طباعة
sada-elarab.com/716662
بدأت صحافة السيارات علاقتها التدريجية مع سوق السيارات المصرى مع بدايات العقد الأخير من القرن الماضى – وبالتحديد مع إنطلاقات معرض فورميلا للسيارات الذى بدأت أولى دوراته عام 1991 والذى تحول لاحقاً إلى معرض القاهرة الدولى للسيارات – ومع تلك البدايات كان عدد ممثلى تلك الصحافة المتخصصة محدود نسبياً ويتحلى أغلبهم بالحرفية والمهنية العالية وخاصة مع تخصصهم بالمجال بسبب شغفهم الكبير له .. من جانب ، ولإدراكهم التام بأهمية إحترافية العاملين بهذا القطاع الصحفى بالمقارنة بمثيله بالدول العربية التى سبقتنا له وبالتأكيد بدول العالم المتطورة والمتجذرة بصناعات السيارات .. من جانب آخر.
وكانت بدورها الشركات المتخصصة العاملة بالقطاع تكن إحترامها لكافة ممثلى تلك الصحافة الواعدة وتحمل لهم كافة صور التقدير لمجهوداتهم الكبيرة فى إبراز منتجاتها وخدماتها.. ليس فقط على المستوى المحلى ، بل وأيضاً على المستوى الدولى أمام الشركات الأم ..
ومع التطورات المستمرة بهذا القطاع وعلى المستويين الصحفى والشركات ، شهد كلاهما نمواً كبيراً (ولكن للأسف بأغلب الأحيان بصورة سلبية) وصولاً إلى النقطة الفاصلة التى تمثلت بثورة (فقدان المهنية والحرفية) بعام 2011 ليتحول الأمر إلى دخول عدد كبير من الذين يدعون أنهم صحافى سيارات – بين مندوبى إعلانات وآخرين تم الإستغناء عنهم بأقسام صحافية أخرى بمؤسساتهم الصحافية ... بل وحتى محصلى فواتير بالإدارات المالية لتلك المؤسسات – لتبدأ المهزلة الكبرى فى القطاع ، والتى تواكبت أيضاً مع دخول عدد من العاملين بالشركات بالقطاع بين فاقدى مبادىء المهنية بالقطاع ومن أصحاب (الواسطة) وغيرهم من المدعين .. ليتحول السوق إلى (سوء) ملىء بصور (الشللية) والمحسوبية ، وأحياناً العديد من صور "الرشوة" المباشرة وغير المباشرة .. مما ترتب عنه بداية إنهيار مبادىء هذا القطاع فى مصر – إلا لمن رحم ربى – وإستمرار هذا التردى حتى يومنا هذا.
وعندما قمت بالمناداة بأهمية إستحداث رابطة متخصصة لصحافى السيارات .. تهدف بالدرجة الأولى لرفع الكفاءة المهنية لمن إنتموا بالسنوات الأخيرة لصحافة السيارات بخلاف رفع كفاءتهم اللغوية – وخاصة أن هذه هذه النوعية من الصحافة تنتمى فى الأساس إلى الغرب – فما كان من الجميع إلا أن تحولوا للصراع على المناصب (الوهمية) لتلك الرابطة – بالرغم من أننى لم أرغب فى قيادتها وطالبت بأن أكون منذ البداية مسئولاً عن إتصالاتها الدولية فقط – وذلك من جانب ، وبدء هؤلاء فى محاربة تلك الفكرة من منطلق توهمهم أن مثل تلك الرابطة وما ستقدمه من مبادىء وأفكار راقية للتعامل مع الشركات بسوق السيارات سوف يحرمهم من الحصول على عوائد إعلانية أو مادية غير مباشرة من تلك الشركات .. من جانب آخر ، ولتموت الفكرة فى المهد !!.
واليوم، نرى أنه لا صوت يعلوا على صوت (المصلحة) فأغلبية الشركات – وليست جٌلها – قد إستحبت فكرة تكوين كيانات غير رسمية مع بعض الصحافيين (المحسوبين) على صحافة السيارات .. سواء كانت تلك الكيانات بما يعرف بـ (الشللية) أو (مجموعات العزومات والسهرات) ، أو غيرها من المصالح السفلية المشتركة التى ضمنت لتلك الشركات ولاء أولئك (المرتزقة) بشكل تام بمقابل إغتيال صحافة السيارات الحقيقية والمحترفة ..
وخلال محادثة هاتفية مؤخراً مع أحد الأصدقاء من صحافى السيارات والمشهود له بالمهنية والحرفية ، إتفقنا على مبدأ أنه لولا شغفنا وحبنا الأصيل والقديم لتلك المهنة – وخاصة أن كل منا قد أتى من قطاع أكثر إستقراراً وعوائد مادية – لأعلنا إعتزالنا لهذا القطاع (أقصد لهذا الشغف) وتركنا ما بقى من "عظامه" ليقتات عليها أولئك "المتكالبون" الذين أكدوا أن البقاء لـ (الشللية) للأسف.