محافظات
السفيرة هيفاء :الجامعة العربية تؤكد ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار في غزة وانهاء الاحتلال الإسرائيلي
الإثنين 27/نوفمبر/2023 - 12:11 م
طباعة
sada-elarab.com/706924
اكدت جامعة الدول العربية على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي السافر لدولة فلسطين؛ داعية لبذل مزيد من الجهد لدعم استمرار تدفق ودخول المساعدات الطبية العاجلة ولتوفير الاحتياجات الطارئة من ماء وغذاء ودواء ووقود للشعب الفلسطيني الباسل في هذا الوقت العصيب.
جاء ذلك في كلمة للسفيرة هيفاء أبو غزالة الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في افتتاح أعمال الدورة الخامسة للمحلس العربي للسكان والتنمية على المستوى الوزاري اليوم بالجامعة العربية.
وقالت ان تقديم المساعدات الانسانية يجسد مبدأ عدم اهمال أحد الا انه تدبير مؤقت لا يمكن ان يكون بديلا عن الحلول المستدامة طويلة الأجل؛ فغياب السلام يقوض الأمن البشري وفرص التنمية المستدامة ورفاه الشعوب نتيجة لخسارة مئات الألاف من الارواح وتدمير الممتلكات والبنى التحتية ونزوح الملايين وتزايد أوجه عدم المساواة وتفاقم مواطن الضعف والهشاشة بمختلف ابعادها، (فلا تنمية مستدامة بدون سلام ولا سلام بدون تنمية مستدامة).
وأضافت ان أشلاء أبنائنا في غزة مطبوعة في اعيننا نراها حتى حين نحاول ان نستريح من الم المتابعة، صور الأمهات اللواتي فقدن ابناءهن، اصواتهن، صرخاتهن تطاردنا حتى في احلامنا، قوة الإرادة والإصرار على الصمود رغم الألم والدمار والرعب تعلمنا دروسا في الحياة لم نتخيل حتى وجودها. كل هذا وشعار التنمية العالمي ان لا يترك أحد خلف الركب وسكان غزة متروكون بين شهيد وجريح ونازح وطبيب ومسعف وصحافي.
وقالت انني أود اليوم ان اشارككم تتويج مسيرة عملكم العربي المشترك بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس المجلس العربي للسكان والتنمية؛
وايماناً منا بضرورة تخليد هذه العلامة الفارقة في تاريخ العمل السكاني العربي المشترك تم اعتماد يوم 28 اكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العربي للسكان والتنمية .
ودعت الى اغاثة أهلنا في غزة من خلال المساهمة في صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع فلسطين في الأمانة العامة مشيرة الى ان الامانة العامة قامت بتدشين قافلة المساعدات الانسانية مع الهلال الأحمر المصري المقدمة من مجلسي وزراء الصحة العرب ووزراء الشؤون الاجتماعية. مقدمة الشكر للدكتور خالد عبد الغفار رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر لتمرير هذه المساعدات لأهلنا في القطاع.
واوضحت ان العالم يدأ منذ عقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994 رحلته التاريخية نحو وضع حقوق السكان في صميم عملية التنمية والاعتراف بالصحة الإنجابية وبالحقوق الإنجابية كحقوق للإنسان والتأكيد على أن تمكين النساء والفتيات أمر أساسي لضمان رفاه الجميع؛ وكان اعلان القاهرة لعام 2013 بمثابة الإطار الإقليمي للنهوض بتنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية من خلال ركائزه الرئيسية الاربعة، وهي: (الكرامة والمساواة، الصحة، المكان والاستدامة البيئية، الحوكمة بما فيها التعاون الإقليمي والدولي والبيانات)؛ واشارت الى ان عملية المراجعة الاقليمية في المنطقة العربية والتي توجت منتصف شهر سبتمبر من هذا العام بعقد "المؤتمر العربي الإقليمي للسكان والتنمية: التحديات والآفاق بعد عشر سنوات من إعلان القاهرة 2013" تظهر ان البلدان لم تحقق بعد اهدافها في تنفيذ الالتزامات التي قطعتها وان الطريق لا يزال طويلا قبل ان يتمكن كل فرد من ممارسة حقوقه في المجتمع بمساواة وعدالة وكرامة للجميع.
واكدت ان المنطقة العربية لا تزال تتصف من جانب بانها مجتمع فتي، يشكل الشباب فيه في الفئة العمرية من 15-24 عاما حوالي 82 مليون نسمة من اصل 473 مليون نسمة هم اجمالي عدد سكان العالم العربي عام 2023؛ وبالرغم من التمايز بين الدول العربية الا اننا نجد ان الشباب يواجهون تحديات مشتركة تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة والفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وضعف المشاركة والتمثيل ويفاقم الصراع وعدم الاستقرار السياسي من هذه التحديات.
ولكن من جانب اخر نجد ان هناك مؤشرات لانتقال بعض الدول الي مرحلة الشيخوخة كلبنان وتونس والمغرب ومن المتوقع ان تبلغ نسبة كبار السن في الفئة العمرية 65 عاما فيما فوق حوالي 11% بحلول عام 2050؛ ويأتي ذلك نتيجة لانخفاض معدلات الوفيات وتحسن فرص الحصول علي الخدمات الصحية وانخفاض معدل الخصوبة الكلي الى 3.1 طفل لكل امرأة عام 2023.،
وقالت لقد شاهدنا جميعاً خلال العام الجاري الآثار المدمرة لتغير المناخ على كوكب الارض، فكان فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي الأشد حراً على الإطلاق على مستوى العالم، كما قتل ما يقرب من خمسة آلاف شخص على الأقل في دولة ليبيا جراء العاصفة "دانيال" التي اجتاحت البحر المتوسط في سبتمبر الماضي؛ ما يقرع ناقوس الخطر لدينا بإنه اذا لم تتخذ الحكومات الاجراءات الكافية لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة فسيستمر ارتفاع درجات الحرارة في العالم الى مستويات قياسية ما سيتسبب سنوياً في خسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وسيفاقم من أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وسيؤثر على العديد من حقوق الانسان كالحق في الحياة، والحق في السكن والغذاء والماء أو بمعنى أخر "الحق في العيش في حياة صحية".
واوضخت انه يفصلنا ايام قليلة عن انعقاد "مؤتمر الأمم المتحدة السنوي الـ 28 لتغير المناخ" والذي تستضيفه دولة الامارات العربية المتحدة، والذي سيشهد للمرة الأولى تقييم مدي التقدم الذي احرزته الدول في التصدي لمواجهة أزمة تغير المناخ منذ اتفاق باريس المُوقع عام 2015؛ ما يشكل فرصة حقيقة امام الدول لتصحيح مسار مكافحة التغير المناخي.