طباعة
sada-elarab.com/741406
تثار هذه الأيام في خليجنا العربي تشديد العقوبات على المخالفين لقواعد المرور الجديدة فقديمًا ما اعتدنا عليه هو السرعة التي تتجاوز الحد المسموح به، وكنا نسميها «السرعة المجنونة» بالإضافة إلى قواعد السير المعتادة التي تعلمناها منذ بدأنا تعليم السياقة، وكان المعلم يؤكد علينا بتثبيت المرآة والتأكيد من أنها تكشف السيارات التي خلفنا وتجاوزها للسيارة التي نقودها مع التأكيد على سلامة الفرامل وسلامة الإطارات، والمرآة الجانبية، وأن السيارة خزانها من البانزين معقول لمواصلة السير، بالإضافة إلى سلامة الماء وسلامة الزيت، وطبعًا الحرص على نظافة السيارة والتأمين عليها وفحصها بإدارة المرور والترخيص.
واليوم نتكلم عن مستجدات جديدة وأهمها حزام الأمان للسائق ولمن بالقرب منه، والآن حتى الركاب في الخلف عليهم تضبيط حزام الأمان، وكنا نسخر من تلك القواعد التي يعمل بها في الغرب حتى تأكدنا من سلامة هذه الإجراءات وضرورتها... حتى جاء الهاتف النقال «الموبايل» وإذا به أشد خطورة من سواه إذا نحن لم نلتزم بقواعد المرور التي تمنع استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة حتى أصابنا ما أصابنا من شرور نتيجة المبالغة في استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة والإفراط في استخدامه حتى أن بعض سواق عربات التوصيل أفرطوا في هذا الاستخدام الخطر على الآخرين دون مبالاة أو اكتراث وهمه أن يوصل الطلبات لراغبيها ولو كان ذلك على حساب سلامته.
وأنا أستمع للأخوة الذين يلتزمون بهذه القواعد المرورية الجديدة، ويذكرون إن المبالغة في التقدير المالي للمخالفات يجعل من الصعب عليهم أن يستوعبوا ذلك، ولكننا يجب أن ندرك بأن صحتنا وسلامتنا أهم من أي شيء مادي، بل إنه لا سمح الله إذا حدث مكروه نتيجة إهمال ذلك فإن الثمن سيكون باهضًا ماديًا ومعنويًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
قديمًا قيل في أمثالنا المرتبطة بقواعد المرور «خيرًا لك أن تصل متأخرًا من أن لا تصل أبدًا» كان رجل توعية المرور الأول البحريني المقدم الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بوحجي الله يعطيه الصحة والعافية يذكرنا يوميًا من خلال إذاعة البحرين في السابعة صباحًا تقريبًا بقواعد المرور وكان باسلوبه المحبب والروائي يذكر بعض المواقف التي تجعلك أكثر إقناعًا بأهمية المحافظة على قواعد المرور والالتزام بما يحفظ سلامتنا وسلامة الآخرين وكنا نحرص على أن نستمع إليه ونحن نقوم بتوصيل فلذات أكبادنا إلى المدارس لكي يعوا أهمية الالتزام بقواعد المرور منذ الصغر، وكان المقدم بو محمد قد نال شعبية طاغية في أوساط مجتمعنا البحريني، وكان يحرص من خلال المعلومات التي تزوده بها إدارة المرور والترخيص على إيراد الحقائق والشواهد التي تحدث يوميًا، ضاربًا بها المثل وكيف يمكننا تجنب هذه الأخطار بتعاوننا مع بعضنا بعضًا، وأذكر إنه في إحدى زيارات المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء طيب الله ثراه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون أن طلب حضور المقدم عبدالعزيز بوحجي بومحمد وطلب منه شرح لحادث مروري مروع حدث في أحد شوارع البحرين، وكان حديث المجتمع البحريني آنذاك، حيث ذهب ضحيته عدد من الأرواح وحثه سموه يرحمه الله المقدم عبدالعزيز على مواصلة هذه التوعية المرورية اليومية في إذاعة البحرين، وأكد أنه من المتابعين لحلقاته اليومية في لإذاعة البحرين.
إن قواعد المرور ضرورية؛ لأنها نابعة من تجربة وعلم، ورجال المرور من خلال ما مر بهم من ظروف يدركون أبعاد وخطورة عدم الالتزام بهذه القواعد.
وخيرًا تفعل إدارة المرور والترخيص بوزارة الداخلية هذه الأيام بتوعية طلبة المدارس من البنين والبنات وهم حتى في سن مبكرة بأهمية الالتزام بقواعد المرور وقد يتساءل المرء كيف لهؤلاء الصبية وهم في مقتبل العمر يدركون ما يقال لهم من رجال المرور، وعن تجربة فقد لمست من خلال التعامل مع رجال المرور إدراكهم حفظهم الله للأسلوب الذي يصلون من خلاله لهؤلاء الناشئة، وكما قيل في حكمنا: إننا نتعلم من الصغير والكبير، بل ربما يقول لك ابنك أو حفيدك نصيحة تستغرب منها لكنك إذا تأملتها تدرك إنه على حق.
فنحن بحاجة فعلاً إلى التوعية المرورية ومع ازدياد كثافة الحركة المرورية خصوصًا في أوقات الذروة وذهاب الطلبة إلى المدارس والموظفين والعاملين إلى أعمالهم والشاحنات التي تجوب الشوارع في أوقات الذروة نحتاج إلى توعية مرورية من نوع مختلف وباسلوب المقدم عبدالعزيز بن محمد بوحجي، إضافة إلى الاهتمام بتوعية الشباب الذين يعتبرون السرعة المفرطة في السياقة فن، ويتناسون تكملة العبارة «السياقة فن وذوق».
فلنحرص على قواعد المرور من أجل سلامتنا وسلامة مجتمعنا ولنستمع إلى رجال المرور فهم يتعاملون يوميًا بل لحظة بلحظة مع مشاكل ناجمة عن عدم الالتزام بقواعد المرور القديمة والحديثة والمستقبلية، وياريت نكون نحن أيضًا نقوم بنفس أدوارهم في منازلنا ومجالسنا التي نغشاها والمرء يسعد عندما يقال إن بعض المجالس بدأت تناقش مشاكل المرور حرصًا على مجتمعنا الآمن المستقر فجزاهم الله خيرًا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي