طباعة
sada-elarab.com/729857
في مشهد عفوي يمتلئ بالبهجة، احتفلت سمر عنتر طالبة جامعة أسيوط بتخرجها مع زملائها كأي شابة في مقتبل حياتها، عبرت سمر عن فرحتها بحركات بسيطة على أنغام الموسيقى خلال حفل التخرج، هذه اللحظة التي كانت تعبّر فيها عن انتصارها الدراسي ونهاية فصل مهم من حياتها تحولت بسرعة إلى محور جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
انتشر الفيديو الخاص بها على الفيس بوك وسرعان ما أصبح "ترند"، لكنه لم يُستقبل بالطريقة التي كانت تتوقعها ،بدلاً من التهاني والمباركات انهالت عليها تعليقات منتقدة وساخرة، وكأنها ارتكبت فعلاً مشيناً، العديد من هذه التعليقات لم تكتفِ بالنقد بل تضمنت ألفاظاً مبتذلة وانتقادات لاذعة متجاهلة أن سمر كانت فقط تعبر عن فرحتها بطريقة طبيعية وغير مثيرة.
من المؤسف أن يصبح الفرح البسيط مبرراً للحكم القاسي في مجتمع يعترف بالرقص "كفن" و يحتفي به في المناسبات المختلفة، فنجد أن بعض الأفراد لا يزالون يستخدمون معايير مزدوجة في الحكم على الآخرين ،إن تعبير سمر عن فرحتها لم يكن إلا جزءاً من احتفالها بنجاحها الأكاديمي، مثلها مثل الكثيرين الذين يعبّرون عن سعادتهم بطرق مختلفة ،لقد كانت ترتدي ملابس محترمة، وحركاتها في الفيديو كانت خالية من أي إثارة أو تجاوز للحدود،ومع ذلك طالتها الألسن الجارحة ووصفتها بعبارات قاسية، كأنها نسيت أن الفرح حقٌ لكل إنسان.
سمر عنتر كأي فتاة شابة كانت تطمح في أن يكون يوم تخرجها مليئاً بالسعادة والاحتفال، كانت تتوقع أن تنشر الصور والفيديوهات لتشاركها مع الأصدقاء والعائلة لتخلد ذكرى هذا اليوم المميز، لكن بدلاً من ذلك وجدت نفسها محاصرة بنقد لاذع واتهامات جائرة ليس فقط من أشخاص مجهولين بل من مجتمع كان يفترض به أن يحتفي معها بإنجازها.
هذه الواقعة تذكرنا بحديث المسيح الشهير: "من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها أولاً بحجر". نحن جميعاً نخطئ ونملك عيوباً وما من أحد منا معصوم عن الزلل.
لذا، بدلاً من الحكم على الآخرين وانتقادهم، فلنحاول أن نتذكر أن كل منا لديه حق في التعبير عن سعادته بطريقته الخاصة.
وفي خضم هذا الزخم من التعليقات السلبية برزت أيضاً أصوات داعمة لسمر، مدافعة عن حقها في الاحتفال بطريقتها الخاصة دون أن تكون عرضة للانتقاد الجارح، هذه الأصوات تعكس جانباً من المجتمع يدرك أهمية التشجيع والتضامن، ويعي أن الفرحة ليست جريمة.
إن حادثة سمر تفتح باب النقاش حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا الشخصية، وكيف يمكن أن تصبح أداة لتمزيق الفرحة بدلاً من تعزيزها ،علينا أن نتذكر دائماً أن الكلمات لها قوة ويمكن أن تكون إما وسيلة لبناء الآخرين أو لهدمهم.
فى الختام أقول لنا جميعاً "أمسك عليك لسانك، وقل خيراً أو اصمت".