عربي وعالمي
الخدمات اللوجستية والإرث: مخطط المملكة العربية السعودية لنجاح الفعاليات العالمية
الثلاثاء 02/يوليو/2024 - 09:24 ص
طباعة
sada-elarab.com/730058
تسعى استراتيجية رؤية السعودية 2030، مخطط المملكة الأساسي للتنويع الاقتصادي والنجاح، لتحويلها إلى مركز عالمي للتجارة والسياحة. ومن ضمن هذه الرؤية، تضع المملكة الأسس للنمو الاقتصادي المستدام من خلال فرض نفسها كوجهة رئيسية للفعاليات الرياضية والتجارية رفيعة المستوى، مدعومة بقدرات لوجستية عالمية المستوى.
وبعد فوز المملكة العربية السعودية باستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034، فإنها تستعد الآن لاستقبال ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم لحضور فعاليتين ضخمتين من شأنهما دعم رؤيتها لاقتصاد ديناميكي ومزدهر. والواقع أن تدفق السياح لحضور مباريات كأس العالم وغيرها من الأحداث الدولية لن يعزز فقط الاقتصاد المحلي على المدى القصير، وإنما سيوفر أيضاً فرص عمل حيوية ويدعم تطوير البنية التحتية لدعم نجاح المملكة على المدى الطويل.
ومن المتوقع أن تحقق فعاليات مثل كأس العالم لكرة القدم 2034 ومعرض إكسبو العالمي 2030 انتعاشاً بمليارات الدولارات في الاقتصاد السعودي. فعلى سبيل المثال، ساهمت بطولات كأس العالم السابقة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للدول المضيفة بشكل كبير، حيث أضافت بطولة كأس العالم 2022 في قطر ما يقارب 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وسيؤدي تدفق الزوار الدوليين إلى تحفيز العديد من القطاعات، بما في ذلك الضيافة وتجارة التجزئة والنقل، مما سيولد الآلاف من فرص العمل، ويعزز التنويع الاقتصادي.
تطوير البنية التحتية لفعاليات عالمية المستوى
لاستضافة هذه الفعاليات الضخمة، يجب على المملكة العربية السعودية تطوير مرافق فعاليات عالمية المستوى مدعومة بشبكات نقل قوية، وأماكن إقامة واسعة، وبنية تحتية ذات صلة لضمان تجربة سلسة وآمنة للزائرين. وسوف تكون القدرات اللوجستية المتقدمة أمراً ضرورياً ليس فقط لضمان التحرك السلس للسلع والخدمات والأشخاص خلال الفعاليات نفسها، وإنما أيضاً لبناء البنية التحتية وجميع المرافق الضرورية.
ترتقي المملكة العربية السعودية إلى مستوى التحدي من خلال الإكمال السريع لمشاريع مثل "ملعب المملكة"، وهو ملعب رياضي يتسع لـ 300 ألف متفرج في الرياض، والذي تم بناؤه خلال 180 يوماً فقط. كما تقوم المملكة بتطوير ملاعب في مشاريعها الضخمة، بما في ذلك ملعب الأمير محمد بن سلمان في القدية، وهو مشروع سيضم العديد من المتنزهات الترفيهية ومراكز الترفيه والمرافق الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، تخطط المملكة لتطوير مرافق رياضية في نيوم، المدينة الذكية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار والتي ستمتدّ على مساحة 10,000 ميل مربع.
يتطلب حجم هذه المشاريع العملاقة تخطيطاً وتنسيقاً دقيقين بين مختلف العناصر اللوجستية. ويشمل ذلك كل شيء، بدءاً من نقل مواد البناء إلى إدارة سلاسل التوريد المعقدة. ويتوجب على الشبكة اللوجستية التعامل بكفاءة مع تدفق المواد والآلات والقوى العاملة، لضمان عمليات تسليم صحيحة وفي الوقت المناسب للمحافظة على الجداول الزمنية للمشروع والميزانيات مع الحد الأدنى من فترات التوقف. وتُظهر هذه التطورات، التي ترمز إلى التقدم السريع للمملكة، قدرتها على التعامل بكفاءة وفعالية مع المشاريع الضخمة، مما يسلط الضوء على التميز اللوجستي في المملكة العربية السعودية.
قدرات لوجستية عالمية المستوى
تعتبر البنية التحتية اللوجستية في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك المطارات والموانئ وشبكات الطرق المتقدمة، أمراً بالغ الأهمية لنجاح هذه الفعاليات الضخمة. واليوم، تتمتع المملكة بمرافق عالمية المستوى، بما في ذلك أكبر مطار في العالم – مطار الملك فهد الدولي في الدمام، الذي يبعد 250 ميلاً شمال شرق الرياض، وميناء الملك عبد الله، أحد أسرع الموانئ نمواً في العالم مع موقع استراتيجي على البحر الأحمر، والذي يلعب دوراً حاسماً في التجارة البحرية العالمية. كما يسلّط مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي الضوء على كفاءة المملكة العربية السعودية في الجمارك والبنية التحتية والشحنات الدولية.
وتأتي شبكة الطرق الواسعة في المملكة العربية السعودية لتكملة قدراتها الجوية والبحرية، والتي تعدّ ضرورية للتواصل السلس داخل البلاد ومع الأسواق المجاورة. وتفتخر المملكة بوجود أكثر من 200 ألف كيلومتر من الطرق، التي تربط بين المدن الكبرى وتوفر الوصول إلى السكك الحديدية والموانئ والمطارات. كما تواصل المملكة الاستثمار في شبكات السكك الحديدية، مع خطط لتوسيع شبكتها الحالية التي يبلغ طولها 3,650 كيلومترًا بإضافة 8,000 كيلومتر لربط موانئ البحر الأحمر والخليج العربي.
