حوارات
مدير سياحة الاسكندرية في حوار خاص: مشروع توسعة الكورنيش يضمن سهولة الحركة واستيعاب الضغط على منطقة المنتزة السياحية
الأربعاء 27/مارس/2024 - 11:37 م
طباعة
sada-elarab.com/719713
الإسكندرية تتميز بالسياسة السعرية المتنوعة لخدمة جميع الفئات والشرائح.. ونسب الاشغال الحالية مبشرة بمواسم قادمة واعدة
تطوير الساحل الشمالي سيتيح أنماط جديدة للسياحة مثل سياحة الفضاء والتزلج على الرمال وسياحة اليخوت والسياحة الاستكشافية
التحضير لتنظيم أطول مائدة إفطار لذوي الهمم بالثغر
تشهد محافظة الإسكندرية العديد من أعمال التطوير على نطاقات واسعة وعلى كافة الأصعدة، بداية من تطوير البينية التحية وحتى المناطق الأثرية والسياحية، لإعادة رونق الشباب للمدينة العريقة، بلمسات تعكس عراقة الماضي والتطور التكنولوجي الحديث، ومع اقتراب فصل الربيع، تقوم وزارة السياحة والآثار بإتمام تجهيزاتها واستعداداتها لاستقبال فصل الصيف، يتحدث عن تلك الاستعدادات عبد الوهاب محمد، مدير مكتب وزارة السياحة والآثار بالإسكندرية.
ما هي أبرز الاستعدادات التي تقوم بها الوزارة لاستقبال فصلي الصيف والربيع بالإسكندرية؟
لدينا استعدادات من منتصف شهر رمضان من خلال تكثيف الحملات التفتيشية لتكثيف الرقابة على قطاع المنشآت السياحية الفندقية لضمان اتمام تجهيزاتها لاستقبال فترة الأعياد وفصل الصيف بدون مشكلات، نظرًا لأن خلال فترة الأعياد يحدث ضغط على التسكين بالغرف بفنادق الاسكندرية التي تحتفظ برونقها، كما أن هناك بعض الفنادق التي تتقدم لإقامة حفلات خلال فترة الأعياد.
وبتزامن بدء فصل الربيع خلال شهر مضان وعيد الفطر المبارك ويعقبه فصل الصيف، يشهد شهر رمضان رواج سياحة مؤتمرات وذلك من خلال خطط سياحة مؤتمرات التي تقدم بها عدد من الفنادق بما يعوض الهدوء النسبي خلال فترة رمضان، وستكون سياحة المؤتمرات بتنوعها سواء مؤتمرات طبية أو ثقافية أو خاصة بالتجمعات التي يتميز بها شهر رمضان من صالونات ثقافية وغيرها.
يعقب فترة الأعياد فترة توقف نسبي خلال انعقاد امتحانات نهاية العام بداية من شهر مايو، وخلال فترة الهدوء تلك نبدأ استعداداتنا للتجهيز لاستقبال فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك، وذلك بتكثيف الحملات الرقابية للتفتيش على المنشآت السياحية وعلى قوائم الأسعار، كما أن لدينا تعاون مع جهاز حماية المستهلك والخط الساخن لمجلس الوزراء، بمجرد استقبال شكوى نتحرك جميعا كفريق عمل بالتعاون مع الجهات الرقابية من خلال وزارة السياحة طبقًا لما يكفله القانون، حيث يتم دخول المنشأة السياحية بوجود وزارة السياحة وهو ما يتحقق بالإسكندرية على أكمل وجه.
وما جديد استعدادات هذا العام؟
بالفعل لدينا الجديد، في ظل التعاون مع وجود القيادات الجديدة بالمحافظة سواء مع الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة أو الميناء البحري، قمنا بعقد عدة اجتماعات تنسيقية لاستقبال وصول أول البواخر مرة أخرى ولكن بشكل جديد وبشكل تنسيقي أكبر لضمان ظهور الإسكندرية بالمظهر اللائق.
كما طرحنا أفكار جديدة بعضها قيد التنفيذ قريبًا والبعض الآخر قيد الدراسة، وفي ظل ما هو متوقع من وصول بواخر خلال شهر مارس بالتزامن مع شهر رمضان سنكون على استعداد دائم، كما بدأنا تجهيزاتنا بتكاتف شديد مع كافة الجهات سواء مع النقل البحري أو الاقليمية لتنشيط السياحة أو الهيئة المصرية لتنشيط السياحة، وذلك بهدف تعظيم الاستقبال السياحي.
كما نقوم بالتنسيق لتذليل أي عقبات سواء لشركات السياحة التي تستقبل البواخر أو المرشدين أو القائمين على عملية الاستضافة والتجول داخل وخارج الاسكندرية برحلات اليوم الواحد بالقاهرة.
هل مشروع توسعة الكورنيش سيُحدث تأثير على القطاع السياحي؟
مشروع توسيع الكورنيش هو اختصاص أصيل للمحافظة، ولكن فيما يخص توقعاتنا بالنسبة للقطاع السياحي، بالتأكيد سيُحدث تغيير نظرًا لتسهيل حركة المرور لشرق الإسكندرية، طريق الكورنيش هو أحد ثلاثة شرايين رئيسية تربط المحافظة وهو طريق ابوقير والمحمودية.
وقد كان هناك اختناق مروري بداية من شارع 45 حتى المنتزة، وبالتالي ستقوم التوسيعات بإزالة هذا الاختناق بما يضمن حرية التحرك وتوفير مزيد من اللوجيستيات الحركية للسياحة، واستيعاب الضغط الذي سيحدث على منطقة المنتزة السياحية وفق ما هو مخطط بما يساعد لتسهيل حركة التنقل بشكل آمن.
هل يمكن استغلال فترة توسعة الكورنيش في استجلاب المزيد من السياحة الخارجية مقابل التراجع النسبي لسياحة الشواطئ خلال مرحلة التطوير؟
بالنسبة للشواطئ يسأل في ذلك الادارة المركزية للسياحة والمصايف، وأعتقد أنه هناك خطط بديلة لفتح القطاع الغربي ووسط الاسكندرية مثل منطقة بحري والعجمي والتي ستظل شواطئها مستمرة، وفي ظل التوقعات نأمل أن يكون هناك عدد من الشواطئ التي ستكون قد تم تجهيزها قبل فصل بداية الصيف يساعد على استيعاب رحلات السياحة الداخلية واليوم الواحد، والتي اشتهرت بها الإسكندرية خلال العشرة سنوات الماضية.
كما أننا نستهدف السياحة الداخلية والخارجية في آن واحد، وخلال هذه الفترة نهتم بتعظيم السياحة الخارجية من أجل ضمان تدفق المزيد من العملات الأجنبية خاصة خلال المشروعات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية مثل مشروع رأس الحكمة أو تعمير الساحل الشمالي، كل ذلك سيسهم في تدفق المزيد من العملة الأجنبية، كل ذلك يمثل وسيلة جذب لشركات السياحة لتجتذب أكبر عدد من السياحة الأجنبية خلال هذا التوقيت وخاصة بعد توسعة الكورنيش أيضًا.
الاسكندرية تتميز بعوامل جذب قوية للسياحة الخارجية على مدار العام، لاعتدال المناخ ووجودنا خلال موقع مهم لسياحة الجذور والسياحة التراثية، سواء للجاليات الايطالية أو اليونانية التي عاشت على أرض مصر وخاصة الإسكندرية.
ما هي نسب الاشغال خلال الفترة الحالية؟
نسب الاشغال في معدلاتها الطبيعية ويمكن القول أنها أفضل، مقارنة بفترة كورونا وما اعقبها بحرب روسيا وأوكرانيا، كما أننا لازلنا متأثرين بإخواننا العرب بحرب غزة، إلا أن في ظل القيادة الحكيمة ساعدت في تقليل التأثيرات، وتتراوح نسب الاشغال من 50 إلى 60%، وهذه نسبة معقولة جدًا خلال فترة الشتاء والظروف العالمية التي تمر بكافة البلاد، فنحن أفضل كثيرًا من الدول المجاورة وما تمر به من أحداث ومشكلات سياسية واقتصادية، لذلك اعتبر نسب الاشغال مبشرة بموسم ربيع وموسم صيفي واعد بالتزامن مع الأعياد.
ومازلنا من خلال سياحة المؤتمرات والسياحة الداخلية والسياحة الرياضية بوجود الفرق الرياضية المشاركة في البطولات المقامة غاية في الأهمية ولدينا فنادق كثيرة قائمة على فكرة الدعم والمشاركة بتلك البطولات بأسعار تتناسب مع الظروف الحالية.
ماذا تم بشأن الفنادق غير المقيمة سياحيًا؟
لا يزال الموضوع قيد البحث والدراسة.
