طباعة
sada-elarab.com/713853
هناك العديد من الدول التي يهاجر منها أبناؤها العلماء بحثاً عن تقدير علمي ومادي لما بذلوه من سنين في تحصيل العلم، ويأتي الأطباء على رأس قائمة المهن المهاجرة غرباً حيث تتسع فجوة الطلب لتستوعب أي كميات منهم، خاصة عندما لا يجد هؤلاء فرصة في بلدانهم تستطيع أن تحقق جزءاً من أحلامهم.
فعندما يواصل طالب التحصيل العلمي الليل بالنهار في المذاكرة حتى يحصل على درجات تؤهله لدخول كلية الطب التي يحلم بها، ثم يدرس سبع سنوات «عجاف» عليه وعلى أسرته، ليتخرج ويصطدم بواقع مؤلم ومؤسف بأنه رقم ضمن قائمة العاطلين في قوائم وزارة العمل، مثله كمثل الذي حصل على ثانوية عامة أو أي مؤهل آخر، فبالتأكيد هناك مشكلة.
بل إن بعض المؤهلات قد تجد لها فرصة في التوظيف أكثر من الأطباء، وهنا أخص بالذكر أطباء الأسنان الذين زاد عددهم في البحرين بصورة غير طبيعية، فكلما تسير في أي شارع تجد عيادة طبيب أو مركزاً خاصاً لعلاج وتقويم الأسنان، وأينما نظرت شاهدت إعلان «الابتسامة الهوليودية» ينظر إليك ويدعوك للتجربة.
راجعت آخر تصريحات لوزيرة الصحة حول العاملين في الوزارة من أطباء الأسنان، ووجدت أن نسبة البحرنة في هذا القطاع قد بلغت 93%، ووعدت سعادة الوزيرة بمزيد من التدريب والإحلال للبحريني محل الأجنبي وهي خطوة ممتازة، ولكن حتى لو بلغنا نسبة البحرنة الكاملة، فمشكلة البطالة ستظل قائمة ما لم تجبر المستشفيات والمراكز الخاصة على توظيف البحرينيين.
وبحسب إحصائية الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية «نهرا» يبلغ إجمالي عدد الأطباء «الطب البشري» المرخصين 4757 ما بين طبيب عام واستشاري ومؤسسة طبية، يضاف إليهم 1176 طبيب أسنان، وهو العدد الكبير وأحد أسباب البطالة بين أبنائنا من الأطباء.
تواجهنا مشكلة أن معظم مراكز طب الأسنان العاملة في المملكة، تؤول ملكيتها لأجانب، يقومون بتوظيف عدد قليل من البحرينيين، بينما يعتمدون على أطباء أجانب بنسبة أكبر.
لذلك أجد أنه من الضروري إيجاد حلول لمراكز الطب الأجنبية التي تتكاثر في البحرين وتجعل أبناءنا ينظرون إليها بحسرة باحثين عن أمل التوظيف الذي سلبه منهم هؤلاء، أو البحث عن أفكار لإحلال المراكز الوطنية محل الأجنبية، وإلا سنواجه مشكلة هجرة أبنائنا لدول أخرى تبحث عن كوادر، حيث تعاني بريطانيا من ندرة في أطباء الأسنان وبات العثور على أحد منهم مهمة صعبة.
الحل العاجل أمامنا ألا نترك أبناءنا أطباء الأسنان دون أسنان، يهاجرون إلى دول أخرى ليبقى الأجانب يملؤون هذا القطاع، ولا نريد أن نتحول إلى دولة مصدرة للأيدي العاملة الماهرة.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية