طباعة
sada-elarab.com/715272
على مدار تاريخ مصر المعاصر .. شهدنا العديد من أصناف المليونيرات (المؤثرين وغير المؤثرين) فى حياتنا العامة أو الإقتصادية ، فمنهم من كان مليونيراً أباً عن جد ، ومنهم من إجتهد بأسلوب عصامى ليصل إلى تلك المرتبة من الصفر، ومنهم من ورث الصفة بالصدفة بعد أن باع أحدى ممتلكاته القديمة ليتحول إلى مليونيراً بين يومٍ وليلية ، وآخر تحول إلى مليونير بعد تجارته فى البضائع غير المشروعة .. وغيرهم من النماذج.
واليوم ، تصادفنا نوعية جديدة من المليونيرات – الذين لا حول لهم ولا قوة بسبب تداعيات سوق السيارات ، وبالطبع الإنهيار النسبى بقيمة العملة المحلية مقابل العملات الحرة – وهم "المليونيرات مع الرأفة" الذين أشتروا سيارات إقتصادية كانت بالأمس القريب لا تتخط حاجز الـ 200 ألف (بلبل) وأصبحت اليوم تتخطى حواجز المليون جنيه .. والذين قاموا بشراءها بالشهور القليلة الماضية بأنظمة التقسيط طويلة المدى حتى يتغلبوا على الإرتفاعات الجنونية لتكاليف وسائل المواصلات المحترمة التى كانوا يستخدمونها وأسرهم من الجانب الآخر.
إلا أنهم لم يسلموا من تشدق المتشدقين عليهم بأنهم أصبحوا مليونيرات بين يومٍ وليلة بعد أن أصبحت سياراتهم تتخطى حاجز المليون ، وكأن أولئك المتشدقون لا يملكون هم أنفسهم سيارات قد تخطت من قبل حواجز المليون والمليونين .. وأحياناً ثلاثة ملايين جنيه ، ولكنه كما إعتدنا فى أمثالنا الشعبية قول "الكحكة فى يد اليتيم عجبة !!".
الصادم فى الأمر ليس ذلك فحسب ، بل وتحولت العيون الراصدة لهؤلاء "المليونيرات مع الرأفة" إلى سهام حسدٍ غريبة ، فلم يسلموا من الحوادث التى أصبحت تصيب سياراتهم .. حتى وهى متوقفة وليس لهم فيها حول ولا قوة ، والتى تستدعى إصلاحات بعشرات الألوف بما لا يحتملون تدبيره فى ظل تردى مستويات دخولهم – شأن أغلب أطياف المجتمع المصرى – ولدرجة تفكير العديد منهم فى بيع سياراتهم (الإقتصادية) تلك سداداً لديونهم وإلتزاماتهم المادية المرهقة.. فيما آثر آخرون لـ (ركن) سياراتهم تحسباً لأية ظروف طارئة والبدء فى الإعتماد على وسائل المواصلات العامة الإقتصادية منها والرخيصة بقدر الإمكان ، وبنفس الوقت رؤيتهم بأن ذلك سيحافظ على سياراتهم تلك بدون إتلافات مع تزايد قيمتها على الأرض بنفس الوقت .. إلى أن يجعل الله للجميع مخرجاً من هذا المأزق الإقتصادى الذى يعيشونه.
لقد وصلنا إلى عصر (مع الأسف) .. ونسأل الله أن لا نصل إلى عصر (البقاء لله).