طباعة
sada-elarab.com/725979
كمواطن في بلدي مملكة البحرين وكمواطن عربي أنتمي إلى أمتي العربية أقول وبصدق وأمانة شكرًا بوسلمان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم على استضافة مؤتمر القمة العربي في دورته الثالثة والثلاثين في مملكة البحرين، وشكرًا لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية المشاركين في قمة البحرين برئاسة جلالة ملك مملكة البحرين تأكيدًا على ما يجمع بين الدول العربية من أواصر الأخوة والتاريخ والمصير المشترك، تجمعنا جامعة الدول العربية التي نفخر بتأسيسها من قبل القيادات السياسية التي تبنت هذا المشروع الوطني برؤية ثاقبة تنشد الخير للأمة وتضع ضمن دستورها مصلحة بلادنا العربية في مقدمة التوجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي والإنساني.
وشكرًا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة في أمينها العام السيد أحمد أبوالغيط وجميع الأمناء المساعدين والمنتسبين إلى إدارة هذه المؤسسة العريقة ومع ممثلي الدول العربية الأعضاء الذين لا يدخرون وسعًا من أجل تطوير وإغناء العمل العربي المشترك.
وشكرًا للمواطنين العرب الذين يأملون من جامعتهم أن تحقق الأهداف المبتغاة بما يحفظ أمننا ويصون حقوقنا ونتكاتف من أجل خلق الظروف التي تدعم توجهاتنا السياسية ومصالحنا الاقتصادية والتنموية، متطلعين دومًا إلى خلق الظروف والمناسبات التي تقوي أواصر المحبة بيننا، والتأكيد على أهمية الانعقاد الدوري للقمم العربية في مختلف أقطارنا العربية، بحيث تتاح الفرصة للمواطنين العرب في أقطارنا التعرف على بعضنا وإمكاناتنا وضرورة الدعم والمؤازرة لكل ما يحقق الأمن والأمان ويصون حقوقنا على المستوى الإقليمي والدولي.
شكرًا للموطنين العرب الذين يتابعون بشكل واعٍ نتائج هذه القمم التي تقام سنويًا وينتظرون بفارغ الصبر نتائج ما تسفر عنه هذه القمم من قرارات وخطوات عملية لدعم توجهات الأمة، والحرص على أن يكون لكل دولة من دولنا نصيب وثمار هذه القمم بما يحفظ أمننا ومقومات حياتنا.
قمة البحرين ومن خلال إعلان البحرين أكد القادة العرب إدانتهم بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني والانتهاكات الإسرائيلية غير المسبوقة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بما في ذلك استهداف المدنيين والمنشآت المدنية واستخدام سلاح الحصار والتجويع ومحاولات التهجير القسري، وما نتج عنها من قتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، وكون قضية فلسطين هي القضية الأولى لدى أعضاء الجامعة فكان من الطبيعي أن تلقى هذا الاهتمام من القادة في المداولات والمناقشات على مستوى المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية وعلى المستوى الوزاري وأن ترفع إلى القمة العربية لإقرارها من قادة أمتنا العربية.
نعم قمة البحرين نجحت لتكاتف الجهود والإيمان بقدرة أمتنا العربية على الاهتمام بقضاياها العادلة والتكاتف من أجل خلق الظروف الملائمة لوحدتنا وتكاتفنا ورعاية مصالحنا ودورنا الإيجابي الفاعل والمأمول في مشاركتنا بمداولات الأمم المتحدة واجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وكل المنظمات والهيئات الدولية في مختلف تخصصاتها.
نعم سعدت مملكة البحرين بهذا التواجد العربي وكانت دعوة صاحب الجلالة الملك المعظم لإخوانه القادة العرب مبنية عن قناعة راسخة بأن الأمة لا زالت بخير، وتكاتفنا ووحدتنا ومناقشة قضايانا بكل إخلاص وتفان وشفافية من شأنه أن يضعنا في وضع تحمل المسؤولية المناطة بنا، أخذت القضايا المطروحة نصيبها من الدراسة والاهتمام، مما يفرض علينا واجب المتابعة لتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه وهي مسؤولية تتحملها ترويكا القمة بالإضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وهذا ما عهدناه في القمم العربية السابقة.
كانت وما زالت مملكة البحرين وقيادتها مؤمنة بأمتها العربية ساعية إلى اللحمة والتكاتف والتعاون لما فيه الخير لشعوبنا العربية، وكذلك الخير للأمم التي تشاركنا بصدق في التوجهات الإنسانية وضمان الحقوق والواجبات، والسعي لنصرة القضايا العادلة مع الحرص على الانفتاح الحضاري والتسامح وحوار الحضارات بوعي وإدراك حقيقي لأهمية العيش المشترك بأمن وأمان.
ومما جاء في كلمة جلالة الملك المعظم في افتتاح القمة تشخيص دقيق لواقع الأمة العربية، وحملت بين طياتها رؤية حكيمة لكيفية التعامل العربي مع التحديات والأزمات العربية الراهنة بآليات تتناسب مع طبيعة المرحلة وتطورات العصر، إذ اشتملت كلمة جلالته على إدراك واضح وعميق للمخاطر التي تحيط بالأمة من حروب ومآسي، وكيف أنها تشكل تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا للدول العربية وتمس هويتها وأمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما يحتاج لمزيدٍ من التمسك بمنظومة العمل العربي المشترك والتضامن وأن تكون بوصلة العمل متجهة إلى تحقيق مزيد من التنمية ومواكبة تطورات العصر حتى تستطيع الأمة العربية الحفاظ على مكانتها كقوة حضارية مؤثرة في صناعة القرار الدولي.
كان أبناء بلادي مملكة البحرين في مختلف تخصصاتهم وواجباتهم عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وآمنوا برسالة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه وتوجهات جلالته بوحدة هذه الأمة والسهر على مصالحها، بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بأهمية نجاح هذه القمة في دورتها الثالثة والثلاثين قمة البحرين لتحقيق آمال وتطلعات أمتنا العربية، مع التقدير للدور الذي قامت به قمة جدة بالمملكة العربية السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والدور الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، متطلعين إلى القمة الرابعة والثلاثين التي ستقام في جمهورية العراق الشقيق.
إن استمرارية انعقاد القمة العربية لها أهميتها ومكانتها، فالجهود التي تبذل من كل الدول الأعضاء دليل على الإيمان بوحدة الهدف والمصير المشترك، والعمل بكل إخلاص من أجل الخروج بنتائج إيجابية يعود مردودها خيرًا على أوطاننا وشعوبنا.
حفظ الله مملكة البحرين وأمتنا العربية ووفقها لبلوغ أهدافها في ظل وحدة الكلمة ورص الصفوف والحفاظ على الثوابت الوطنية الراسخة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..