طباعة
sada-elarab.com/712053
نبحث أحياناً في أوراقنا القديمة وإذا بنا نعيد بعضاً من هذه الذكريات التي مررنا بها، أضحكتنا وبنفس القدر بعضها أبكتنا، وعبثاً نفتش عن بارقة أمل تُعيد إلينا توازننا وتمنحنا التفاؤل المبني على أسس منطقية تعيد التوازن إلينا ونشعر أننا لا زلنا محتاجين إلى من يأخذ بأيدينا إلى الطريق الصحيح ويُسهل علينا حياتنا التي باتت عصية أحياناً عن الفهم وبتنا نأمل أن نعيش على التفاؤل الذي قد يأتي وربما لا يأتي ولكنها هي الحياة بحلوها ومرها تمضي ولا نملك نحن إلا الدعاء بأن ينجينا الله سبحانه وتعالى من شر الأشرار وغدر الغادرين وأن يمن الله علينا بالأمن والأمان والطمأنينة والعيش الهانئ نخدم الآخرين إيماناً بأنهم قد يحتاجون إلى من يمد لهم يد العون، ونشعر أن ما يمكن أن نقدمه لهم ليس بذلك العظيم الذي يزيل عنهم ما علق بذاكرتهم وأنفسهم من مصاعب الحياة، فكلنا نعاني من قسوة الأيام أحياناً، وأحياناً نجد أنفسنا في طريق للبناء وترسيخ قيم الخير والبناء لكي نعيش من بعضنا فيما هو متاح من أمن وأمان واستقرار وتعاون من أجل خير أوطاننا ومواطنينا.. أهل الخير ولله الحمد في أوطاننا كثر ونحتاج إلى أن نصل إليهم ونكون قريبين من فهمهم ولا بأس بأن نكون صريحين بما يخدم الأهداف التي نسعى إليها جميعاً...
سافر الكثير منا إلى بلدان عربية وأجنبية ووجدوا أنفسهم ربما في بعض تلك البلدان التي قاموا بزيارتها، فتحدثوا عنها كثيراً وذكروا الإيجابيات والسلبيات، لكنهم في النهاية لابد أن، يصلوا إلى إستنتاج يجعلهم يكرروا الزيارات لبلد ما أحبوه وربما وجدوا ضالتهم فيه، ومهما تغربنا وكانت أحاسيسنا مرهفة في تقييم ما قمنا به من زيارات فإن النتيجة التي نصل إليها تذكرنا دائماً بأن أوطاننا العربية بها الكثير من المعطيات التي تروق لنا ونشعر فيها بأننا لسنا غرباء، تأخذنا الغيرة والنفس التي تؤمن بأن التقارب بيننا أهم من التباعد وأن ما نصرح به قد يلقى قبولاً خصوصاً إذا كان من إنسان يريد الخير لوطنه ووطن أشقائه فغيرتنا على بعضنا بعضاً ورفضنا لكل ما ينغص علينا حياتنا ويجعلنا قريبين من بعضنا، فلذا نأمل أن نتجاوز كل ما يعكر مزاج النفس التي تؤمن بأن ما يجمعنا ويوحد كلمتنا الكثير، وعلينا أن نستجمع قوانا لكي نبني ما نستطيع أن نساهم فيه أفراداً وجماعات.. نحن بحاجة إلى أن نعيش على سجيتنا التي فطرنا عليها وأن نأمل الخير لنا ولأشقائنا، فنحن نرفع شعاراً دائماً نقول فيه: «لا بد للعربي من أخيه العربي» فقد فطرنا على أن نكون قريبين من بعضنا، آمالنا واحدة وتطلعاتنا واحدة، ولا نستطيع أن لا نتألم عندما يلم بأحد أقطارنا مكروه فدائماً وأبداً نتذكر أن لنا أهل وعشيرة وأصحاب وأن ما كان يجمعنا يجب أن لا نسمح للبعض أن يفرقنا.. نحتاج إلى التكاتف نعم، ونحتاج إلى أن نفهم بعضنا بعضاً صحيح، ومهما قست الظروف والأيام فإن الدم العربي واحد وشعورنا بأننا نمون على بعضنا بعضاً والفطرة الإنسانية تدعونا لأن نكون على قلب رجل واحد.
كانت أيام الدراسة من الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وحتى الجامعية مجال اختبار للكثير منا، فقد تشاركنا معاً بمختلف بلداننا وجنسياتنا ولكننا وجدنا ونحن طلبة زملاء لنا من بلدان شقيقة ودرسنا على أيدي أساتذة من اقطار عربية شتى، اختلطت لهجاتنا وتباينت مفاهيمنا ولكننا شعرنا بأهمية أن نستفيد من بعضنا بعضاً، ولازلت أذكر زملاء الدراسة وكيف تعاملنا مع بعضنا بعضاً وكيف كانت جهودنا نحو أن نتقدم الصفوف فنعقد جلسات للمذاكرة الجماعية، نفرح لمن نال التقدير الممتاز والجيد جداً والجيد، ونحاول أن نساعد من لا يحصل على هذه الدرجات إيماناً بأن الغد يحمل في طياته الكثير من التحدي، خرجنا من الدراسة لنواجه الحياه بكل تعقيداتها وتحدياتها وإذا بنا أمام التحدي الوظيفي الذي لا يرحم المتخاذلين والمقصرين؛ فالإنتماء إلى الوظيفة يدخل في مفهوم القيم الإجتماعية التي يجب الحرص على إتقانها والتفاني في سبيل الترقي والأداء المتميز خدمة للمجتمع من خلال الوظائف التي سمحت الظروف والمعطيات لتقلدها والعمل من خلالها لبناء المجتمع الذي ينتظر منا الكثير..
ظروف الحياه والتحدي الماثل الذي يواجهنا يومياً يتطلب منا التكاتف والتفاني وبذل كل ما نستطيع من أجل الخير وتطوير المرافق التي قدر لنا أن نكون فيها وأن نبذل مع زملائنا كل ما من شأنه رفعة شأن مؤسساتنا الوطنية والأهلية وحتى أبناء المهنة الخاصة عليهم أن يسهموا في البناء وتقوية مؤسساتهم لكي يكون لها شأن نفخر به في مجتمعنا وبلداننا..
المسؤولية كبيرة والعمل الدؤوب والمتفاني وحب الأداء لما فيه الخير للوطن يفرض علينا أن نؤمن بأن اليد الواحدة كما يقول المثل: لا تصفق، ولذلك فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل خير الوطن وأهله وأن نؤمن بأن المسؤولية مشتركة، والخير فيما اختاره الله لنا مع إيماننا بضرورة التكاتف الرسمي والأهلي والتعاون مع الآخرين من أجل خير الأوطان.
وعلى الخير والمحبة نلتقي