طباعة
sada-elarab.com/705485
تابعت كلمة السيد/ حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله والتى أعتقد الكثيرون انه سوف يعلن النفير العام لمساندة الشعب الفلسطينى وذلك من منطلق العلاقات القوية التى تربطه بفصائل المقاومة الفلسطينية خاصة حركتى حماس والجهاد الإسلامى وذلك على ضوء ما تتعرض له غزة من عدوان وحشى نتج عنه سقوط مئات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.
توقع الجميع ان يعلن الأمين العام لحزب الله الحرب على إسرائيل أو على الأقل دعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية دعماً لوجيستياً وعسكرياً ولذلك كان هناك تأهباً كبيراً من جانب إسرائيل والفلسطنيين وحذر أكبر من جانب لبنان وقد ظهر هذا الحذر والقلق منذ الصباح حيث تقلصت حركة السكان بشكل ملحوظ وتعطلت المدارس والمؤسسات التجارية فى بيروت وضاحيتها الجنوبية وتزامن ذلك مع ترتيبات أمنية غير مسبوقة إستعداداً لإستقبال آلآف المشاركين لحضور هذا اللقاء الذى تم بثه فى ساحة عاشوراء فى الجنوب اللبنانى خاصة وإنه كان الظهور الأول له منذ الإعتداء الإسرائيلى على غزة .
جاء حديث الرجل خالياً تماماً من التوقعات المشار إليها وجاءت كلمته شعبوية فى المقام الأول وتحليلياً فى المقام الثانى حيث برر العملية العسكرية التى قامت بها حركة حماس بأنها جاءت نتيجة العديد من الضغوط التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى من بينها ملف الأسرى الفلسطينين القابعين فى السجون الإسرائيلية منذ فترات طويلة وتزايد الإنتهاكات التى يتعرض لها المسجد الأقصى حالياً بمباركة من الحكومة اليمينية المتطرفة الإسرائيلية التى تحكم إسرائيل حالياً بالإضافة الى التوسع فى بناء المستوطنات على حساب الشعب الفلسطينى سواء بالإستيلاء على منازلهم أو أراضيهم وإستخدام القوة فى ذلك.
جاء حديث السيد/نصر الله ليؤكد ان ما تقوم به عناصر المقاومة الفلسطينية من هجمات وأعمال قتالية جاءت بتخطيط وتنفيذ فلسطينى/ فلسطينى ولم يطّلع أحد على تلك الخطط قبل تنفيذها بما فيها إيران...وأكد مراراً وتكراراً ان ايران ليس لها أى صلة بما يحدث حالياً فى غزة وكأنه يزيل عنها أى شك أو إتهام بأنها تقدم اى دعماً للمقاومة الفلسطينية وهو ما يبرأ ساحتها فى الأوساط الدولية من خلال تلك الرسالة التى بعثها نصر الله فى كلمته للعالم كله...كما كان حريصاً أيضاً ان يرسل رسالة أخرى الى اسرائيل أن حزب الله حتى الأن يترقب أى هجمات إسرائيلية وأنه سوف يتعامل معها بكل عنف وهو ما يعنى انه لن يكون المبادر بأى هجمات على القوات الإسرائيلية التى توجه أسلحتها للجنوب اللبنانى...تلك رسالة أخرى يبدو انه متفق عليها مع الراعى الرسمى الإيرانى لحزب الله.
الى هنا يكون حزب الله وإيران لا دخل لهما ولن يتدخلا فى الشأن الفلسطينى إلا اذا تعرض حزب الله نفسه بإعتداءات إسرائيلية واضحة عليه.
كنت اتمنى ان تنتهى كلمته عند هذا الحد ...إلا انه قام بتوجيه إنتقادات لبعض الدول العربية بشكل غير منطقى أو موضوعى وذلك عندما طلب أن يأتى الحكام العرب وزوجاتهم ويقفون أمام معبر رفح معترضين على ما يتعرض له الشعب الفلسطينى ومطالبين بوقف الإعتداء عليه... كما حاول المذكور الإسقاط على مصر فى عدم قيامها بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات المطلوبة للشعب الفلسطينى وكأنه لا يتابع تلك الجهود الجبارة التى بذلتها ومازالت تبذلها مصر من اجل ذلك ولولا تمسكها بموقفها المعلن بأنها لن تسمح بخروج الرعايا الاجانب من قطاع غزة عبر منفذ رفح إلا بعد السماح بدخول الشاحنات التى تحمل مئات الأطنان من مواد الإغاثة والمعونات العلاجية والتى وصل عددها حتى اليوم الى 428 شاحنة ومازالت باقى المساعدات تتدفق لإدخالها الى الأشقاء الفلسطنيين من خلال معبر رفح...وهناك جهود أخرى تقوم بها مصر على كافة الأصعدة الإقليمية والعربية والدولية لإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بالإضافة الى خطوات سياسية وإستراتيجية لا يمكن الإفصاح عنها حالياً وجميعها تصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى ...فمصر لا تحتاج الى مزايدات أو توجيهات من أحد ولا تنتمى الى طائفة الخطباء الحنجورين الذين يبرئون ساحتهم وساحة من ينتمون اليهم ويحظون برعايتهم خوفاً من أى عقوبات قد يتعرضون لها هنا أو هناك.
جاء خطاب الرجل مخيباً لآمال الشعب الفلسطينى إلا انه جمع بين التهديد والحذر فى أن الحزب سوف يتصرف على حسب الطريقة التى سوف تتصرف بها إسرائيل على الحدود الشمالية...كما إنه قد يتدخل إذا شعر ان حماس على وشك الهزيمة ولكنه على يقين من إنتصارها كما إنتصرت لبنان فى 2006 وهذا يعنى إنه إذا لم تقوم إسرائيل بأى إعتداءات على لبنان فإن حزب الله لن يقوم بأى أعمال ضد الجيش الإسرائيلى.
فى إعتقادى ان خطاب السيد حسن نصر الله الذى إستغرق ساعة ونصف كان الهدف الرئيسى منه تبرئه الحزب وإيران من عملية 7 أكتوبر ليس إلا....أما باقى الخطاب فهى عبارات رنانة إستدعى فيها بطولات زائفة لا تقدم ولا تؤخر ولا تؤثر بالسلب أو الإيجاب على القضية الفلسطينية بأى شكل.