في ظل ارتفاع الأسعار.. ما هي رؤية الوزارة بشأن الحد الأدنى للإقامة بالفنادق؟
بالفعل هو مطبق، وفي ظل ارتفاع الاسعار اعتقد وهذا ليس رأيي فقط بل توجه الوزارة أيضا، أن السياسة الناجحة هي السياسة السعرية المرنة، بمعنى أن السوق يحرك نفسه بنفسه، ويستجيب للظروف والمتغيرات الاقتصادية، حاليًا لا يوجد أي شكاوى سواء من سوء الخدمة أو ارتفاع الأسعار، نظرًا لأن الخدمة مرتبطة بالسعر، بل هناك الحد الأدنى من القبول في الشكاوى الطبيعية، ولكن لا يوجد انحرافات في الشكاوى بل في معدلها الطبيعي.
كما أن الإسكندرية تتميز بالتنوع في السياسة السعرية، مما يساعد جميع الميزانيات، ولدينا 41 فندق يخدموا جميع الفئات والشرائح السعرية، ونؤكد بأن جودة الخدمات في جميع الفنادق بمختلف مستوياتها وتقييماتها يقومون بتأدية خدمتهم بنفس الكفاءة، وذلك من خلال تشديد الرقابة عليهم وفي المقابل استجابتهم واحساسهم بالمسئولية.
هل تؤثر زيادة معدلات الاسكان في الساحل الشمالي على الحركة السياحية بالإسكندرية؟
بالتأكيد، لأن حسب التوجهات السياسية وما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في "احتفالية قادرون باختلاف"، أن الساحل الشمالي لن يكون فترة محددة خلال العام بل طوال العام، وهو ما كنا نستهدفه منذ فترة، لان الاستثمارات الموجودة بالساحل الشمالي خسارة أن تكون لمجرد ثلاثة أو أربعة أشهر خلال العام، وبالفعل مع الاستثمارات القادمة، الساحل الشمالي قادم وسيحتل مكانته التي يستحقها، والاسكندرية بتغيراتها المناخية هي أفضل بقعة على وجه الأرض في اعتدال المناخ طوال العام، وهو ليس رأيي فقط بل رأي المتخصصين في المناخ والزائرين من الاجانب، فمصر بشكل عام والاسكندرية بشكل خاص هي عنصر جذب في الشتاء أكثر من الصيف، وهو ما نراهن عليه في كل مرة ونربح الرهان، ففي الصيف والشتاء تحقق نسب السياحة المستهدفة.
وزيادة الاستثمارات في الساحل الشمال سيؤدي لمزيد من تعظيم السياحة الاجنبية الوافدة، وسيحدث ربط مع الساحل الشمالي، كما سيحدث تنمية مستدامة تستكمل معه، وسيكون تطوير الساحل عامل مكمل وليس هادم.
كيف يساهم مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية في دعم ذوي الهمم؟
نبذل كل طاقتنا لدعم ذوي الهمم، وقد قمت بتقديم الدعم اللازم للجمعية المصرية لتنمية ابداعات متحدي الاعاقة، وهي أول جمعية متخصصة في الدمج مع ذوي القدرات الخاصة، وتمثل الدعم سواء في تنظيم الاحتفاليات أو المشاركة من خلال وزارة السياحة، كما أن هناك المزيد من الدعم لا يزال خلال فترة التحضير، مثل تنظيم أطول مائدة إفطار لذوي الهمم بالإسكندرية بالتعاون مع اللواء هشام لطفي، مدير الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة، والنسخة الثانية من الاحتفالية التي تتم في الاسكندرية.
وبالمناسبة قد وجهت لي دعوة كريمة لحضور احتفالية "قادرون باختلاف" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد كانت احتفالية مشرفة للغاية، ونحن بالإسكندرية نهتم بذوي الهمم كمجتمع سكندري وبتوجه رئاسي، وبتحقيق فكرة الدمج معهم والترويج لفكرة قبول المجتمع لهم، كما أننا نستقبل سياحة ذوي الهمم حيث تحضر أسر كثيرة للإسكندرية لديهم أطفال من ذوي الهمم، ووجود وسائل راحة لهم ولأسرهم يساعد على ترويج وتنشيط سياحة ذوي الهمم، وهم فئة مهمة للغاية ومؤثرة في المجتمع، ولديهم قدرات خاصة متميزة عننا.
