طباعة
sada-elarab.com/721738
لا يمكننا تجاهل الظاهرة المتزايدة للتفاهة التي تنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي. فما هي التفاهة في هذا السياق؟ هي المحتوى الخفيف الذي يفتقد للقيمة الفكرية أو الثقافية، وغالبا ما يكون محتوى محوره الرئيسي الترفيه أو السخرية على حساب الجدية أو العمق ،فتعتمد مواقع التواصل الاجتماعي على التفاعل والانتشار السريع، وغالبا ما يجذب المحتوى الخفيف والتافه عددًا كبيرًا من المتابعين والمشاركات ،ومع ذلك فإن الانغماس المفرط في هذا النوع من المحتوى يمكن أن يؤثر سلبًا على الثقافة العامة للأفراد.
وأصدر المفكر والفيلسوف الكندي، "آلان دونو"، مؤخرا كتابا ملفتا للإنتباه تحت عنوان "نظام التفاهة" يدق من خلاله ناقوس الخطر للعواقب الوخيمة المترتبة عن هذه السيطرة المحكمة للتافهين في كل المواقع ..اه والله فقد حسموا المعركة لصالحهم وفرضوا المحتويات السطحية على عقول الناس، فأصبح المحتوى السطحي على مواقع التواصل الاجتماعي أحيانًا وسيلة للهروب من الضغوطات اليومية والتسلية.
ولكن عندما يصبح الانغماس فيها الهدف الرئيسي للإستخدام، قد يؤدي ذلك إلى تقليل الوعي والتفاعل الاجتماعي الفعال ، وعلى الصعيد الثقافي، يمكن أن تؤثر فى القدرة على استيعاب المعلومات الهامة والمفيدة، وتحول دون اكتساب المعرفة العميقة ، وبالنظر إلى هذه الآثار السلبية، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين ويسعون إلى توازن في استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، والتفاهةَ يجب أن تكون جزءًا صغيرًا من تجربتهم على هذه المنصات، بينما يجب أن يكون الإهتمام بالمحتوى ذو القيمة الفعلية هو الأولوية.
والمحتوى التافه في مواقع التواصل الاجتماعي ليست مشكلة جديدة، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا وانتشارًا مع تزايد عدد المستخدمين وسهولة الوصول إلى المنصات الرقمية،و تعتبر هذه المنصات بيئة مثالية لإنتشاره ، حيث يُفضل الكثيرون المحتوى الذي يمتاز بالسهولة والترفيه على حساب العمق والجدية.
ومن الضروري أن ندرك أن النعيم الحقيقي هو الترفع عن متابعة التافهين.
مقالات وكتاب
تصويت
تابعنا على فيسبوك
تابعنا على تويتر
