن يصدر سجل بالمؤلفات التي قامت المطبعة الحكومية بإصدارها ودعمها اللامحدود للكتاب والمبدعين البحرينيين، وإرجاع الفضل لأهله.

كان تواصل المرحوم مع المجتمع دائمًا في كل المناسبات، وكان التعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية يشهد له الجميع بذلك.

ولعل فيما وجدناه من حشود جاءت للوداع الأخير في مقبرة المنامة يوم الجمعة 22 نوفمبر 2024م خير شاهد لمكانة ابننا المرحوم يوسف في قلوبهم، وكعادة أهل البحرين لا ينسون من يقدرهم ويتعاون معهم، فيبادلونه حبًا بحب... واليوم ونحن نودع أحد أبنائنا الأوفياء، من واجبنا أن نهتم بالمبدعين من أبناء الوطن وننزلهم المكانة التي يستحقونها، فما أكثر هؤلاء الذين نفخر بهم على مدى تاريخنا الوطني، وأحسب أن قيادتنا الحكيمة تسعى دائمًا لهذا التشجيع والدعم من خلال برامج متنوعة شهدنا نماذج منها في السنوات الأخيرة، فمباركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للجهود الوطنية المخلصة مشهود لها، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

ستظل ذكراك يا الغالي المرحوم يوسف محمد إسماعيل خالدة، وستظل القدوة والمثال، لتكون ضمن أبناء وطنك الذين نفخر بهم ونعتز، فقد آمنت بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الحج الآية 77.

رحم الله الدكتور يوسف محمد إسماعيل، مثواه الجنة ورضوان النعيم، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.


 

وعلى الخير والمحبة نلتقي..

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر