طباعة
sada-elarab.com/730128
في هذه الحياة نتعرض جميعًا لمواقف وتقلبات قد تكون بسيطة أو عميقة، تترك بصماتها علينا لفترة من الزمن ، ولكن بينما نواجه هذه التحديات تظل بعض الأمور ثابتة في وجداننا وقيمنا، واحدة من تلك الثوابت هي الوطن، إن مصر بأصالتها وتاريخها العريق هي أحد هذه الثوابت التي لا تُقدّر بثمن.
في حياتنا، نواجه مواقف صعبة وتحديات يومية تترك بصماتها علينا، ربما نجد أنفسنا في بعض الأوقات محاطين بظلام دامس نتيجة لانقطاع الكهرباء، أو نتألم من الجوع حين نفقد القدرة على الوصول إلى طعام كافٍ ،هذه التحديات رغم قسوتها تظل مؤقتة، النور يعود حتماً، وسنجد طرقًا لملء بطوننا مجددًا ،هذه هي دورة الحياة مليئة بالاختبارات واللحظات الصعبة لكنها دائمًا تحمل في طياتها الأمل والقدرة على التغيير نحو الأفضل.
الصحة أيضًا ليست دائمًا في متناول أيدينا قد نصاب بمرض أو نتعرض لحادث يؤثر على قدرتنا على الحركة والقيام بمهامنا اليومية ومع ذلك بفضل الله، تتاح لنا فرصة التعافي والعودة إلى حال أفضل مما كنا عليه الصحة هي نعمة وعندما نفقدها ندرك قيمتها ونتعلم تقدير كل لحظة في حياتنا.
لكن ماذا عن الوطن؟ إذا فقدنا الوطن، فإن هذا الفقد لا يمكن تعويضه ،مصر ليست مجرد أرض أو حدود جغرافية؛ هي تاريخ، حضارة، ثقافة، وهوية،وهي مهد البشرية ونبع الحضارات الإنسانية، الحفاظ على الوطن هو حفاظ على ذاتنا وكياننا.
بينما كنت أفكر في هذه الأفكار تذكرت مشاهد من الأخبار حيث رأيت أهل غزة يقفون بشجاعة في وجه المحن ،في غزة يعيش الناس تحت حصار دائم ومع ذلك، يستمرون في الحياة بكرامة وصمود، ترى الأطفال يلعبون في شوارع مليئة بالركام، والشباب يتحدون الدبابات بالحجارة والنساء يواصلن بناء أسرهن بصلابة وعزيمة لا تتزعزع.
في غزة لا يمر يوم دون أن يكون هناك شهيد يسقط من أجل أن يبقى الوطن، هؤلاء الأبطال الصغار والكبار يعرفون أن الحفاظ على وطنهم يتطلب تضحيات عظيمة كل قطرة دم تروي أرضهم وكل لحظة ألم يعيشونها هي جزء من معركة أكبر للحفاظ على الهوية والكرامة.
إن رؤية تضحيات أهل غزة تجعلني أدرك أن مصر الوطن الأبدي تحتاج إلى تضافر جهودنا جميعًا لحمايتها والحفاظ على مجدها يجب أن ندرك أن التحديات التي نواجهها مهما كانت صعبة هي جزء من رحلة مشتركة ،يجب علينا أن نبقى متكاتفين، نعمل معًا ونعزز حبنا وولاءنا لوطننا فلا شيء يضاهي قيمة الوطن، ولا يمكن أن نسمح لأي شيء بأن يهدد سلامته واستقراره.
في الختام، نحن نعيش في عالم مليء بالتغيرات والمخاطر، لكن بينما نمر عبر هذه التحديات، يجب أن نذكر أنفسنا دائمًا بأن مصر هي الوطن الذي لا يمكن تعويضه ،هي ركيزتنا، هويتنا، وجوهر وجودنا فلنحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة وإيمان.