هل يمكن تلخيص اهتمامات وزارة السياحة في محاور اساسية؟
أهم محور هو فكرة المشاركة لا المغالبة، وهو يلخص جميع المحاور، فجميعنا في المحافظة بدءًا من اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، وجميع القيادات التي يرأسها، كما نقوم نحن كمكتب لوزارة السياحة تحت قيادة الدكتور أحمد عيسى، وزير السياحة والاثار، لدينا جميعا تعاون مشترك ومثمر ما بين جميع الجهات الممثلة والمعنية بالوزارة سواء وزارة السياحة والاثار بشقيها التنشيط والرقابة والهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة بالمحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف، نعمل كفريق عمل متكامل لخدمة القطاع السياحي وأي حدث يتم على أرض الإسكندرية يتم تناوله وتداوله من خلال التعاون المشترك المثمر.
هل يوجد أنواع من السياحة بحاجة للتطوير؟
السياحة خيال، والخيال كل يوم يعطي الجديد، وبالتأكيد من خلال تطوير الخدمات وجودتها لتؤدى بشكل أفضل واستحداث أنماط جديدة من السياحة هو أمر جيد، على سبيل المثال قام الشباب باستحداث أنواع جديدة من السياحة تسمى سياحة تكنولوجيا المعلومات، ووردت إلينا سياحة داخلية أو خارجية تقوم بزيارة الأقسام العلمية في المكتبة للقيام بالأبحاث، كما أن هناك سياحة التأمل ويوجد بعض الشباب مهتم بالقيام بالتخييم في الصحراء سواء في جنوب سيناء أو الواحات أو الصحراء الغربية أو حتى بالإسكندرية بمنطقة الكينج مريوط، لتأمل مخلوقات الطبيعة، وبالطبع يتم ذلك تحت سيطرة الجهات الأمنية المعنية، وهي أنماط لم تكن موجودة.
كما أن الساحل الشمالي سيتيح مثلما وعدنا سيادة رئيس الجمهورية، سيتيح أنماط جديدة من السياحة لم تكن موجودة بالعالم ستكون متاحة على أرض مصر، مثل سياحة الفضاء من خلال صناعة كبسولات بها نظام محاكاة للفضاء على الأرض يماثل العالم الافتراضي، بحيث يتعامل وكأنه صعد إلى الفضاء بمنتهى الأمان، مثل تلك الأفكار والأنماط ستكون متاحة عاجلًا أو آجلًا، فالتطور التكنولوجي اصبح يسمح بذلك.
كما يمكن إدخال أنماط أخرى موجودة بالفعل بمناطق أخرى مثل التزلج على الرمال وهي في الفيوم ويمكن أن تصل إلى الساحل الشمالي، وسياحة اليخوت التي لم يكن من الممكن اتاحتها بالإسكندرية، سيكون تنفيذه في الساحل الشمالي أفضل من حيث تجهيز مراسي اليخوت، والسياحة الاستكشافية وهي رحلات استطلاعية في الصحراء، وتكون تحت اشراف متخصصين وهناك أجهزة تتبع مجانية من الهيئة المصرية للاتصالات تسمح للسائحين للقيام بذلك دون مخاطر، وفي حالة حدوث حالة فقد يتم تحديد الاحداثيات للوصول له، ويقوم السائح بإدخال بياناته الاساسية عند بدء الرحلة بحيث يتم رصد جميع تحركاته، فالتطور التكنولوجي سييسر أنواع من السياحة فيها مخاطرة بمنتهى الاطمئنان.
من وجهة نظرك.. كيف ترى السياحة بالإسكندرية في المستقبل القريب؟
نستطيع القول أن ربنا عز وجل وعدنا أن الانسان إذا اتقن عمله سيكافئه، وذلك ما نقوم به الآن من خلال التكامل والمشاركة، كل ذلك سيؤدي بإذن الله تعالى إلى تعظيم عدد السياحة الواردة والأهم من ذلك الكيف، بأن يكون لدينا سياحة مرضية تستجلب عملة صعبة بدون أضرار سلبية سواء اقتصادية أو اجتماعية، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، لكي نترك للأجيال القادمة ما يسمى بيئة مستدامة يستطيعون التعامل معها، وتعظيم عدد الأماكن السياحية، فقد كانت مشكلتنا أن الاسكندرية تحتمل يوم أو اثنين بالكثير، وبحمد الله لدينا الآن المتحف اليوناني الروماني وهو رائع والتطور أدى إلى تنويع المنتج السياحي، ومكتبة الإسكندرية ومتحف المجوهرات والمسرح اليوناني الروماني ومنطقة عمود السواري ومنطقة متحف الإسكندرية القومي، كما لدينا ميناء بحري يستقبل الزيارات القصيرة للمحافظات المجاورة وبالتالي يزيد من ايرادات السياحية ويعظم القيمة السياحية وهو ما نتجه إليه.
تطوير الساحل الشمالي سيتيح أنماط جديدة للسياحة مثل سياحة الفضاء والتزلج على الرمال وسياحة اليخوت والسياحة الاستكشافية
التحضير لتنظيم أطول مائدة إفطار لذوي الهمم بالثغر
تشهد محافظة الإسكندرية العديد من أعمال التطوير على نطاقات واسعة وعلى كافة الأصعدة، بداية من تطوير البينية التحية وحتى المناطق الأثرية والسياحية، لإعادة رونق الشباب للمدينة العريقة، بلمسات تعكس عراقة الماضي والتطور التكنولوجي الحديث، ومع اقتراب فصل الربيع، تقوم وزارة السياحة والآثار بإتمام تجهيزاتها واستعداداتها لاستقبال فصل الصيف، يتحدث عن تلك الاستعدادات عبد الوهاب محمد، مدير مكتب وزارة السياحة والآثار بالإسكندرية.
ما هي أبرز الاستعدادات التي تقوم بها الوزارة لاستقبال فصلي الصيف والربيع بالإسكندرية؟
لدينا استعدادات من منتصف شهر رمضان من خلال تكثيف الحملات التفتيشية لتكثيف الرقابة على قطاع المنشآت السياحية الفندقية لضمان اتمام تجهيزاتها لاستقبال فترة الأعياد وفصل الصيف بدون مشكلات، نظرًا لأن خلال فترة الأعياد يحدث ضغط على التسكين بالغرف بفنادق الاسكندرية التي تحتفظ برونقها، كما أن هناك بعض الفنادق التي تتقدم لإقامة حفلات خلال فترة الأعياد.
وبتزامن بدء فصل الربيع خلال شهر مضان وعيد الفطر المبارك ويعقبه فصل الصيف، يشهد شهر رمضان رواج سياحة مؤتمرات وذلك من خلال خطط سياحة مؤتمرات التي تقدم بها عدد من الفنادق بما يعوض الهدوء النسبي خلال فترة رمضان، وستكون سياحة المؤتمرات بتنوعها سواء مؤتمرات طبية أو ثقافية أو خاصة بالتجمعات التي يتميز بها شهر رمضان من صالونات ثقافية وغيرها.
يعقب فترة الأعياد فترة توقف نسبي خلال انعقاد امتحانات نهاية العام بداية من شهر مايو، وخلال فترة الهدوء تلك نبدأ استعداداتنا للتجهيز لاستقبال فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك، وذلك بتكثيف الحملات الرقابية للتفتيش على المنشآت السياحية وعلى قوائم الأسعار، كما أن لدينا تعاون مع جهاز حماية المستهلك والخط الساخن لمجلس الوزراء، بمجرد استقبال شكوى نتحرك جميعا كفريق عمل بالتعاون مع الجهات الرقابية من خلال وزارة السياحة طبقًا لما يكفله القانون، حيث يتم دخول المنشأة السياحية بوجود وزارة السياحة وهو ما يتحقق بالإسكندرية على أكمل وجه.
وما جديد استعدادات هذا العام؟
بالفعل لدينا الجديد، في ظل التعاون مع وجود القيادات الجديدة بالمحافظة سواء مع الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة أو الميناء البحري، قمنا بعقد عدة اجتماعات تنسيقية لاستقبال وصول أول البواخر مرة أخرى ولكن بشكل جديد وبشكل تنسيقي أكبر لضمان ظهور الإسكندرية بالمظهر اللائق.
كما طرحنا أفكار جديدة بعضها قيد التنفيذ قريبًا والبعض الآخر قيد الدراسة، وفي ظل ما هو متوقع من وصول بواخر خلال شهر مارس بالتزامن مع شهر رمضان سنكون على استعداد دائم، كما بدأنا تجهيزاتنا بتكاتف شديد مع كافة الجهات سواء مع النقل البحري أو الاقليمية لتنشيط السياحة أو الهيئة المصرية لتنشيط السياحة، وذلك بهدف تعظيم الاستقبال السياحي.
كما نقوم بالتنسيق لتذليل أي عقبات سواء لشركات السياحة التي تستقبل البواخر أو المرشدين أو القائمين على عملية الاستضافة والتجول داخل وخارج الاسكندرية برحلات اليوم الواحد بالقاهرة.
هل مشروع توسعة الكورنيش سيُحدث تأثير على القطاع السياحي؟
مشروع توسيع الكورنيش هو اختصاص أصيل للمحافظة، ولكن فيما يخص توقعاتنا بالنسبة للقطاع السياحي، بالتأكيد سيُحدث تغيير نظرًا لتسهيل حركة المرور لشرق الإسكندرية، طريق الكورنيش هو أحد ثلاثة شرايين رئيسية تربط المحافظة وهو طريق ابوقير والمحمودية.
وقد كان هناك اختناق مروري بداية من شارع 45 حتى المنتزة، وبالتالي ستقوم التوسيعات بإزالة هذا الاختناق بما يضمن حرية التحرك وتوفير مزيد من اللوجيستيات الحركية للسياحة، واستيعاب الضغط الذي سيحدث على منطقة المنتزة السياحية وفق ما هو مخطط بما يساعد لتسهيل حركة التنقل بشكل آمن.
هل يمكن استغلال فترة توسعة الكورنيش في استجلاب المزيد من السياحة الخارجية مقابل التراجع النسبي لسياحة الشواطئ خلال مرحلة التطوير؟
بالنسبة للشواطئ يسأل في ذلك الادارة المركزية للسياحة والمصايف، وأعتقد أنه هناك خطط بديلة لفتح القطاع الغربي ووسط الاسكندرية مثل منطقة بحري والعجمي والتي ستظل شواطئها مستمرة، وفي ظل التوقعات نأمل أن يكون هناك عدد من الشواطئ التي ستكون قد تم تجهيزها قبل فصل بداية الصيف يساعد على استيعاب رحلات السياحة الداخلية واليوم الواحد، والتي اشتهرت بها الإسكندرية خلال العشرة سنوات الماضية.
كما أننا نستهدف السياحة الداخلية والخارجية في آن واحد، وخلال هذه الفترة نهتم بتعظيم السياحة الخارجية من أجل ضمان تدفق المزيد من العملات الأجنبية خاصة خلال المشروعات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية مثل مشروع رأس الحكمة أو تعمير الساحل الشمالي، كل ذلك سيسهم في تدفق المزيد من العملة الأجنبية، كل ذلك يمثل وسيلة جذب لشركات السياحة لتجتذب أكبر عدد من السياحة الأجنبية خلال هذا التوقيت وخاصة بعد توسعة الكورنيش أيضًا.
الاسكندرية تتميز بعوامل جذب قوية للسياحة الخارجية على مدار العام، لاعتدال المناخ ووجودنا خلال موقع مهم لسياحة الجذور والسياحة التراثية، سواء للجاليات الايطالية أو اليونانية التي عاشت على أرض مصر وخاصة الإسكندرية.
ما هي نسب الاشغال خلال الفترة الحالية؟
نسب الاشغال في معدلاتها الطبيعية ويمكن القول أنها أفضل، مقارنة بفترة كورونا وما اعقبها بحرب روسيا وأوكرانيا، كما أننا لازلنا متأثرين بإخواننا العرب بحرب غزة، إلا أن في ظل القيادة الحكيمة ساعدت في تقليل التأثيرات، وتتراوح نسب الاشغال من 50 إلى 60%، وهذه نسبة معقولة جدًا خلال فترة الشتاء والظروف العالمية التي تمر بكافة البلاد، فنحن أفضل كثيرًا من الدول المجاورة وما تمر به من أحداث ومشكلات سياسية واقتصادية، لذلك اعتبر نسب الاشغال مبشرة بموسم ربيع وموسم صيفي واعد بالتزامن مع الأعياد.
ومازلنا من خلال سياحة المؤتمرات والسياحة الداخلية والسياحة الرياضية بوجود الفرق الرياضية المشاركة في البطولات المقامة غاية في الأهمية ولدينا فنادق كثيرة قائمة على فكرة الدعم والمشاركة بتلك البطولات بأسعار تتناسب مع الظروف الحالية.
ماذا تم بشأن الفنادق غير المقيمة سياحيًا؟
لا يزال الموضوع قيد البحث والدراسة.
