طباعة
sada-elarab.com/735113
تقرير بسيط ومختصر إلا أنه صادم فيما حواه من أرقام ومعلومات. هذا ما شاهدته في مقطع لأحد المواقع، حيث رصد التقرير ما يأكله البشر من لحوم في سنة واحدة، قائلاً إن كل ما يمشي ويطير ويزحف ويسبح هو هدف لوجبة للإنسان ضمن 150 ملياراً من الكائنات الحية التي يستهلكها البشر سنوياً بوزن حوالي 350 مليون طن من اللحوم.
ويرصد التقرير الاستهلاك البشري لأعداد الحيوانات وأنواعها، حيث يتم القضاء على 83 ألف تمساح و3 ملايين جمل و3.5 مليون حمار «أعزكم الله» و5 ملايين حصان و25 مليون كلب و300 مليون بقرة و480 مليوناً من الماعز و656 مليون ديك رومي و880 مليون من القباقب وما يسمى سرطان البحر، و1.1 مليار خروف و1.3 مليار أرنب وقارض، و1.5 مليار خنزير، وملياري سبيط وأخطبوط، و5 مليارات بطة وإوزة و15 ملياراً من ثمار البحر والقشريات و40 ملياراً من الأسماك المختلفة و75 مليار دجاجة، بواقع 140 ألف دجاجة يستهلكها العالم في الدقيقة الواحدة، وهناك 900 ألف بقرة تذبح يومياً لإطعام بني الإنسان.
رجعت بسرعة إلى تعداد البشر الحالي فوجدتهم قد تجاوزوا 8 مليارات نسمة، والفارق بين مواليد هذا العام (82.6 مليون) والوفيات (39 مليوناً) فوجدت أن الفارق يناهز الضعف بين الداخلين والخارجين بنمو سكاني يتجاوز 43 مليوناً لهذه السنة.
أعلم أن الأرقام كبيرة وقد ملأت المقال، إلا أن الاستنتاج النهائي لهذه الإحصائيات هو أن متوسط ما يأكله الإنسان في السنة من اللحوم لا يتجاوز 44 كيلوغراماً، أي بمعدل 120 غراماً في اليوم الواحد، وهنا نكتشف أن الأمر منطقي، حتى لو تم تحييد الرضع ومناطق المجاعات، فسنجد أن المتوسط قد لا يتجاوز 150 غراماً.
هنا تبرز مشكلة التقارير القصيرة وغير المستفيضة والتي لا تتطرق إلى معاني الأرقام، فكان التقرير باهراً، إلا أنه في حقيقته واقع يعيشه البشر؛ لأن تعدادهم كبير ويحتاجون إلى أن يأكلوا ويستخدموا كل ما سخره الله للإنسان في الأرض، فيتبوأوا منها حيث يشاؤون.
القضية التي كنت أتمنى أن يطرحها هذا التقرير هو رصد عدد بني البشر الذين يعيشون مجاعات، وأن يدمج مقارنة ما بين بشر العالم الثالث والملأ من العالم الأول، وأنا ألتمس لهم العذر في هذا، لأن الحسبة سيتداخل فيها متوسطو الدخل والفوارق بين الطبقات، وسيستحيل الأمر على الباحث.
وعندما وصلت إلى هذه المرحلة عدت إلى البحرين لأجد أن الله قد أنعم علينا بالخير الكثير ورزقنا قيادة رشيدة تسعى دائماً لتوفير احتياجات الناس برفاهية «فوق المعقولة»، وتعمل في الوقت ذاته على استدامة موارد الدولة للأجيال القادمة، فلا تسرف ولا تقتر، وكان بين ذلك قواماً.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية