طباعة
sada-elarab.com/725823
إن تاريخ العلاقات الكويتية الروسية يعود الى أوائل الستينات من القرن الماضي. وعودة بسيطة ومختصرة لبدايات تلك العلاقات نقول بأن دولة الكويت كانت وبلا فخر أول صديق لـــروسيا بمنطقة الخليج العربي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود التوزان المنطقي في العلاقات المتبادلة بين الدول وأساساً لمبدأ الاحترام المتبادل للبلدين ويؤسس لعلاقات واقعية وحقيقية جادة تتقاطع فيها المصالح المشتركة المنطقية والعلاقات بين الدول التي تحترم بعضها البعض. وهو مبدأ مهم لنجاح أي علاقة بين دول المجتمع الدولي وتحكمها التبادلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المجالات. فتلك العلاقات تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للبلدين وتخدم المستقبل المشترك. ومن ناحية أخرى نقول بأن العلاقات بين روسيا والكويت لها اتجاه مهم. فهي من ناحية تعزز مستقبل عقد الاتفاقيات بينهما وتشكل جانباً مهماً يتمثل في مساهمة روسيا في دعم مسيرة الكويت على اكثر من صعيد. وفي هذا الصدد لعلنا نشير هنا الى صدور المرسوم المشترك بين البلدين والمتعلق بالموافقة على اتفاقية بين حكومتي الكويت وروسيا الاتحادية بشأن التعاون العسكري الفني، الموقّعة بتاريخ 3 يوليو 2023 في موسكو، والمتعلقة برغبة الطرفين في التعاون بمجال شراء وتوريد معدات التسليح والدفاع والخدمات المساندة، إضافة إلى صيانة وتحديث المعدات العسكرية الروسية والمنظومة المملوكة حاليا لحكومة دولة الكويت والخدمات المتعلقة بإقامتها. والتي تشمل مجالات التعاون على الصعيد التسليح وأيضاً في مجال التعاون في تطوير البحث العلمي وتصنيع المنتجات وتدريب الموظفين في المؤسسات التعليمية. وهو أمر مهم جداً لدولة الكويت بالدرجة الأولى للاستفادة من الخبرات الروسية ذات العلاقة. وضمن السياق ذاته فإننا وكمراقبين للعلاقات المشتركة بين روسيا والكويت لابد لنا من الإشادة بتوجه دولة الكويت وقبل سنوات ماضية نحو عدم الاعتماد على جهة واحدة وانما التوسع شرقاً بالإضافة للتوسع غرباً. وعدم الاعتماد على مصدر واحد في أي مصالح مشتركة. وهو مايضيف بعداً مهماً على صعيد السياسة الكويتية المتوازنة في علاقاتها مع الدول في العالم. وهي سياسة استراتيجية أثبتت فعالياتها على مدى عقود ماضية ونجحت خلالها دولة الكويت في السير على الطريق الصحيح لدبلوماسيتها التي تتبعها في علاقاتها الخارجية. وأصبحت لها قيمة دولية كبيرة وفرضت احترامها من قبل الدول الأخرى. وأخيراً لابد لنا أيضا من أن نشيد بدور القادة في البلدين من قبل صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، والرئيسي الروسي فلاديمير بوتين. في سعيهما المشترك لتعزيز وتطوير واستدامة علاقاتهما المستقبلية. وأيضا نشيد بدور السفير الروسي في دولة الكويت معالي السيد فلاديمير جيلتوف، ذلك الدور الذي يسهم في إثراء العلاقة بين روسيا والكويت. والله الموفق.