طباعة
sada-elarab.com/723420
بعد أن عانى سوق السيارات المصرى على مدار العامين الماضيين من العديد من التداعيات الإقتصادية والمالية الصعبة وهو ما أثر على مستوى إيجابية أعماله بشدة لدرجة أن حجم مبيعات السوق قد وصل إلى ربع ما كان عليه قبل مارس 2022 ، فقد أصبح من الأهمية بمكان إتباع مجموعة من الحلول والإستراتيجيات العملية للخروج من هذا النفق المظلم الذى يسير فيه هذا السوق.. ولا شك أن عدداً من الشركات العاملة بالسوق قد فطنت إلى الطريق السليم للخروج من تلك الأزمة مع بدءهم فى تغيير المفاهيم القديمة لإدارة أعمالهم ..
فأحد النماذج التى سعت لسد عجز توافر العملات الحرة لأعمالها كانت شركة "نيسان مصر" – وهى تعد شركة يابانية الملكية بالكامل - والتى سعت بقوة إلى عمل العديد من الصفقات التصديرية لعدد من الدول الأفريقية وبعض من دول الخليج لتوفير تلك العملات اللازمة لأعمالها.
ونموذج آخر، تمثل فى مشروع الشراكة الإستراتيجية بين شركة بروتون الماليزية من جانب وتحالف كل من مجموعة عز العرب للسيارات والسويدى للعمل على تصنيع سيارات بروتون فى مصر بهدف سد الطلب المحلى وأسواق التصدير المجاورة ، وهو الأمر نفسه المزمع تنفيذه بين شركة (إكســيد) الصينية ومجموعة شركات ناتكو للسيارات لإنتاج سيارات الشركة من أجل كل من السوق المحلى والتصديرى ، وليس ذلك فقط بالنسبة للسيارات المجهزة بمحركات إحتراق داخلى .. بل وأيضاً للكهربائية منها.
أما أحدث النماذج التى تم أُعلن عنها مؤخراً هو التحالف الإستراتيجى بين مجموعة (لادا) الروسية ومجموعة (GV) الإستثمارية التى تمتلك مشروعها الضخم للتطوير والإستثمار الصناعى المتمثل بـ (مدينة طربول الصناعية)، والتى أعلنت عن رؤيتها التى لا تهتم فقط بمفهوم إنشاء عدد من المصانع لتصنيع الصناعات المغذية للسيارات وبطاريات السيارات الكهربائية ومن ثم مصانع لتصنيع السيارات ، بل والعمل على "تطوير" شراكات مع شركات تجميع السيارات القائمة لتطوير خطوط إنتاجها بهدف تجميع سيارات لادا محلياً فى مصر وتصديرها للخارج بالدرجة الأولى ، وهو ما سيرفع من طاقاتها الإنتاجية شأن مع أعلن عنه رئيس مجموعة (GV) الإستثمارية – شريف حمودة – برؤيتهم لتطوير أعمال مجموعة الأمل للسيارات التى تقوم بتجميع طراز (لادا جرانتا) كأحد النماذج لإستمراريتهم بتجميع هذا الطراز وزيادة أعداد المنتج منه .. فيما سيتم التعاقد مع شركات أخرى لتصنيع طرازات أخرى من (لادا) بالسوق المصرية وبهدف رئيسى للتصدير أيضاً.
ويعبر كان هذا النموذج الصناعى الإستثمارى الجديد عن الرؤية الثاقبة لنمو قطاع صناعة وتجارة السيارات فى مصر بالمرحلة المقبلة والذى سيغير مفاهيم (تجارة السيارات) التقليدية التى إعتاد عليها السوق بالسنوات الماضية ، وبنفس الوقت الإحتذاء بالتجربة المغربية الناجحة بحسب ما صرح السيد/ شريف حمودة.
وعلى الجانب الآخر – وكما ذكرت بهذه الزاوية منذ عدة سنوات – فى ماذا لو شهدنا بعض نماذج للإندماج بين شركات السيارات المصرية شأن العديد من مجموعات السيارات العالمية والتى يأتى بعضها عابرة للحدود وليس داخل دولة واحدة .. مثل رينو- نيسان ، أو مجموعة ستيلانتس ، أو شأن تحالف مجموعة شركات فولكسفاجن .. فماذا لو تخيلنا إبرام تحالف أو شراكة بين مجموعة غبور ومجموعة المنصور للسيارات ، أو تحالفاً بين مجموعة عز العرب ومجموعة أبو غالى موتورز؟ .. أليس ذلك سيكون أفضل للجميع من جانب تقليل النفقات الإستراتيجية لتلك الشركات من جانب وزيادة سبل التعاون التكنولوجى واللوجيستى بينها من جانب آخر؟.
إنها بعضٍ من التصورات والرؤى التى أرى أنها ستمثل قارب النجاة من تلاطمات هذا السوق بالمرحلة المقبلة ، وإلا فإننا سنرى العديد من التغيرات بهيكل سوق السيارات بالسنوات المقبلة وخروج العديد من الشركات منه لعدم قدرتهم على الإستمرار بالمنوال الحالى.