في ظل ارتفاع الأسعار.. ما هي رؤية الوزارة بشأن الحد الأدنى للإقامة بالفنادق؟
بالفعل هو مطبق، وفي ظل ارتفاع الاسعار اعتقد وهذا ليس رأيي فقط بل توجه الوزارة أيضا، أن السياسة الناجحة هي السياسة السعرية المرنة، بمعنى أن السوق يحرك نفسه بنفسه، ويستجيب للظروف والمتغيرات الاقتصادية، حاليًا لا يوجد أي شكاوى سواء من سوء الخدمة أو ارتفاع الأسعار، نظرًا لأن الخدمة مرتبطة بالسعر، بل هناك الحد الأدنى من القبول في الشكاوى الطبيعية، ولكن لا يوجد انحرافات في الشكاوى بل في معدلها الطبيعي.
كما أن الإسكندرية تتميز بالتنوع في السياسة السعرية، مما يساعد جميع الميزانيات، ولدينا 41 فندق يخدموا جميع الفئات والشرائح السعرية، ونؤكد بأن جودة الخدمات في جميع الفنادق بمختلف مستوياتها وتقييماتها يقومون بتأدية خدمتهم بنفس الكفاءة، وذلك من خلال تشديد الرقابة عليهم وفي المقابل استجابتهم واحساسهم بالمسئولية.
هل تؤثر زيادة معدلات الاسكان في الساحل الشمالي على الحركة السياحية بالإسكندرية؟
بالتأكيد، لأن حسب التوجهات السياسية وما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في "احتفالية قادرون باختلاف"، أن الساحل الشمالي لن يكون فترة محددة خلال العام بل طوال العام، وهو ما كنا نستهدفه منذ فترة، لان الاستثمارات الموجودة بالساحل الشمالي خسارة أن تكون لمجرد ثلاثة أو أربعة أشهر خلال العام، وبالفعل مع الاستثمارات القادمة، الساحل الشمالي قادم وسيحتل مكانته التي يستحقها، والاسكندرية بتغيراتها المناخية هي أفضل بقعة على وجه الأرض في اعتدال المناخ طوال العام، وهو ليس رأيي فقط بل رأي المتخصصين في المناخ والزائرين من الاجانب، فمصر بشكل عام والاسكندرية بشكل خاص هي عنصر جذب في الشتاء أكثر من الصيف، وهو ما نراهن عليه في كل مرة ونربح الرهان، ففي الصيف والشتاء تحقق نسب السياحة المستهدفة.
وزيادة الاستثمارات في الساحل الشمال سيؤدي لمزيد من تعظيم السياحة الاجنبية الوافدة، وسيحدث ربط مع الساحل الشمالي، كما سيحدث تنمية مستدامة تستكمل معه، وسيكون تطوير الساحل عامل مكمل وليس هادم.
كيف يساهم مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية في دعم ذوي الهمم؟
نبذل كل طاقتنا لدعم ذوي الهمم، وقد قمت بتقديم الدعم اللازم للجمعية المصرية لتنمية ابداعات متحدي الاعاقة، وهي أول جمعية متخصصة في الدمج مع ذوي القدرات الخاصة، وتمثل الدعم سواء في تنظيم الاحتفاليات أو المشاركة من خلال وزارة السياحة، كما أن هناك المزيد من الدعم لا يزال خلال فترة التحضير، مثل تنظيم أطول مائدة إفطار لذوي الهمم بالإسكندرية بالتعاون مع اللواء هشام لطفي، مدير الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة، والنسخة الثانية من الاحتفالية التي تتم في الاسكندرية.
وبالمناسبة قد وجهت لي دعوة كريمة لحضور احتفالية "قادرون باختلاف" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد كانت احتفالية مشرفة للغاية، ونحن بالإسكندرية نهتم بذوي الهمم كمجتمع سكندري وبتوجه رئاسي، وبتحقيق فكرة الدمج معهم والترويج لفكرة قبول المجتمع لهم، كما أننا نستقبل سياحة ذوي الهمم حيث تحضر أسر كثيرة للإسكندرية لديهم أطفال من ذوي الهمم، ووجود وسائل راحة لهم ولأسرهم يساعد على ترويج وتنشيط سياحة ذوي الهمم، وهم فئة مهمة للغاية ومؤثرة في المجتمع، ولديهم قدرات خاصة متميزة عننا.
