رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

الكاتب الصحفي: الحسيني عبدالله

جهاد ونية

الأربعاء 19/يوليو/2023 - 05:06 م
طباعة
يحتفل المسلمون حول العالم  بذكر حلول هجرة النبي صل الله عليه وسلم من مكه إلى المدينة قبل ١٤٤٥ عاما  وهي الرحلة التي غيرت وجه العالم ووضعت حدا فاصل بين الحق والباطل ولعل سئل يسأل  هل الهجرة باقية ام انتهت؟ والحقيقة إن النبي صل الله عليه وسلم أجاب على هذا السؤال يوم فتح مكه في ٢٠ رمضان عام ٨ من الهجرة 

فقال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا. رواة الشيخان البخاري ومسلم 
والحقيقة إن الهجرة الحقيقية باقية ليوم الدين وليس كما يتصور البعض تقتصر على تلك الحادثة المشرفة وأصحابها.
تعالوا نتعرف على حقيقة الهجرة وكيف نحيا فيها ونحييها بالقلب والجسد معًا؟!
يقول ابن القيم رحمه الله: الهجرة إلى الله ورسوله فرض عين على كل أحد في كل وقت، وأنه لا انفكاك لأحد من وجوبها، وهي مطلوب الله ومراده من العباد.
و يقسم الهجرة إلى نوعين: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهجرة بالقلب إلى الله ورسوله وهي الأصل فيما هجرة الجسد تابعة لها.
فتهاجر من محبة غير الله تعالى إلى محبته سبحانه، ومن عبودية غيره تعالى إلى عبوديته سبحانه، ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه، إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه، ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له، إلى دعائه، وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له.

وهذا بعينه معنى الفرار إليه، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]
 والتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه.
وهنا معنى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم «وأعوذ بك منك» [ رواه مسلم]
 وقوله «لا منجى منك إلا إليك» [ رواه البخاري]

فتأمل كيف عاد الأمر كله إلى الفرار من الله إليه؛ وهو معنى الهجرة إلى الله تعالى، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المهاجر من هجر ما نهى الله عنه» [رواه البخاري]
 الضلالة، وهم من غايروا نهج الله ورسوله، لقول الله عزَّ وجل: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [االبقرة:166]

وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أقسام الخلائق بالنسبة إلى دعوته وما بعثه اللهُ به، في قوله:«إنَّ مثلَ ما بعثَني اللهُ به عزَّ وجلَّ من الهدَى والعلمِ كمثلِ غيثٍ أصاب أرضًا . فكانتْ منه طائفةٌ طيِّبةٌ . قبِلتِ الماءَ فأنبتتِ الكَلأَ والعشبَ الكثيرَ . وكان منها أجادِبُ أمسكتِ الماءَ . فنفعَ اللهُ بها النَّاسَ . فشرِبوا منها وسقَوْا ورعَوْا . وأصاب طائفةٌ منها أخرَى . إنَّما هي قيعانٌ لا تمسكُ ماءً ولا تُنبتُ كلأً . فذلك مثل من فقِهَ في دينِ اللهِ ، ونفعَهُ بما بعثَني اللهُ به ، فعلِمَ وعلَّمَ . ومثلُ من لم يرفعْ بذلك رأسًا . ولم يقبلْ هدَى اللهِ الَّذي أُرسلتُ به» [ رواه مسلم]
فالمؤمن المتبع يصبح مثل الأرض التي يأتيها المطر فتنبت، أما المخالف فهو كالأرض المنكرة الجدباء.
وينقل ابن القيم قول الشاعر أبي تمام. 
نَقِّل فُؤادَك حيثُ شئتَ من الهَوَى ... ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأَوَّلِ
كم مَنزلٍ في الأرضِ يَأْلَفُه الفتَى ... وحَنِيْنُه أبدًا لأوَّلِ منزلِ
لقد أرشدنا ربنا للهجرة من ضيق الدنيا وأوزارها إلى سَعة رحمة الله وحُسن هداه، ولما كانت الدنيا دارَ غُربة وانتقال لا دارَ وطن واستقرار، أرشد الله عباده إلى أهمِّ ما يقطعون به منازلَ السفر إليه وينفقون فيه بقيةَ أعمارهم، فأرشد مَن بيده الرشد إلى أن أهم شيء يقصده العبد إنما هو الهجرة إلى الله ورسوله.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads