طباعة
sada-elarab.com/704820
في خضم الأحداث الدامية المستمرة على مدار الساعة، في غزة الحبيبة وبقاء أخبارها على قمة ما يقرأ ساعة بعد أخرى، إلا أن سؤالاً عريضاً يطرح نفسه أمام الجميع ويتحدانا كلنا، وخاصة دول الاصطفاف إلى جانب إسرائيل وهو.. متى تنتهي هذه الحرب؟
ففي غزة يصارع الأحياء والناجون من القصف العشوائي الهمجي والمستمر، للبقاء على قيد الحياة مع ندرة الطعام والشراب والوقود وكافة وسائل العيش الأولية للإنسان، وينتظر هؤلاء قراراً بوقف إطلاق النار وهدنة يستطيعون التقاط أنفاسهم فيها، والبحث عن أفراد عائلاتهم بين الأنقاض ولو لساعات دون انتظار صاروخ ينهي معاناتهم.
وفي الجانب الآخر تريد إسرائيل – وبقوة – أن يتوقف نزيف جنودها وأن تتوقف صواريخ الفصائل التي جعلت من البقاء في مدن إسرائيل أمراً شبه مستحيل، وبدأ المستوطنون في مغادرة الدولة الحلم التي وعدوهم بها، وهناك عشرات المقاطع المصورة التي تبين ذلك، فقد غادر فلسطين منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من ربع مليون مستوطن دون تفكير في العودة مرة أخرى، وتشهد مطارات إسرائيل رحلات تغادر ممتلئة وتعود خاوية إلا من بعض الجنود قيد الاستدعاء.
لكن مشكلة إسرائيل أنها لا تريد أن توقف الحرب أو تذعن لوقف إطلاق النار لأن في مضمون ذلك القرار «إعلان هزيمة منكرة»، والأكثر فداحة في الأمر هو أن تلك الهزيمة لا تخص إسرائيل وحدها ولكن حلفاءها وفي مقدمتهم أمريكا.
وتعيش إسرائيل على أمل قتل جميع الغزاويين دون تمييز بقصف أي هدف متحرك سواء مدني أو حتى أطفال، وقد وصلت لمرحلة المجرم الذي ارتكب أول جريمة له، ثم بدا له أن جميع الجرائم التالية متساوية في العقاب، فقرر أن يواصل دون تفكير أو حساب للعواقب.
أضف إلى ذلك الخسارة المادية والمعنوية والدعاية التي بنتها إسرائيل على مدار عقود، وخسرتها في أقل من 30 يوما، لتنكشف بحقيقتها الشنيعة أمام المجتمع الغربي، ويتم ضرب أهدافها الإعلامية بجنود ليسوا من حماس ولا فلسطين، بل هم أشخاص خرجوا ليؤكدوا أن إسرائيل دولة مجرمة وخارجة على القانون ولا حق لها في فلسطين.
كل طرف في معادلة غزة يحاول الصمود حتى يرى راية الطرف الآخر البيضاء، ولكن تظل الحروب خسارة لكلا الطرفين، وبعض مكاسب يجمعها كل فريق من أرض المعركة، وهذه المكاسب والخسائر لن تظهر بوضوح إلا بعد انحسار غبار أرض المعركة، ويبقى سؤالنا الغامض المؤلم.. متى.. ومن يقرر وقف قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ؟ وللحديث بقية.