طباعة
sada-elarab.com/732128
مقالي اليوم عنوانه هو البداية الحقيقية للتنمية داخل محافظة الفيوم تلك المحافظة مترامية الأطراف التي لم تحظي كباقي محافظات الصعيد بالتواجد على حافة النهر وبالرغم من كل هذا شكلت الحضارات على أرضها مكانه جعلتها الأفضل على مر العصور.
وبالرغم مما تملك الفيوم من مقومات زراعية وسياحية وساحلية لكنها ظلت لعقود تعاني من سوي التخطيط وإنعدام الإقتصاد المدروس والهادف لتنمية الإقليم تنمية حقيقية تليق بمكانتها بين محافظات الجمهورية.
وقد برهن على هذا جميع الملوك الذين حكموا من الفيوم وجعلوا منها الواحة الخضراء النابضة بالخيرات ، حيث قام الملك امنحمات الثالث بتشييد اول سد بالتاريخ على أرض الفيوم وذلك لإستخدام مياه الفيضان للزارعة حين يعم الجفاف بها مما يؤكد على وعي وقدرة المصري القديم في تقديم اول سياسة لنظم الري والزراعة الحديثة بالعالم كانت من هنا من الفيوم.
كما ساهم وجود الرومان واليونانيين بالفيوم على تواجد حضارة على ضفاف بحيرة قارون ومدن شيدوها لصناعتهم وتجارتهم مثل مدينة دميه السباع وقصر الصاغة وقصر قارون والذي شيد لعبادة الإلة سوبك حيث كان التماسيح تعيش بالبحيرة حتي بناء السد العالي.
للفيوم خصائص وطباع تحتاج من يساعد في تنميتها التنمية الحقيقية من زراعة وسياحة وصيد ، والأهم بين الثلاثة الأن هي حرفة الصيد وإعادتها لسابق عهدها ، فبعودتها يعود معها كل شئ ، تمتلك الفيوم ارث مائي يقدر بأكثر من مائة الف فدان من البحيرات علاوة على المزارع السمكية المتواجدة على اطراف البحيرات ، يمكنها ان تساعد في توفير انواع متعددة من الأسماك كما ستساعد أبنائها على العيش الكريم من خلال العمل بحرفتهم المفضلة صيد الأسماك ، كما يترتب على ماسبق إعادة الطيور المهاجرة الي أماكنها ، فقد هرب كل صائدي الأسماك للعمل بالبحيرات المجاورة منهم من يعمل ببحيرة ناصر بأسوان ومنهم من يعمل بمنطقة خليج السويس والإسماعيلية بعدما أصبحت بحيرة قارون خاوية من الأسماك لا تحتوي إلا على مياه راكده تشبه المستنقعات القديمة تعاني من اثار التلوث الذي حل عليها من الزراعات والمناطق السكنية المجاورة.
وحتي نعيد للفيوم مكانتها وعهدها القديم يجب على الإدارة العاملة بها وعلى رأسها المحافظ الدكتور احمد الأنصاري ونائبه الدكتور محمد التوني وجميع العاملين بالمحافظة العمل الجاد لإعادة البحيرة لسابق عهدها.
ولن يتحقق هذا إلا من خلال القضاء علي التلوث والعمل على إعادتها بحيرة منتجة يكفي إنتاجها من الأسماك ابنائها وابناء المحافظات المجاورة ، كما سيساعد إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها على جذب الإستثمار الخارجي والداخلي من خلال إنشاء مناطق سياحية شمال وغرب البحيرة لما تتمتع تلك المناطق بعدة مميزات اولها القرب من القاهرة والأمر الثاني انها محميات طبيعبة نادرة تأتي اليها الطيور المهاجرة بالشتاء من كل بقاع العالم للإستمتاع بجوها المعتدل طوال فصل الشتاء.
كما سيساعد عودة العمل ببحيرة قارون على إنتشار المصانع ذات الصله والعاملة تغليف الأسماك وتعبئتها مما يوفر فرص عمل لقطاع كبير من ابناء الفيوم.
عودة بحيرة قارون للعمل من جديد هي البداية الحقيقية سترتب عليها عودة الحياة لقطاعات عده ومتنوعه بالسياحة ومشتقاتها وبعودتها للعمل ستتبوأ الفيوم مكانه تليق بها بين محافظات الجمهورية وتعود لها وجهتها السياحية المعروفة بها منذ زمن طويل ،