نعم إنه يوم بحريني بامتياز ذلك يوم الأحد 13 أكتوبر 2024م، حيث إنه برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم تم افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلس الشورى والنواب وذلك بمركز عيسى الثقافي الصرح الذي شهد الكثير من العطاء البحريني الوطني، وقد تفضل جلالته في كلمته السامية بإيضاح الكثير من القضايا الوطنية التي ترسم حاضر ومستقبل مملكة البحرين في مختلف المجالات والعطاءات الوطنية، مبتدئًا جلالته بالإشارة إلى بدء مرحلة جديدة من الحياة البرلمانية فقال جلالته: «وها نحن ومنذ انطلاقة العهد قبل خمسة وعشرين عامًا، نلتزم بما نذرنا النفس بالعمل بمقتضاه، وكما أجمعت عليه إرادتنا المشتركة، لصون مصالحنا الوطنية العليا في دولة المؤسسات والقانون، التي نفخر اليوم، بمعمارها التنموي المتجدد وبمجتمعها المتآلف والتواق للمزيد من التقدم».
وجلالته حفظه الله في خطابه أكد على الدور الذي تضطلع به الحكومة الموقرة فقال: «يطيب لنا في هذا المقام أن نثني على الجهود الدؤوبة لفريق العمل الحكومي بقيادة ولي عهدنا الأمين، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله وبارك في مسعاه، الذي يسجل بصماته المؤثرة في ميادين الخدمة العامة، بانتهاج أفضل الممارسات الإدارية والتنظيمية، ولضمان أجود الخدمات الحكومية». كما ذكر جلالته في خطابه على رؤية البحرين الاقتصادية 2030 قائلاً: «ونؤكد في هذا السياق على أهمية استكمال الخطط المنبثقة عن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تشهد نتائجها تطورًا ملحوظًا وتعكس مؤشرات الأداء والتنافسية، وطنيًا ودوليًا، ونوجه هنا لتسريع العمل على نسختها القادمة للعام 2050 لتشمل تصورًا متجددًا لمستقبل بلادنا وأجيالها، للحفاظ على موقعها المتقدم كدولة ذات نهضة عصرية، تلتزم بقيم شريعتها الإسلامية، وبكل ما يوثق روابطها القومية ويحصن هويتها الوطنية كعنصر أصيل للتنمية الشاملة والتربية الوطنية المبكرة».
وأضاف جلالته: «ومن منطلق اهتمامنا الكبير بهذه الأولوية الوطنية، فإننا نوجه الجهات المختصة بتنفيذ دراسة متكاملة لقياس جاهزيتنا في تأصيل الهوية البحرينية لضمان اقتباس كافة عناصرها إينما توجهنا وبما يمكننا من ضبط التوازن بين متطلبات الانفتاح والتجديد، وبين اشتراطات حماية أمننا الوطني في صنيعته المتكاملة وخصوصًا ما تعلق بأمن ثرواتنا الطبيعية وسبل استثمارها، لتأمين المستقبل المستدام بخيراته» وجلالته يؤكد على ارتياحه للجهد المبذول في هذا الصدد فيقول: «ويطيب لنا على هذا الصعيد أن نعرب عن ارتياحنا للجهد المبذول لرفع مستويات الأمن الغذائي والثروات الطبيعية وفي توظيف التقنيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي ونوجه هنا إلى تكثيف برامجه في القطاعات الحيوية وفق النظم والمعايير اللازمة للارتقاء بعلومه ومعارفه ولتنمية عوائده لتعود بالخير والرفاه على الجميع» وأضاف جلالته: «كما نبارك كل ما يبذل على صعيد تواصل بنائنا الحضاري المتسلح بعزيمة وطنية صلبة تجسدها قواتنا العاملة، سواء في الخدمة المدنية، ليقدموا أفضل أشكال البذل والعطاء، أو على ساحات الخدمة العسكرية، ليخططوا أروع صور التضحية والشهامة، فهم عيوننا الساهرة في الذود عن الوطن وحماية مكتسباته».