لقد ساهمت شبكات النقل المتطورة في المملكة في جعل المملكة العربية السعودية لاعباً رئيسياً في مجال الخدمات اللوجستية العالمية، ودعم التجارة المحلية والدولية المتنامية. وقد استفادت الشركات الفاعلة في مجال الخدمات اللوجستية مثل "ايجكس للخدمات اللوجستية" من هذا النمو، حيث قامت بتوسيع شبكاتها وقدراتها لإدارة سلاسل التوريد المعقدة وتقديم حلول لوجستية فعالة. وعلى سبيل المثال، تؤكد مشاركة "ايجكس" في التوزيع الرئيسي للتجارة الإلكترونية والحلول الصناعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط على قدرتها في التعامل مع المتطلبات اللوجستية الضخمة. وتجعل هذه التجربة من شركة "ايجكس" شريكاً مهماً في ضمان التنفيذ السلس للفعاليات الضخمة في المملكة العربية السعودية، مثل معرض إكسبو العالمي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034.
خلق إرث دائم
إن استثمار المملكة العربية السعودية في الخدمات اللوجستية يتجاوز الفوائد المباشرة، حيث يهدف إلى خلق إرث اقتصادي دائم. فبناء الملاعب ومشاريع البنية التحتية الحديثة لا يظهر فقط قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع تطوير ضخمة بكفاءة، وإنما يعزز أيضاً سمعتها العالمية. ومن شأن الخبرة اللوجستية التي يتم تطويرها من خلال هذه المشاريع أن تجتذب الفعاليات المستقبلية وفرص الأعمال، مما يعزز دورة النمو والابتكار.
علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية التي تم تطويرها لهذه الفعاليات الضخمة ستكون لها فوائد طويلة المدى. فشبكات النقل المحسنة، على سبيل المثال، ستجعل حركة الأشخاص والبضائع أكثر سهولة وكفاءة في جميع أنحاء المملكة. ومن شأن هذه البنية التحتية المحسنة أن تجتذب المزيد من السياح والمستثمرين، مما يعزز الاقتصاد بشكل أكبر. كما أن خلق فرص العمل خلال مرحلتيّ الإنشاء والتشغيل لهذه المشاريع سيحفز مختلف القطاعات ويساهم في التنويع الاقتصادي. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، يمكن لتحسين البنية التحتية أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة تصل إلى 1.5% على المدى الطويل، مما يشير إلى مكاسب محتملة كبيرة للمملكة العربية السعودية.
المملكة العربية السعودية مركز عالمي
تبرز المملكة العربية السعودية بسرعة كمركز عالمي، مدفوعة بالقيادة الحكيمة والمشاريع الطموحة. ويعتبر استثمار المملكة في البنية التحتية اللوجستية المتقدمة أمراً حاسماً لضمان نجاح الفعاليات العالمية الكبرى، مثل معرض إكسبو العالمي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034.
ومع استمرار المملكة العربية السعودية في بناء إرثها، ستظل الخدمات اللوجستية محورية في رحلتها، حيث تُظهر قدرة المملكة على استضافة العالم والقيادة على المسرح العالمي. وتعتبر الكفاءة اللوجستية أمراً أساسياً لدعم الفعاليات وكذلك لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مما يجعل السعودية وجهة رئيسية للسياح والمستثمرين العالميين.
ومن خلال الاستفادة من خبرتها اللوجستية، لا تستعد المملكة العربية السعودية للمستقبل فحسب، وإنما تعمل أيضاً على صياغته بنشاط، وتحويل رؤية 2030 إلى واقع نابض بالحياة.
بقلم خالد الدوسري، رئيس الخدمات المشتركة في شركة ايجكس للخدمات اللوجستية
خالد الدوسري هو الرئيس الديناميكي للخدمات المشتركة في شركة ايجكس للخدمات اللوجستية. وهو مواطن سعودي حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال مع خبرة لأكثر من 14 عاماً في سياسات وإجراءات وممارسات الموارد البشرية، يعتبر خالد عنصراً رئيسياً في جهود "ايجكس" لدعم الشباب السعودي من خلال التدريب على المهارات والتطوير.
لمحة عن شركة ايجكس للخدمات اللوجستية
تأسست ايجكس للخدمات اللوجستية عام 2021، وهي شركة خبيرة في مجال النقل والخدمات اللوجستية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومتخصصة في توزيع التجارة الإلكترونية والحلول الصناعية في الشرق الأوسط. تتواجد شركة ايجكس في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والولايات المتحدة الأميركية، وتركيا وجنوب أفريقيا والصين. ومع شبكة تضمّ أكثر من 60 منشأة لوجستية، تقدم ايجكس مجموعة كاملة من الحلول المخصصة للعملاء تراوح بين التوزيع السريع، وحلول التجارة الإلكترونية، والشحن البري والبحري والجوي، وخدمات المستودعات، وسلسلة التبريد وحلول الرعاية الصحية.
ايجكس هي شراكة بين مجموعة عجلان وإخوانه القابضة، مجموعة شركات قابضة استثمارية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، وشركة إس إف إكسبرس، شركة النقل والخدمات اللوجستية الرائدة في الصين.