هل يمكن تلخيص اهتمامات وزارة السياحة في محاور اساسية؟
أهم محور هو فكرة المشاركة لا المغالبة، وهو يلخص جميع المحاور، فجميعنا في المحافظة بدءًا من اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، وجميع القيادات التي يرأسها، كما نقوم نحن كمكتب لوزارة السياحة تحت قيادة الدكتور أحمد عيسى، وزير السياحة والاثار، لدينا جميعا تعاون مشترك ومثمر ما بين جميع الجهات الممثلة والمعنية بالوزارة سواء وزارة السياحة والاثار بشقيها التنشيط والرقابة والهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة بالمحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف، نعمل كفريق عمل متكامل لخدمة القطاع السياحي وأي حدث يتم على أرض الإسكندرية يتم تناوله وتداوله من خلال التعاون المشترك المثمر.
هل يوجد أنواع من السياحة بحاجة للتطوير؟
السياحة خيال، والخيال كل يوم يعطي الجديد، وبالتأكيد من خلال تطوير الخدمات وجودتها لتؤدى بشكل أفضل واستحداث أنماط جديدة من السياحة هو أمر جيد، على سبيل المثال قام الشباب باستحداث أنواع جديدة من السياحة تسمى سياحة تكنولوجيا المعلومات، ووردت إلينا سياحة داخلية أو خارجية تقوم بزيارة الأقسام العلمية في المكتبة للقيام بالأبحاث، كما أن هناك سياحة التأمل ويوجد بعض الشباب مهتم بالقيام بالتخييم في الصحراء سواء في جنوب سيناء أو الواحات أو الصحراء الغربية أو حتى بالإسكندرية بمنطقة الكينج مريوط، لتأمل مخلوقات الطبيعة، وبالطبع يتم ذلك تحت سيطرة الجهات الأمنية المعنية، وهي أنماط لم تكن موجودة.
كما أن الساحل الشمالي سيتيح مثلما وعدنا سيادة رئيس الجمهورية، سيتيح أنماط جديدة من السياحة لم تكن موجودة بالعالم ستكون متاحة على أرض مصر، مثل سياحة الفضاء من خلال صناعة كبسولات بها نظام محاكاة للفضاء على الأرض يماثل العالم الافتراضي، بحيث يتعامل وكأنه صعد إلى الفضاء بمنتهى الأمان، مثل تلك الأفكار والأنماط ستكون متاحة عاجلًا أو آجلًا، فالتطور التكنولوجي اصبح يسمح بذلك.
كما يمكن إدخال أنماط أخرى موجودة بالفعل بمناطق أخرى مثل التزلج على الرمال وهي في الفيوم ويمكن أن تصل إلى الساحل الشمالي، وسياحة اليخوت التي لم يكن من الممكن اتاحتها بالإسكندرية، سيكون تنفيذه في الساحل الشمالي أفضل من حيث تجهيز مراسي اليخوت، والسياحة الاستكشافية وهي رحلات استطلاعية في الصحراء، وتكون تحت اشراف متخصصين وهناك أجهزة تتبع مجانية من الهيئة المصرية للاتصالات تسمح للسائحين للقيام بذلك دون مخاطر، وفي حالة حدوث حالة فقد يتم تحديد الاحداثيات للوصول له، ويقوم السائح بإدخال بياناته الاساسية عند بدء الرحلة بحيث يتم رصد جميع تحركاته، فالتطور التكنولوجي سييسر أنواع من السياحة فيها مخاطرة بمنتهى الاطمئنان.
من وجهة نظرك.. كيف ترى السياحة بالإسكندرية في المستقبل القريب؟
نستطيع القول أن ربنا عز وجل وعدنا أن الانسان إذا اتقن عمله سيكافئه، وذلك ما نقوم به الآن من خلال التكامل والمشاركة، كل ذلك سيؤدي بإذن الله تعالى إلى تعظيم عدد السياحة الواردة والأهم من ذلك الكيف، بأن يكون لدينا سياحة مرضية تستجلب عملة صعبة بدون أضرار سلبية سواء اقتصادية أو اجتماعية، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، لكي نترك للأجيال القادمة ما يسمى بيئة مستدامة يستطيعون التعامل معها، وتعظيم عدد الأماكن السياحية، فقد كانت مشكلتنا أن الاسكندرية تحتمل يوم أو اثنين بالكثير، وبحمد الله لدينا الآن المتحف اليوناني الروماني وهو رائع والتطور أدى إلى تنويع المنتج السياحي، ومكتبة الإسكندرية ومتحف المجوهرات والمسرح اليوناني الروماني ومنطقة عمود السواري ومنطقة متحف الإسكندرية القومي، كما لدينا ميناء بحري يستقبل الزيارات القصيرة للمحافظات المجاورة وبالتالي يزيد من ايرادات السياحية ويعظم القيمة السياحية وهو ما نتجه إليه.