طباعة
sada-elarab.com/701239
منذ أن نشأت قوة دفاع البحرين في نهاية الستينات بمسمى الحرس الوطني والقوة تضم بين صفوفها ضباطًا وأفرادًا نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن؛ والمشاركة في كل ما يصون بلادنا العربية ويحمي ذمار الوطن ولمن تربطنا بهم علاقات وثيقة وراسخة الأركان، ومع التطور الذي شهدته قوة دفاع البحرين، وهي تتحمل المسؤولية كاملة في توطيد العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء مع التطوير وتأهيل أبنائها لتحمل المسؤولية كاملة فيما يسند إليهم من مهام وواجبات والتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء في التدريب المشترك، وكان من مهام قوة دفاع البحرين الوطنية المشاركة في الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
وفي يوم من الغدر جرى العمل الإرهابي بقيام الحوثيين بإرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة رغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن، ومثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة والتي لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعيًا لإنهاء الأزمة والوصول إلى حل سياسي شامل.
وقد عبّرت قيادة التحالف «رفضها الاستفزازات المتكررة واحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين».
وكان من نتيجة هذا الاعتداء استشهاد أربعة من أبناء قوة دفاع مملكة البحرين وهم: شهيد الوطن ملازم أول حمد بن خليفة بن حمد الكبيسي، وشهيد الوطن ملازم أول مبارك الكبيسي وشهيد الوطن رقيب أول ضابط صف يعقوب البلوشي، وشهيد الوطن وكيل أول آدم سالم نصيب مثواهم الجنة ورضوان النعيم وقد تلقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه التعازي من الأشقاء والأصدقاء في الوطن العربي والعالم. كما شارك في مراسم دفن الشهداء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ومستشار الأمن الوطني، كذلك شارك في التشييع ومواساة أهلهم صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، وأفراد العائلة الكريمة، والمسؤولون بقوة دفاع البحرين.
إن شهداء الوطن مثواهم جنة الخلد هم من نسيج مجتمع مملكة البحرين والذين شاركوا في تشييع جثامين أبنائهم وإخوانهم وجيرانهم وأقاربهم تربطهم أواصر اللحمة الوطنية، ومؤكدين من خلال مواقفهم الوطنية أن أبناء البحرين هم الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران الذين يؤمنون برسالة الشهداء ويقفون مع كل من يسهم في بناء الوطن ويفتديه بالمهج والأرواح. كما إن وقوف الأصدقاء مع مملكة البحرين دليل واضح على أن مملكة البحرين تربطها علاقات وثيقة مع الأشقاء والأصدقاء، وأن مواقف صاحب الجلالة الملك المعظم الإنسانية والبناءة مع الأشقاء والأصدقاء تنهض دليلاً على انفتاح مملكة البحرين على العالم وتؤمن بالأمن والسلام لخير البشرية جمعاء، وأن التعاون مع الأشقاء والأصدقاء من أجل المحبة والسلام والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية.
لا يستطيع المرء بعد هذا الحادث الأليم إلا أن يترحم على أبناء الوطن وشبابها والعزاء أنهم كانوا يدافعون عن وطنهم ووطن أهلهم وجيرانهم ومشاركيهم في استقرار وأمن المنطقة، ونشعر جميعاً بواجبنا نحو أشقائنا وأصدقائنا والتعاون لما فيه الخير للجميع، وكان حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه قد عبر عن تقديره واعتزازه بمن يدافعون عن الوطن ويذودون عن حياضه في مختلف المجالات.
إننا شعب البحرين دعاة أمن وسلام ومع قيادتنا نتضامن من أجل رخاء وازدهار بلادنا، وإقامة العلاقات الأخوية والإنسانية مع أشقائنا وأصدقائنا فقد فطرنا على تبادل المصالح فيما يحقق الأمن والاستقرار، وأن يكون لنا الدور الفاعل والإيجابي في استقرار المنطقة وأمنها وأمانها وما يحققه الوطن الشقيق هو مدعاة للتأكيد عليه وبذل الغالي والنفيس من أجل أن نعيش في أمن وسلام ونتعاون مع الجميع لما فيه الخير، ومشاركتنا في المنظمات الدولية والعربية والإسلامية يجعلنا نؤمن بالتعاون مع الآخرين في سبيل أمن واستقرار المنطقة ولما يعود علينا وعلى الأجيال التي تأتي بعدنا بالخير والأمن والأمان.
نترحم على أرواح أبنائنا الشهداء الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء ومثواهم الجنة ورضوان النعيم، كما ندعو المولى جلت قدرته أن يكتب الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وأن يعودوا إلى بناء مجتمعهم ويبذلوا الكثير من أجل عزته وكرامته.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..