طباعة
sada-elarab.com/716832
الراصد لتاريخ سباق الفورمولا 1 منذ انطلاقته قبل عشرين عاما على أرض البحرين سيلاحظ أمرا بسيطا ولكنه معبر عن أمور كثيرة، ورغم كونها تفصيلة صغيرة في خضم العديد من التفاصيل التي تصاحب هذا الحدث فإنها تعتبر مؤشرا صادقا للنجاح المتصاعد والرصين لرؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، صاحب الفكرة الأولية.
فعند بداية انطلاقة المشروع الذي استُكمل بناؤه في مدة زمنية قياسية، وقبل إقامة أول سباق على حلبة البحرين، لم يكن جل البحرينيين في تلك الفترة يعرفون الكثير عن سباقات الفورمولا، حيث كانت نسبة المتابعين لها متواضعة نظرا إلى ثقافتنا الرياضية التي انحصرت في ذاك الوقت في بعض الرياضات الشائعة، ومنها على سبيل المثال كرة القدم والسلة والطائرة وما يجري في الفرجان، وكانت أقصى نظراتنا تتوجه إلى الخارج لنتابع مباريات كأس الخليج وبطولات آسيا والعالم.
وتساءل بعض الناس حينها: ما هي الفورمولا 1 وما الشيق والمثير فيها؟ فبدأ أصحاب الرغبة في الاكتشاف من الشباب في البحث عن تذاكر حضور هذا الحدث الأول، بينما رأت الغالبية أن هذه الرياضة كالغريب الذي يزورنا دون سابق معرفة أو إنذار. وكعادة البحرينيين وحبهم للضيافة العربية الأصيلة، فقد تم استقبال هذا الضيف «الفورموللي» بترحاب، ثم عاد الضيف في السنة التي بعدها وبعدها، ليتراكم لدى المواطن حبه لهذه الرياضة الزائرة سنويا، وبدأ ينتظرها ويعد لها العدة، ويتسابق لشراء تذاكر حضورها.
نعم، لقد رأينا هذا العام نفاد بيع تذاكر السباق قبل موعده بأيام، وذلك ما كان يحدث أيضا في السنوات الماضية، لكن عاما بعد آخر أصبح من الضروري البحث مبكرا عن التذاكر لاقتناص الفرصة.
هذا المؤشر الخاص بتذاكر الفورمولا 1، وتسارعها من الصفر إلى أقصى سرعة لها على مدار العقدين السابقين، يبين بوضوح ماذا كان يفكر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله حين كان يسابق الزمن لينتهي من الأعمال الإنشائية لهذا الصرح الصخيري.
لقد وضع سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رعاه الله حلبة البحرين على خارطة وخط الانطلاق العالمي قبل 20 عاما، وها نحن اليوم نرى مرحلة التسارع القصوى لهذا السباق الذي أطلقه سموه، ونلمس ما تحقق من إنجاز فاق التوقعات وتجاوز السرعات التوربينية لأي مشروع.
فمن لم يجد تذكرة لحضور سباق الفورمولا 1 هذا العام، فعليه أن يخطط مبكرا للنسخة القادمة منه، لأن التسارع في هذا المضمار ليس له حدود، ومؤشر هذا المشروع ينطلق سهمه إلى الأعلى دون توقف، ولو كان لسباقات السيارات خط بداية ونهاية وسرعة قصوى، فإن مشروعنا بقيادة أميرنا المحبوب لا يقف عن حدود أو يصل إلى حد أقصى، وهذا هو الإبداع الملكي في قمته.
رئيس تحرير جريدة الديلي تريبيون الإنجليزية