وجلالته حفظه الله ثمَّن في كلمته الجهود والإنجازات الرياضية التي حققتها مملكة البحرين قائلاً: «ولا يفوتنا كذلك، بأن نشيد بالإنجازات الرياضية الأخيرة، والمتمثلة في حصول مملكة البحرين على عدد غير مسبوق من الميداليات الأولمبية، فشكرًا لهم جميعًا، ولتحيا بهم بحريننا الغالية».
وجلالته أكد في كلمته السامية على موقف مملكة البحرين في مجمل القضايا العربية والدولية فقال: «الأخوة والأخوات، تلتزم مملكة البحرين بكل ما يمليه عليها واجب التضامن والتعاون لنصرة القضايا العربية وبالسعي الجاد والحثيث من أجل خير الإنسانية وتقارب مجتمعاتها تحقيقًا للسلام العالمي الذي يجب استعادته في مثل هذه الأوقات الصعبة».
وأضاف جلالته حفظه الله «ولقد أكدنا مرارًا على وجوب الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، وباستئناف كافة المساعي الدبلوماسية للأخذ بالحلول السلمية، وصولاً لتحقيق السلام العادل والشامل والقائم على حل الدولتين، وفق القرارات والمبادرات التاريخية التي يجب الإيفاء بها».
وأضاف جلالته: «وبالتالي فإن فض الاشتباك أصبح ضرورة قصوى، بعد أن طالت نيران الحرب الدائرة أراضي لبنان الشقيقة، وعلى أطراف النزاع التنبة لخطورة الانجرار لحرب شاملة لن تحمد عقباها، ونجدد على هذا الصعيد، دعوة مملكة البحرين التي تبناها الاجتماع الأخير للقمة العربية، لعقد مؤتمر أو اجتماع موسع وعاجل يعيد الأمل في تحقيق السلام المنشود».
كما أكد جلالته حفظه الله في كلمته على وحدة وتلاحم مجتمعنا البحريني الأصيل قائلاً: «وفي ظل هذه الظروف الإقليمية الصعبة، فإننا نحمد الله على وحدة وتلاحم مجتمعنا البحريني الأصيل، وبما يتمتع به من وعي وطني مسؤول يجعله أكثر تماسكًا وإصرارًا على تعزيز سلامته الوطنية، وليزداد قوة ومنعة مهما اشتدت حوله المخاطر، وإننا لننظر بعين الثقة والتقدير لدور السلطة التشريعية في سن وتطوير التشريعات اللازمة والمجسدة لقيم الوحدة والعدالة وللحفاظ على ثبات مسيرة التنمية الشاملة بإنجازاتها المضيئة ليتم توارثها جيلاً بعد جيل». وفي ختام كلمة جلالته أكد على «ستبقى البحرين، وكما هو العهد بها، عونًا وسندًا لأشقائها وأصدقائها، وستظل نموذجًا متحضرًا في حفظ الحقوق وحماية الحريات، بعون المولى عز وجل وبفضل الروح الوثابة لأبنائه وبناته في تأدية واجباتهم الوطنية كي تبقى راية الوطن خفاقة على ساحات المجد والرفعة».
إن جلالته رعاه الله يحرص دائمًا على أن يلتقي بشعبه يصارحهم ويشد من أزرهم وكان الحضور الجميل من كل أطياف المجتمع البحريني ورجال السلك الدبلوماسي وممن تقلدوا مناصب وزارية وبرلمانية ورجال أعمال في لحمة وطنية يحرص جلالته أن يلتقي بهم في مناسبات عديدة يبادلهم الرأي ويؤكد على النسيج الوطني الذي تحرص القيادة عليه من أجل مستقبل مملكة البحرين.
إننا كمواطنين عندما نلتقي في مثل هذه المناسبات نستذكر بكل فخر الأدوار التي اضطلع بها السابقون ويضطلع بها الحاليون من أجل نهضة البحرين وتقدمها والحرص على الالتفاف نحو القيادة الحكيمة في توجهاتها الوطنية والإقليمية والدولية من أجل خير مواطنيها وخير أمتنا التي ننتمي إليها.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..